– أبو يوسف: إغلاق مكتب المنظمة كان متوقعاً والاتصالات مع واشنطن مقطوعة
– د. سويرجو: واشنطن نسفت أوسلو وإغلاق مكتب المنظمة إنهاء للتمثيل الفلسطيني في الخارج
لم يكن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية مفاجئاً للفلسطينيين، الذين باتوا على يقين أن واشنطن باتت تناصب العداء للفلسطينيين، وتعمل على طمس الحقوق، التي بدأت أولى حلقاتها في ديسمبر من العام الماضي، حين قررت إدارة الرئيس دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، ونفذت ذلك في ذكرى النكبة في استفزاز واضح للشعب الفلسطيني، وتبع ذلك إعلان وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بهدف تصفية حق العودة.
وتؤكد قيادات فلسطينية أن الاتصالات مع إدارة ترمب مقطوعة منذ قرار الأخير حول القدس، وأن مكتب منظمة التحرير شبه مغلق منذ ذلك الوقت، بسبب القرارات العدائية التي تتخذها واشنطن ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
واشنطن عقدت شراكة مع الاحتلال
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن واشنطن عقدت شراكة كاملة مع الاحتلال بهدف تصفية الحقوق المشروعة الفلسطينية، وتمرير “صفقة القرن”، ونحن لن نصمت على هذه المخططات الخبيثة، لأن الشعب الفلسطيني قدم الدماء والشهداء والتضحيات الجسام في سبيل الدفاع عن حقوقه المشروعة.
وأكد أبو يوسف أن القيادة الفلسطينية تقاطع الإدارة الأمريكية بشكل كامل ولا يوجد اتصال معها منذ عدة أشهر، وتم مقاطعة كل الوفود الأمريكية التي تزور المنطقة، وكنا نتوقع الخطوة الأمريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير في إطار النهج العدواني لإدارة ترمب ضد الشعب الفلسطيني، الذي وصل لمرحلة الانتقام.
وأشار أبو يوسف إلى أنه لا مبرر لوجود مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في ظل العدوان الأمريكي على الشعب الفلسطيني، ولن تعود الاتصالات مع واشنطن بإدارتها الحالية التي تشجع حكومة الاحتلال على الاستيطان والقتل والترحيل بحق الفلسطينيين.
واشنطن أنهت اتفاق أوسلو
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. ذو الفقار سويرجو لـ”المجتمع”: إن المسألة المقصود بها من قبل واشنطن من إغلاق مكتب منظمة التحرير هو ضرب التمثيل الفلسطيني، والشعب الفلسطيني لم يعد هناك أحد يمثله من وجهة نظر الولايات المتحدة، وأن اتفاق أوسلو لم يكن بين دولة ودولة، بل بين دولة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، وضرب من يمثل الفلسطينيين أمام العالم، والانتقال من الحديث عن حل الدولتين، والتعامل مع الفلسطينيين كسكان فقط وليس كشعب، وأن يكونوا جزءاً من أي كيان آخر.
وأشار سويرجو إلى أن الولايات المتحدة تخطط لتصفية كل القضية الفلسطينية، وإنهاء كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخلق نظام الكانتونات المعزولة أشبه بمنطقة حكم ذاتي في الضفة الغربية وعزلها عن غزة، بعد أن التهم الاستيطان معظم الضفة بهدف قتل حلم إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
وأكد سويرجو أن السلطة الفلسطينية لم تتعلم من الأخطاء وراهنت على مسار المفاوضات العقيم، بدون التزام، وكان من المفترض أن تعترف دولة الاحتلال بالدولة الفلسطينية وليس بمنظمة التحرير، ومازالت السلطة الفلسطينية تراهن على عملية السلام بعد أكثر من ربع قرن من الإخفاق والمماطلة والتسويف من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة.
وأضاف أن واشنطن لم تعد تعترف بعملية السلام، ودمرت كل مقومات المشروع الفلسطيني، وأنهت اتفاق أوسلو، وكون الولايات المتحدة لا تعترف بمنظمة التحرير التي وقعت اتفاق أوسلو برعاية أمريكية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير هذا معناه أن واشنطن نسفت آخر جسور الاتصالات مع منظمة التحرير وأعادت الأمور إلى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993م.
وطالب سويرجو بمقاومة المخططات الأمريكية “الإسرائيلية” التي تستهدف شطب القضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين أن يوحدوا طاقاتهم من أجل مواجهة واشنطن ومخططاتها الخبيثة اتجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ويشار إلى أن منظمة التحرير بعد توقيع اتفاق أوسلو افتتحت لها أول مكتب في واشنطن عام 1994م في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باعتبار أن الولايات المتحدة لا تعترف بدولة فلسطين، وليس للفلسطينيين أي تمثيل دبلوماسي أو قنصلي في الأراضي الأمريكية.