– يجب عدم تعرض الطفل للأجهزة الإلكترونية خلال السنوات الأربع من عمره نهائياً
– عمل اتفاق مكتوب مع الأبناء لأوقات استخدام الهاتف الذكي
– استعمال الأجهزة لا يكون فور الاستيقاظ من النوم ولا قبله بثلاث ساعات
– الجلوس الطويل على الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى توتر في الأعصاب
– الألعاب الإلكترونية تجعل الطفل في تناقض بين قدراته الإبداعية وواقعه الذي لا يستطيع أن يتعامل معه
– اقتناء هاتف ذكي لا يكون قبل العاشرة من العمر
وسائل الاتصال الحديثة وتحديداً الأجهزة الذكية باتت الشغل الشاغل والهاجس الذي يلاحق الآباء والمربين، وأدت إلى توسيع الفجوة والصراع بين الآباء والأبناء.
«المجتمع» أجرت حواراً حول مدى خطورة الأجهزة الذكية على الأبناء وتأثيرها على العلاقة الأسرية، مع المستشار الأسري والتربوي الأردني د. خليل الزيود، الذي أكد أن استخدام الأجهزة الذكية نعمة، ولو لم نحسن استخدامها بالشكل الصحيح ستتحول إلى نقمة.
بداية، هل استعمال الأجهزة الذكية خطر على الأبناء؟
– هذه كلمة مفتوحة، فهي تحمل نعم ولا في آن واحد، والتفاصيل تقول: إن الأجهزة الذكية إن كان لها وقت معلوم للاستعمال، وإن كانت المادة المتوافرة فيها صحيّة تربوية؛ فهي نعمة للأبناء وليست خطراً، ولكن إن كانت هذه الأجهزة تستخدم في كل وقت سواء الدراسة وأثناء الاستيقاظ من النوم وقبله، والمادة المتوافرة تكون ذات أبعاد جنسية بشكل مباشر أو غير مباشر، أو تكون الأصوات صاخبة في داخلها؛ فهي بالتأكيد نقمة وخطر كبير.
ما أسباب الإدمان على هذه الأجهزة؟
– الهروب من الدراسة، طبيعة الألعاب المتوافرة تكون مغرية في مادتها ومضمونها، الهروب إلى الأجهزة الذكية من الواقع المعيش المليء باضطرابات نفسية أو مشكلات أسرية، فالابن يجعل من الأجهزة الذكية متنفساً يلجأ إليه.
ما علامات إدمان الأبناء على الأجهزة؟
1- البقاء لساعات طويلة برفقة الجهاز.
2- التوتر الشديد أثناء الحديث معهم بشكل لافت.
3- الإجهاد أثناء القيام بأي سلوك خارج الجهاز الذكي.
4- عدم الانتفاع بأي وسائل النصح والإرشاد التقليدية.
ما ضوابط استعمال هذه الأجهزة من أجل ضمان الاستفادة منها وتجنب المخاطر التي قد تنجم عنها؟
1- ألا يتعرض الطفل لتلك للأجهزة خلال السنوات الأربع من عمره نهائياً.
2- عمل اتفاق مكتوب لأوقات استخدام الهاتف الذكي.
3- أن يترتب على الاتفاق المكتوب الالتزام بمكافأة متفق عليها بين الأهل والأولاد.
ما الوقت المسموح به للعب على الأجهزة خاصة أنها أصبحت واقعاً نتعامل معه؟
– ألا يكون فور الاستيقاظ من النوم ولا قبله بثلاث ساعات؛ وذلك لأن الحواس في الصباح الباكر تكون في أعلى قدرتها على التفاعل مع الوسط التفاعلي التعليمي، فهنا نحتاج لأن يكون الطفل في بيئة تحفيزية وتفاعلية، وكذلك قبل النوم يكون الدماغ يعمل طوال الليل بآخر ما كان به مشغولاً قبل النوم، ومن المعلوم أن العقل اللاوعي هو المسؤول عن سلوكياتنا، وهنا تجدر الإشارة إلى أن يكون ما قبل النوم القراءة أو الحديث مع الطفل، ويفضل أن تكون الغرفة مظلمة ولا ضوء فيها لكي يستطيع الجسم والدماغ الراحة من أجل الانطلاق ليوم جديد.
هل هناك علاقة بين الأزمات النفسية التي نراها على الأطفال أو المراهقين والأجهزة الإلكترونية؟
– بالطبع توجد علاقة؛ لأن الجلوس الطويل على هذه الأجهزة يؤدي إلى توتر في الأعصاب عند الأطفال؛ مما يجعل التواصل معهم صعباً جداً، ويؤثر على عملياته النفسية المتعلقة بالاستعداد للمدرسة والقابلية للتعلم من تركيز واستيعاب وتذكر.
