استغرب وزير الإدارة المحلية اليمني، عبد الرقيب فتح، اليوم الثلاثاء، ما وصفه بـ”الصمت المريب”، لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكجولدريك، إزاء ما تقوم جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) من انتهاكات في البلاد.
وحسب وكالة “سبأ” اليمنية الحكومية، قال الوزير “فتح”، في بيان: إنه “يستغرب الصمت المريب للمنسق الأممي تجاه ما تقوم به المليشيا الانقلابية الحوثية، من أعمال وحشية وممارسات لا إنسانية تجاه السكان، ومنعها لإيصال المساعدات الإنسانية، وتهديدها للعاملين في المنظمات الإغاثية الدولية؛ ما اضطر تلك المنظمات من سحب ممثليها ومغادرتهم اليمن”.
واستنكر الوزير اليمني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس اللجنة الإغاثية العليا (حكومية)، عدم إصدار المنسق الأممي أي بيانات إدانة لتلك التصرفات؛ وهو ما يمثل بوضوح “خللاً” في أدائه وممارسته لمهامه الإنسانية، حسب البيان.
وطالب المنسق الأممي بـ”إلزام كافة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بالتواجد في المناطق التي تنفذ فيها المليشيا الانقلابية معارك ظالمة وعبثية بحق أبناء الشعب اليمني، وممارسة الضغوط بكل حزم وقوة على المليشيا بإتاحة الوصول الآمن للمتطلبات الإغاثية المختلفة وعدم إعاقتها”.
وانتقد استخدام المنسق الأممي في بياناته تعبير “أطراف النزاع” خلال دعوته للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، معتبراً ذلك “مرفوضاً وغير مقبول”.
وأوضح: “لا يوجد في اليمن طرفان للصراع، وإنما هناك فئة وعصابة باغية انقلابية عملت بدعم خارجي على الانقلاب على الرئيس المنتخب والحكومة الشرعية، والسيطرة على المحافظات ومؤسسات الدولة بقوة السلاح ونهبت مقدرات البلد وباشرت بقتل المدنيين والنساء والأطفال بكل بشاعة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، لافتاً أن مساواة الضحية بالجلاد أمر غير مقبول”.
وأكد البيان أن “الحكومة اليمنية حريصة كل الحرص على الوصول الإنساني السريع للمحتاجين في كافة المحافظات، وتعمل بالتنسيق مع المانحين على تكثيف الجهود الإغاثة وإيصالها إلى كافة أبناء الشعب اليمني”.
وأردف البيان أن “بقاء الموانئ بيد المليشيات الحوثية يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين”، حسب “الأناضول”.
ومنذ نحو ثلاثة أعوام تشهد اليمن حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي، التي تحالفت لسنوات مع القوات الموالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، من جهة أخرى.
وخلفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، أدت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم.