يستعرض تقرير هذا الأسبوع أبرز الأنشطة والفعاليات التي تمت في أوساط الأقليات المسلمة حول العالم خلال أسبوع، وترجمت جهودهم في مسار ترسيخ التواجد الإسلامي في بلادهم حول العالم، وتعزيز انتمائهم الوطني والحفاظ على حقوقهم المدنية التي كفلها لهم قوانين بلادهم.
سويسرا: الأقلية الألبانية تحتفل بافتتاح مسجدها الثالث
في أجواء احتفالية شهدتها شخصيات رسمية محلية ومن دول البلقان، افتتحت الأقلية الألبانية المسلمة مسجدها الثالث في سويسرا بمدينة فراؤنفلد (frauenfeld) في كانتون ترغاء الذي يتم بناؤه كاملاً من الأساس.
وفي تصريحات لـ”المجتمع”، قال الشيخ د. باشكيم علي، نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية الألبانية في سويسرا (DAIGS)، إن هذا هو المسجد الثالث للألبان في سويسرا، ويعد الأكبر حجماً لهم الذي تم بناؤه كاملاً من الأساس، وقد حضر حفل الافتتاح ممثلو المشيخات الإسلامية من مقدونيا، وكوسوفا، وألبانيا، وكذلك رئيس البرلمان المقدوني، كما حضر ضيوف من مختلف أنحاء سويسرا، ورئيس بلدية فراؤنفلد، وممثلون عن الكنائس.
وحول أهمية هذا الحدث في وقت تتصاعد فيه حملات “الإسلاموفوبيا” -التي وصلت في سويسرا لحد منع بناء المآذن بناء على استفتاء شعبي نظم قبل سنوات- أوضح د. علي، وهو كذلك عضو رئاسة اتحاد المنظمات الإسلامية في سوسرا (FIDS)، أن هذا يدل على استعداد المسلمين للتعايش والاندماج مع الحفاظ على الهوية، وأن “الإسلاموفوبيا” هي استثناء وليس أصلاً، ولن توثر على وقف الأعمال الخيرية والثقافية والدينية.
وتابع: ببناء المساجد يبني المسلمون جسوراً من التعاون مع الجميع والتسامح والتفاهم، وبهذا ينقلون رسالة إلى المجتمع أن المسلمين يشعرون بالمسؤولية التامة تجاه بلدهم سويسرا الذي ولد فيه أبناؤهم ويعيشون فيه وسيعملون فيه مستقبلاً؛ لذا هم حريصون على استقرار وتقدم هذا البلد.
كوسوفا: دورة تدريبية حول رفض التطرف العنيف
في إطار جهود محلية بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة، نظم قسم المرأة بالمشيخة الإسلامية في كوسوفا، في 7 مايو، وبالتعاون مع المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف (ICSVE)، دورة تدريبية حول رفض العنف ومقاومة التطرف ذي الصبغة العنيفة.
يشار إلى أن ظاهرة التطرف تجد طريقها لبعض الشباب المسلم ذي الحماسة المشتعلة غيرة على الإسلام، ونظراً لعدم تلقي بعضهم المفاهيم الصحيحة للإسلام من العلماء الموثوق بعضهم؛ فإن بعضهم يندفع في مسارات غير معتدلة تعود عليهم بالضرر الكبير.
الفلبين: قوات مورو العسكرية تظهر دعمها لعملية السلام
بهدف إظهار دعمها لعملية السلام الجارية في الفلبين منذ سنوات، وتأكيد وقوفها خلف قيادتها السياسية، نظمت قوات جبهة تحرير مورو الإسلامية الملقبة بـ”قوات بانجسامورو” اجتماعاً عاماً حضرته القيادات السياسية والدينية، في 10 مايو بجنوب الفلبين.
وبحسب موقع “لوران” -وهو بمثابة الوكالة الإعلامية لجبهة تحرير مورو الإسلامية- فقد حث الشيخ أبو هريرة عبدالرحمن، المفتي لديار بانجسامورو على توحيد الكلمة والصفوف وضرورة تعزيز الروابط لضمان بقاء مشروع المقاومة، وأنه ما دام عملية السلام قائمة بين الطرفين فإن التقيد بإطارها ضرورة شرعية.
