تميزت السويد في إعادة التدوير واستخدام النفايات وبلغت عمليات توليد الطاقة فيها أكثر من 50٪ من مصادر الطاقة المتجددة ويخرج ما نسبته 1٪ فقط من النفايات المنزلية السويدية إلى مكبات النفايات.
تتولد 20٪ من طاقة أنظمة التدفئة المركزية في السويد عن طريق محارق النفايات، وعلى الرغم من إيجابية هذا الأمر – بل يحسدون عليه – فإنه شكل مأزقاً للبلاد مما أجبرها لاستيراد النفايات من الدول المجاورة.
تعتمد السويد منذ فترة طويلة في توفير الحرارة والكهرباء لمئات الآلاف من المنازل من خلال برنامج حرق النفايات وتحويلها إلى طاقة، إلا أن المعضلة التي تواجهها تكمن في عدم توافر نفايات كافية لتشغيل المحارق، مما جعلها تبحث عن مصادر جديدة توفر الوقود.
تقول كاتارينا أوستلوند، مستشارة وكالة حماية البيئة السويدية في عام 2012م: قدرتنا الإنتاجية تفوق بكثير مقدار النفايات التي تنتجها البلاد، وكان الحل هو استيراد النفايات من الدول المجاورة لا سيما النرويج وإنجلترا، وتعتبر صفقة مربحة كثيراً للسويديين.
هناك بلاد أخرى تدفع للسويد مقابل نقل النفايات الزائدة، والتي يستفاد منها في توليد الحرارة والكهرباء، بينما في النرويج فإن الرماد المتبقي من عملية الحرق والمليء بالديوكسين الملوثة للغاية، يعاد إلى البلاد لطمره.
بدأت عملية استيراد النفايات منذ عدة سنوات بسبب فرض السويد ومنذ وقت مبكر – عام 1991م – ضريبة على الوقود الأحفوري.
ولأن التدفئة هي واحدة من الاستخدامات الرئيسة للطاقة في أي بلد يقع في شمال أوروبا، فإن الحرق فعال بشكل خاص في السويد يمكن للحرارة أن توزع مباشرة إلى أنظمة التدفئة دون أن تتحول إلى طاقة كهربائية.
وقد نمت واردات النفايات من الدول بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة حيث زادت الكمية المستوردة بين عامي 2005 و2014م إلى 4 أضعاف، وبلغت 3.2 مليون طن في عام 2014م؛ أي ما يعادل 820 شاحنة نفاية يومياً.
هناك جدل يدور في السويد، يدور حول أفضلية فرز وإعادة تدوير النفايات بدلاً من حرقها بنسبة 85 – 90٪ منها بشكل سليم، ويرى هذا الفريق أن حرق النفاية يساهم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومع ذلك، فإن صافي الانبعاثات الناجمة عن حرق النفايات من بلدان أخرى تكاد تكون سالبة في الواقع بالمقارنة مع خيار ترك تلك البلاد الاعتناء بنفاياتها.
ومن ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أنه بالرغم من الجهود التي تقوم بها الدول الإسكندنافية – المدهشة جداً – في تحويل النفايات إلى طاقة وبناء محطات الطاقة الجديدة مكنت الناس على سبيل المثال من التزلج عليها، وكانت حلاً أفضل من طمر المخلفات، إلا أن ذلك لا يعتبر إعادة تدوير.
في الولايات المتحدة، يتم تعريف التدوير بأنه “استخدام النفايات كمادة لتصنيع منتج جديد، وتتضمن عملية إعادة التدوير تغيير الشكل المادي للمواد وصنع أشياء جديدة”.
ويطلق على عملية الحرق “تحويل”، وتعني الانحلال الحراري، والتقطير؛ وهي عمليات مختلفة عن بعضها من وجهة نظر بعض الخبراء في هذا المجال.
ويرى فريق آخر أن الحرق هو أيضاً مكلف وغير فعال، وبمجرد أن تبدأ هذه الممارسة ستقودنا للاعتماد على النفايات كسلعة للوقود، وستعقد مسألة العودة إلى الأساليب السليمة بيئياً.
وتشير التجارب في السويد وألمانيا إلى أن تحسين الجهود المبذولة للحد من ضرر النفايات، بإعادة الاستخدام أو إعادة التدوير يمكن أن تؤدي إلى نقص في “وقود” النفايات.
ترجمة: “إسلام أون لاين” عن صحيفة “الإندبندنت”.