ـ الجامعة تتميز بعلاقاتها الخارجية المبنية على أساس الحوار مع مكونات التعليم العالي بلبنان
ـ تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فتح مجالات في التواصل مع المؤسسات المشابهة في العالم الإسلامي
ـ نعتمد في تعليم العربية على القرآن الكريم بما يحمل من تراكيب ومفردات عربية أصيلة
ـ نسعى إلى إنشاء امتحان دولي موحد في اللغة العربية للناطقين بغيرها لتحديد مستواهم اللغوي
قال المهندس ربيع حروق، مدير العلاقات الخارجية بجامعة الجنان في لبنان: إن بعض الطلاب الأجانب الملتحقين بالدراسة في جامعة الجنان لديهم حرص على تعلم العربية وإتقانها بشكلٍ قد يتعدى أبناء العربية أنفسهم على تعلمها وإتقانها، ويجتهدون في ذلك، مؤكداً أن كثيراً من طلابهم من أبناء الأقليات المسلمة تبوؤوا مراكز دعوية وأكاديمية وتربوية عليا في أوطانهم بعد تخرّجهم في مرحلة الدراسات العليا بالجامعة، ضارباً مثالاً برئيس الإدارة الدينية بجمهورية الجبل الأسود الذي أنهى مرحلة الدراسات العليا بجامعة الجنان سابقاً.
قال المهندس حروق: إن الميزة الأكبر لجامعة الجنان تكمن في عدم الاكتفاء بإعطاء المادة العلمية للطالب؛ بل في التركيز على بناء شخصيته التي تُقوي الانتماء للهوية وتجعله مفتخراً بتاريخ أمته ودورها في بناء حضارات خلت.
جاء ذلك في حوار له مع «المجتمع» بشأن تعليم الطلاب من غير الناطقين بالعربية علوم الإسلام واللغة العربية، بجامعة الجنان في لبنان.
< بداية؛ كيف يمكنكم وصف الجامعة والتعريف بها للطلاب من غير الناطقين بالعربية حول العالم والذين ربما يرغبون في التواصل مع جامعتكم والدراسة بها؟
– تقع جامعة الجنان في الجمهورية اللبنانية، وتحديداً في عاصمة محافظة الشمال «طرابلس» المعروفة بـ«مدينة العلم والعلماء»، وللجامعة فرع آخر في مدينة صيدا الجنوبية، ويعود تاريخ تأسيسها للعام 1988م على يد د. منى حدّاد، زوجة الداعية د. فتحي يكن، يرحمه الله.
وبدأت الجامعة بتدريس اللغة العربية للطلاب الأجانب عام 1996م بإنشائها مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبدأ المركز باستقبال الطلاب الوافدين لدراسة العربية من دول مختلفة، وكانت أول الوفود الطلابية التي وصلت إليه من الدول المستقلة عن يوغوسلافيا السابقة (البوسنة، صربيا، الجبل الأسود، كوسوفو) إضافة لدولة ألبانيا، كذلك استقبل المركز أبناء الجاليات العربية في دول الاغتراب، ويعمل المركز وفق منهجية علمية تُراعى فيها الحداثة في طرق وأساليب التدريس والسياحة اللغوية، ومن آخر نشاطاته تنظيم الدورات الصيفية المكثفة التي يطلبها الطلاب الجامعيون حول العالم من محبي اللغة العربية وخاصة من دولة تركيا الشقيقة.
وتتميز جامعة الجنان بعلاقاتها الخارجية المبنية على أساس التعارف والحوار مع مكونات التعليم العالي في لبنان والخارج، فهي عضو في رابطة جامعات لبنان التي تضم كبرى الجامعات اللبنانية، وتُعتبر بمثابة جهة استشارية لوزارة التربية والتعليم العالي اللبناني، كذلك تتمتع الجامعة بعضوية الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، واتحاد الجامعات العربية واتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع لـ«الإيسيسكو»، ورابطة الجامعات الإسلامية المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، ولعلّ الميزة الكبرى لجامعة الجنان تكمن في عدم الاكتفاء بإعطاء المادة العلمية للطالب، بل التركيز على بناء شخصيته التي تُقوي الانتماء للهوية وتجعله مفتخراً بتاريخ أمته ودورها في بناء حضارات خلت.
< ما شروطكم لقبول الطلاب من غير الناطقين بالعربية للدراسة بالجامعة؟
– بداية؛ يجب أن يكون الطالب قد أنهى دراسته في الثانوية، مع تزكية من جهة معنوية معروفة أكاديمية، تربوية، دينية، ويتم تقديم الطلبات مع نهاية الفصل الربيعي الثاني اعتباراً من شهر أبريل وحتى يوليو، ويتم التواصل عبر بريد الجامعة الإلكتروني، أو من خلال الجهة المرشحة.