كما أكد غزالى جعفر، نائب الرئيس للجبهة الإسلامية، أن الاتفاق الشامل حول بانجسامورو ما هو إلا تحول من منعطفات جديدة، من المقاومة إلى إقامة دولة، ومن الاحتلال إلى التحرير ومن الفكرة إلى العمل، وعليه فإنه على الجميع أن يواجه التحديات بكل ما يملك من الأدوات اللازمة.
ومن المتوقع أن يتم تمرير قانون بانجسامورو الأساسي في الكونجرس الفلبيني خلال هذا الشهر الجاري مايو الذي يسعى إلى إنشاء كيان سياسي جديد لبانجسامورو في مينداناو جنوب الفلبين. وفقاً لـ”مركز بانجسامورو للإعلام الخارجي”.
تقرير أممي ينتقد السويد لكثرة جرائم الكراهية والعنف العنصري
تصاعد جرائم الكراهية وتزايد أعمال العنف العنصري، أصبح أهم ثاني الموضوعات التي شغلت المجتمع السويدي الأسبوع المنصرف ومازال النقاش دائراً بشأنها حتى اليوم.
فقد تناقلت وسائل الإعلام السويدية بداية الأسبوع الماضي، تقرير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التمييز العنصري، الذي صدر في 2 مايو، وانتقد فيه السويد بشدة بسبب “كثرة أعداد جرائم الكراهية واستمرار العنف العنصري”، خاصة ضد المسلمين والسويديين من أصول أفريقية.
ولفت التقرير إلى أن خطورة هذه الجرائم أنها تجري أثناء الحملات الانتخابية الحالية، في وسائل الإعلام وفي الإنترنت، مشيراً إلى انتخابات عام ٢٠١٨ في السويد البرلمانية والمحلية التي سوف تجري نهاية العام الحالي.
كما أبدى قلقه من انتشار ظاهرة الاعتداء على المراكز الإسلامية في السويد التي وصلت في بعض الحالات إلى الاعتداء الحرق الذي التهم في بعض الحالات كل البناء أو بعضه.
يشار إلى أن مسلمي السويد وعلى فترات طويلة عاشوا في تعايش سلمي مميز داخل المجتمع السويدي، وهو ما بات مهدد من قبل تصاعد حملات “الإسلاموفوبيا”.
ولفهم الواقع السويدي بين التسامح والعنصرية، أوضح في تصريحات لـ”المجتمع”، د. عثمان الطوالبة، باحث ومدرس في فقه الأقليات المسلمة في جامعة أوبسالا في السويد، أن الواقع السويدي غاية في الجمال، من ناحية التنوع الديني والثقافي، ولكن موجة العنصرية والنازية وصعود اليمين المتطرف الشعبوي، تكدر صفو ذك الواقع المتنوع البديع.
وأضاف: لدينا إشكاليات حقيقية في قضايا العنصرية والتعامل مع الآخر، من كل الأطراف، ولكن آليات التظلم متاحة في السويد، لكل من مورس عليه ظلم أو عنصرية، فلدينا ديوان المظالم الذي تنفق عليه الدولة السويدية، حيث يتمكن المرء من التوجه إلى المفوض الحقوقي هناك، والتقدم بشكوى ضد من أساء إليه وهضم حقه، سواء وجهت الدعوة ضد جهات رسمية، أو هيئات غير رسمية.
ولفت د. الطوالبة -وهو كذلك عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو لجنة إفتاء السويد- إلى أن لدينا في السويد مؤسسة حكومية خاصة تعنى بمتابعة جرائم الكراهية والعنصرية، وتصدر تقارير دورية مهمة في هذا المجال، تسمى مكتب مكافحة جرائم الكراهية، وهذه المؤسسة غاية في الأهمية، وزارة الثقافة السويدية مولت إصدار خطة عمل لمواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في السويد، والدراسة قدمت للحكومة، ونتمنى أن ترى توصياتها النور قربياً.
