قال رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش: إن مبادئ الإسلام تحث معتنقيه على الاجتهاد والتجديد.
وأوضح أرباش أن إعادة النظر في بعض الأحكام الفقهية، التي لا تندرج ضمن الثوابت، يعني أن الإسلام يصلح لجميع العصور.
وأضاف رئيس الشؤون الدينية التركي، خلال مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة بأنقرة، أمس الأحد، أن الخطوة “تدخل في مجال الاجتهاد مع اختلاف الظروف، ولا تعني إصلاح الدين”.
ومضى قائلاً: “على العكس يعني ذلك أن الإسلام دين عالمي، ويمكن تطبيقه في جميع العصور والمجتمعات، دون المساس بجوهره”.
وأوضح أن التجديد والاجتهاد ضمن هذا الإطار أمر تحث عليه مبادئ الإسلام، كما أنها مهمة منتظرة من منتسبي هذا الدين.
وتابع أن “الإسلام جاء ليمنح السعادة والسكينة للبشرية جمعاء، وهو الدين الحق الذي يضيء أفاق الإنسانية في جميع الأزمنة وحتى يوم القيامة”.
وأكد أن “ثوابت الاعتقاد في الإسلام، وعلى رأسها التوحيد، لا تتغير باختلاف الزمان والمكان، وكذلك لا تتغير مبادئه وقيمه الأخلاقية”.
وأشار إلى أن الإسلام فرض مبادئ وقواعد منظمة للحياة الشخصية والمجتمعية، ويقوم العلماء بتفسير هذه القواعد في إطار القرآن الكريم والسُّنة النبوية، ويطورون مبادئ الاجتهاد بما يتلاءم مع الزمان والظروف التي يعيشون بها.
يذكر أن بعض وسائل الإعلام نشرت تفسيرات خارجة عن سياق ومدلول تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، ودعا فيها إلى ضرورة تحديث القواعد الفقهية والاجتهادات الدينية بما يتماشى ومستجدات العصر، ولكن في إطار التمسك بالنصوص الثابتة في القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة.
وقال أردوغان، في كلمة الجمعة الماضي: إن “الأحكام أو النصوص التي أخبرنا بها الله بوضوح في القرآن الكريم، لم ولن تتغير أبدًا، وديننا الإسلام وكتابنا القرآن الكريم، وأحكامه سارية حتى يوم القيامة، بأمر الله عزّ وجل”.
وانتقد الرئيس التركي محاولات التشكيك في السنّة النبوية، عبر إدلاء بعضهم بآراء لا تمت لحقائق الحياة بصِلة؛ ما يتسبب في تشويش عقول الناس، في حين أن الأوامر الربّانية الواردة في القرآن الكريم واضحة وصريحة.
وطالب “الهيئة العليا للشؤون الدينية ألا تترك الساحة خالية”، وقال: “ليس لأي أحد الحق أن يصنّف ديننا كيفما يشاء، نعترض على هذه التجاوزات”.