ما الآثار الاجتماعية لهذه الأجهزة على الأبناء؟
– العزلة، وعدم التفاعل الاجتماعي الصحي، وجعلها مهرباً لمواجهة مشكلات الحياة؛ لأنها تحقق انتصارات وهمية، بالإضافة إلى صعوبة التفاعل مع الأقارب أو الأقران بشكل طبيعي، وهذا يؤدي إلى تأخر في الذكاء الاجتماعي؛ مما يؤدي إلى مشكلات بالعمل في المستقبل.
كيف ننمي جانب المراقبة الذاتية لدى الطفل أثناء استخدامه هذه الأجهزة وما تتيحه من فرص للانحراف؟
– الاتفاق المكتوب المترتب عليه مكافأة في حالة الالتزام، والمعاقبة المتفق عليها في حال مخالفة الطفل للاتفاق، ويفضل أن يكون الاتفاق من خلال التوافق بين الطفل والوالدين، ويتم تجنب الحديث بالاتفاق في العموميات بل ننطلق إلى التفاصيل من حيث نوع اللعب والمدة الزمنية والموعد في الليل أو النهار وخلال الأسبوع في أوله أو آخره.
هل هناك ارتباط بين مستوى الأداء التعليمي من ناحية التحصيل سواء بالسلب أو الإيجاب والأجهزة الإلكترونية؟
– كلما كان التعلق وخاصة في الصفوف الأربعة الأولى بالأجهزة الإلكترونية أكثر كان التحصيل أقل، وخاصة في المهارات الأكاديمية التي تتطلب مجهوداً وتركيزاً وتفكيراً نوعياً، وهذه المشكلة تتفاقم كلما كانت الألعاب التي يتعرض لها الطفل مبنيّة على الإثارة والصراخ والموسيقى الصاخبة، فهي تبطئ عمل الدماغ بل وتؤثر على مهارات الدراسة الأساسية.
عزوف الأولاد عن الدراسة، التقصير في أداء الواجبات، عنف الأطفال في المدارس.. هل له علاقة من قريب أو بعيد بالأجهزة الإلكترونية؟
– بالطبع هذه السلوكيات لها علاقة وثيقة بتلك الأجهزة؛ وذلك لأنها تجعلك تحل المشكلات التي تواجهها افتراضياً، فالطفل يصبح في تناقض بين قدراته الإبداعية في الألعاب الإلكترونية وواقعه الذي لا يستطيع أن يتعامل معه بتلك السهولة، فتصبح لديه ردود أفعال عكسية في التفاعل والتعامل مع الواقع.
في الآونة الأخيرة انتشرت لعبة إلكترونية اسمها «الحوت الأزرق» التي على إثرها انتحر عدد من الطلبة في الكويت.. ما الذي يدفع الطفل للانتحار بسبب لعبة إلكترونية؟
– الفراغ كفيل أن يفعل أكثر من ذلك، وخاصة في عمر المراهقة؛ لأن التشبع والتعلق باللعبة يجعله يقدم أي شيء من أجل البقاء في الصدارة والتفوق، وخاصة مع غياب الهادي الذي يأخذ بأيدي الأبناء نحو الأفضل في إشغالهم، وهذه اللعبة لا تسيطر في ذاتها على الأبناء بل على اكتساح الفراغ لديهم، فالطلب أن يرسم الحوت على يده، أو أن يجلس لوقت طويل بلا كلام، هذه تفرز لدى الطفل مقدرته على التحدي أو عدم القدرة، وهو هنا يحقق ذاته وإن كان وهماً، فهو بالنسبة له إنجاز.
هل البدانة المنتشرة بين أطفالنا لها صلة بتلك الأجهزة؟
– الجلوس لساعات طويلة بلا حركة لجسم ينمو بشكل سريع، بل والأطعمة غير الصحية المرافقة للجلوس لوقت طويل تجعل البدانة سريعة الزحف إلى أجسامهم.
هل من الممكن أن نستثمر تعلق الأطفال بتلك الأجهزة بإدخالها في العملية التعليمية ورفع مستواهم؟
– هذا ممكن، ولكن الحاجة إلى متخصصين يعملون على وضع المواد التعليمية بشكل محفز وشيّق وللأطفال.
متى نسمح للأبناء باقتناء هاتف ذكي؟
– لا عمر محدد؛ لأن الأمر يختلف من طفل لآخر، ومدى قدرتهم على الثقة بأبنائهم وسلوكياتهم، ومن وجهة نظري لا يكون قبل العاشرة من عمرهم.
ما البديل عن تلك الأجهزة؟
– لا يوجد بديل كامل، ولكن يجب أن يتخلل يوم الطفل الحديث مع الآباء والنقاش والمزاح والضحك واللعب.
ما الأنشطة المفيدة التي يمكن للأطفال القيام بها بدل جلوسهم على تلك الأجهزة؟
– كرة القدم، الشطرنج، السباحة، أي نشاط فيه حركة وخروج عن مألوف اليوم العادي.
نصيحة أو كلمة أخيرة توجهها للآباء؟
التربية ليست تسميناً وليست مدرسة فارهة الفخامة، بل هي حضن ونقاش وحوار وإصغاء نشط لأبنائنا.