وفي ختام تصريحاته، أكد د. الطوالبة أنه بالرغم من كل ما يرى ويسمع ويشاهد في السويد، من تعاظم قوى العنصرية والنازية، فإن الطابع العام إيجابي للغاية، ولكن الحسناءَ لا تعدمُ ذَاماً!
روسيا: زيارة محافظة مورمانسك القطبية للتعريف بركن الزكاة
بهدف التعريف بأحد أركان الإسلام وهو الزكاة، لمسلمي محافظة مورمانسك القطبية، أقصى شمال غرب روسيا؛ قام الشيخ الداعية د. وسام البردويل، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا، بزيارة لمحافظة مورمانسك استمرت 3 أيّام في الفترة 5 – 7 مايو الجاري.
وحول زيارته، قال في تصريحات لـ”المجتمع”، د. البردويل، وهو إمام وخطيب مسجد بوتوفا بمدينة موسكو، ومستشار لرئيس مجلس المفتين لروسيا للعلاقات الدولية: إنه نظراً لعدم وجود أئمة أو دعاة قد أنهوا دراسات شرعية عليا؛ فإن مسلمي مورمانسك يلجؤون لدعوة الدعاة من مختلف أنحاء روسيا لإلقاء دروس دعوية ودينية للمسلمين بمساجد المحافظة حيث تخصص موضوعات محددة في كل زيارة دعوية إليها.
وقد ألقى د. البردويل -الذي كان قد شغل منصب مفتي محافظة مورمانسك سابقاً لثلاث سنوات في الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٤- خطبة الجمعة ودروساً، واستشارات بالمركز الإسلامي في مدينة مورمانسك، كما التقى برؤساء ثلاث جمعيات إسلامية في مدن سيفيرومورسك، والكساندروفسك، وزابوليارني، وهي مدن عسكرية مغلقة تقع في شمال المحافظة، حيث عرفوا بنشاطاتهم وإنجازات المسلمين في العام الماضي.
كما زار مدينة مونتشيغورسك والتقى مع المسلمين هنالك في المسجد الذي تم الانتهاء من بناءه حديثا، ومدينة الينوغورسك وقد ألقى دروساً في كلتا المدينتين وأجاب عن أسئلة المسلمين وخاصة ما يتعلق بكيفية دفع الزكاة وأيضاً الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك.
أمريكا: انعقاد اليوم الوطني الرابع لمناصرة المسلمين
على مدار يومين، في الفترة 7- 8 مايو، استضاف مجلس الولايات المتحدة للمنظمات الإسلامية، فعاليات اليوم الوطني الرابع لمناصرة المسلمين في الولايات المتحدة، وذلك بمبنى الكابيتول هيل، بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
هذا الحدث المهم، الذي شارك فيه المسلمون من جميع أنحاء البلاد، ركز هذا العام على الجهود المبذولة لممارسة الضغط في قضايا تمس المسلمين مثل “قرار فرض الحظر على المسلمين” من قبل إدارة ترمب، و”قرار فرض الحظر الرقمي على المسلمين”، وبرنامج والإجراء المؤجل للترحيل الفوري للأطفال والقصر الوافدين بشكل غير قانوني.
وبحسب موقع “كير” الإلكتروني، ركزت أيام المناصرة التي ينظمها مجلس الولايات المتحدة للمنظمات الإسلامية على تعزيز الأجندة التشريعية دعماً لقضايا المساواة والعدالة الاجتماعية التي ستفيد جميع الأميركيين، بغض النظر عن العقيدة أو الخلفية.
يشار إلى أن مجلس الولايات المتحدة للمنظمات الإسلامية هو ائتلاف يضم عدداً من المنظمات الإسلامية الوطنية والمحلية البارزة، بالإضافة لمئات من الممثلين المسلمين من مختلف أنحاء البلاد.
وقد تم تنظيم هذا الحدث السنوي لربط المنظمات الإسلامية على كل من الصعيد الوطني والإقليمي وصعيد الولايات وأعضاء الجالية الإسلامية بممثليهم المنتخبين في البرلمان.