وبعد اجتياز الطالب امتحانات برنامج اللغة العربية يمكنه أن يلتحق بإحدى كليات العلوم الإنسانية بما في ذلك الدراسات الإسلامية.
< كيف تتواصلون مع المؤسسات الإسلامية المعنية حول العالم بهدف إرسال طلابها للدراسة بجامعتكم؟
– في حقيقة الأمر هناك مساحة واسعة من العلاقات المرتبطة بإرث الداعية العالمي د. فتحي يكن، الراعي المعنوي لجامعة الجنان، إضافة إلى العلاقات التي نسجتها الرئيسة المؤسسة للجامعة أ.د. منى حدّاد، يرحمها الله، وما زلنا نحافظ على هذا الإرث من العلاقات التي تربطنا بها.
لقد فتح تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها مجالات واسعة في التواصل مع المؤسسات المشابهة وعلى امتداد العالم الإسلامي.
< ما الخريطة الجغرافية لطلاب الجامعة من غير الناطقين بالعربية؟
– مرّ على المركز عشرات الطلاب من مختلف جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، والصين، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والبوسنة، وصربيا، والجبل الأسود، وألبانيا، وكوسوفو، وماليزيا، وإندونيسيا، وترينيداد، وألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا وأستراليا.
وتُشكل الجنسية الصينية النسبة الأكبر من طلاب مركزنا لهذا العام.
< من واقع تجربتكم السابقة، ما أبرز نقاط القوة والضعف للطلاب الدارسين من مختلف دول العالم من غير الناطقين بالعربية؟
– من نقاط القوة في منهجنا أنّ جزءاً منه يعتمد على تعليم اللغة العربية من خلال القرآن الكريم بما يحمل من ضبط وتقويم للسان وتراكيب ومفردات عربية أصيلة، كما أننا نعرف الطالب على البيئات العربية وتنوعها.
من أهم الإيجابيات لدى طلابنا حرصهم على تعلم العربية وإتقانها بشكلٍ قد يتعدى حرص أبناء العربية أنفسهم على تعلمها وإتقانها، بل ويجتهدون في ذلك.
أما السلبيات فهي جهلهم باللهجات العامية المحكية؛ مما يضطرهم للتواصل بالفصحى مع محيطهم، ومعلوم أنه كي يتم قبول الطالب في برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لا بد أن يكون له الحد الأدنى من اللغة ليسهل عملية التواصل ومن ثم الارتقاء اللغوي.
< هل من جهود تبذل لرعاية الطلاب تربوياً ونفسياً واجتماعياً كمغتربين؟
– من مميزات هذا البرنامج أن الطالب ينتمي إلى أسرة كبيرة اسمها «جامعة الجنان»، فعملية الدمج تواكب عملية التعليم من خلال الأنشطة اللاصفيّة مع باقي طلاب الجامعة، وأحياناً يمثل الطلبة الوافدون محور هذه الأنشطة.
< وماذا عن مرحلة الدراسات العليا؟
– الجامعة تقبل الطلبة الوافدين في مرحلة الدراسات العليا من خريجي جامعة الجنان وخريجي الجامعات المعتمدة مع تزكية من جهة معروفة.
وقد تخرّج في مرحلة الدراسات العليا العديد من طلابنا – من دول البلقان وروسيا الاتحادية والصين وبنين والسنغال وغانا – وكثير منهم تبوؤوا مراكز دعوية وأكاديمية وتربوية عليا في أوطانهم.
ومثال لذلك رئيس الإدارة الدينية بجمهورية الجبل الأسود الذي أنهى مرحلة الدراسات العليا بجامعة الجنان.
< هل من توصيات مستقبلية تودون طرحها في حوارنا هذا؟
– نسعى إلى الربط بين الجهات الإسلامية المعتمدة وجامعة الجنان من خلال برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والجهات الخيرية الإسلامية التي تربطها بالمراكز الإسلامية المعتمدة علاقات واتفاقيات، وقد تكفلت في فترة ما الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت بمِنَحٍ لهؤلاء الطلاب الوافدين لعامين متتاليين.
ونسعى إلى إنشاء امتحان دولي موحد في اللغة العربية للناطقين بغيرها ليرجع إليه في تحديد مستواهم اللغوي.
< ما رسالتكم للجهات المعنية بتعليم الطلاب من غير الناطقين بالعربية العلوم الإسلامية واللغة العربية؟
– نرجو من الجميع مشاركتنا هذه المسؤولية العظيمة تجاه إخواننا؛ من خلال تأمين المنح الدراسية، أو من خلال التعاون في مجال المناهج والخبرات وتطويرها.>