قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، اليوم الاربعاء: إن هناك تهديدات وتحديات كثيرة تواجه الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية بالمنطقة حدت من نفوذ دول مؤثرة.
جاء ذلك في كلمة بمناسبة تنظيم جمعية الصداقة العربية الألمانية «دي.إيه.إف.جي» احتفالاً بحلول السنة الجديدة، وفي إطار برنامج الجمعية الذي يهدف إلى استضافة شخصيات نافذة من الدول العربية وتقديمها للجمهور الألماني.
وأوضح الشيخ د. محمد الصباح أن الأوضاع الامنية في الشرق الأوسط كانت سبباً في تقليص نفوذ دول مؤثرة في الشرق الأوسط مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وأتاحت بدلاً من ذلك ظهور دول أخرى مثل روسيا وتركيا وإيران.
وأشار إلى عودة ظاهرة اليمين الشعبوي في الدول الغربية قائلاً: إن الديناميكية الجديدة والأوضاع السياسية التي تشهدها دول الشرق الأوسط كانت سبباً في بزوغ تلك الظاهرة مرة أخرى سواء من خلال انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، أو من خلال ازدياد قوة الأحزاب اليمينية في أوروبا، وكذلك من خلال أزمة اللجوء التي تعاني منها الدول الأوروبية.
وتطرق إلى الانتخابات البرلمانية التي ستشهدها 4 دول من بين 6 أخرى مؤسسة للاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن نتائجها سيكون لها تأثير كبير على السلام والرخاء في الدول الغربية.
كما شجب الشيخ محمد الصباح الهجمات “الارهابية” التي تعرضت لها مدن مختلفة من برلين إلى إسطنبول قائلاً: إن إرهاب ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) وصل إلى ذروته؛ الأمر الذي راح ضحيته مدنيون أبرياء.
وعن تأثير التحديات التي يواجهها العالم على دول الشرق الأوسط قال الشيخ محمد الصباح: إن المنطقة تقف أمام ظاهرة الدول الفاشلة مثل ليبيا، وأيضاً أمام تحدي الأزمة السورية التي تهدد المنطقة بأكملها.
ووجه انتقادات لعجز المجموعة الدولية عن حل النزاعات قائلاً: إن الفشل في تقديم حلول وقائية للأزمات يؤدي تلقائياً إلى دخول منطقة الشرق الأوسط في دوامة من الأزمات التي لا تنتهي.
وعن الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” قال: إن هذا الصراع أكبر مثال على أن عدم التحلي بالجرأة لاتخاذ قرارات صعبة يؤدي إلى دخول الأزمات في طريق مسدود.
وأوضح أن اندلاع هذا الصراع منذ نحو 60 عاماً كان سبباً في زعزعة استقرار المنطقة وفي التطرف وفي اندلاع حروب كثيرة، مؤكداً عدم توافر الإرادة السياسية لحل هذا النزاع، رغم أن الحل قريب وممكن.
وعن الأوضاع في ليبيا واليمن دعا الشيخ الصباح إلى تطبيق خريطة الطريق لليمن، وإلى التكاتف من أجل حل الأزمة الليبية قائلاً: إن الحل في اليمن يتطلب دعم الاقتراحات التي قدمها مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الحرب اليمنية ومواصلة العملية السلمية.
ودعا المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤوليتها حيال الحرب في سورية، معرباً عن أسفه لعدم قدرة الدول الفاعلة على التوصل لحل هذه الأزمة.