يصادف اليوم السادس من ديسمبر الذكرى السنوية الأولى للإعلان المشؤوم للرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال؛ مما فجر انتفاضة فلسطينية عارمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رفضاً للقرار الأمريكي، فسقط المئات من الجرحى على أعتاب القدس دفاعاً عنها، وقد فشلت واشنطن في إقناع كل دول العالم بقرارها حول القدس التي تصنف دولياً بأنها أرض محتلة، وقد لاقت الخطوة الأمريكية ردود أفعال دولية غاضبة من القرار الأمريكي باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي.
القرار سقط أمام صمود الفلسطينيين
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن القرار الأمريكي مع مرور عام عليه، هو قرار فاشل وتحطمت كل مخططات واشنطن على صخرة الصمود الفلسطيني، كما أن هذا القرار كشف وجه واشنطن المنحاز للاحتلال.
وأكد أبو يوسف أن “صفقة القرن” سقطت، وأن الدبلوماسية الفلسطينية بدعم من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها دولة الكويت الشقيقة ساهمت في إفشال المخطط الأمريكي، وأن الرئيس ترمب فشل في التسويق لمشروعه الخطير الذي تبنى فيه كلياً الموقف الإسرائيلي.
وأشار أبو يوسف إلى أن الموقف الأمريكي ونتيجة الانحياز الفاضح للاحتلال بات موقفاً معزولاً تماماً، والدليل على ذلك أن واشنطن لم تقنع إلا دولة واحدة في العالم على السير على خطاها بنقل سفارتها للقدس، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني قدم تضحيات كبيرة من الشهداء والأسرى لإسقاط المشروع الأمريكي والمتمثل بـ”صفقة القرن”.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
بدورها، ثمنت السلطة الفلسطينية المواقف الدولية الرافضة لقرارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خاصة الاعتراف الباطل وغير القانوني بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ووقف الالتزامات تجاه “الأونروا”، وإلغاء القنصلية الأمريكية التي أنشئت في القدس عام 1844، وإغلاق مفوضية منظمة التحرير في واشنطن، ووقف مساعدات البنى التحتية من خلال وكالة التنمية الدولية الأمريكية، وكذلك وقف المساعدات لمستشفيات القدس، داعية أحرار العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية ومقاطعة منتوجات المستوطنات.
واشنطن فشلت
بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن الرئيس ترمب بقراره العنصري حاول تصفية قضايا القدس وحق العودة ولكنه فشل، ولم يسجل أي إنجاز على صعيد إقناع العالم برؤيته المدمرة لما يعرف بأوهام السلام المزعوم.
وأشار البرغوثي إلى أن الإدارة الأمريكية فشلت في التسويق لـ”صفقة القرن”، وكذلك فشلت في التسويق دولياً لقرارتها العنصرية ضد القضية الفلسطينية، حتى في مجلس الأمن الدولي بقيت الولايات المتحدة وحيدة ولم تستطع إلا أن تحصل على صوتها فقط في مواجهة الحقوق الفلسطينية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشعب الفلسطيني قدم التضحيات الجسام في سبيل إسقاط المخطط الأمريكي الذي يستهدف القدس.
مشروع إدانة “حماس”
في السياق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الذكرى السنوية الأولى على قرار ترمب المشؤوم، بأن هذا القرار كان بمثابة “وعد بلفور” جديد، لكن صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني كان كفيلاً بإسقاط هذا القرار من خلال المسيرات والمقاومة التي أبداها الشعب الفلسطيني ضد القرار.
وشددت “حماس” على أن واشنطن تحاول محاربة الوجود الفلسطيني وإسقاط كل مشاريع المقاومة لهذا الاحتلال، من خلال عرضها لمشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف إدانتها وإدانة المقاومة الفلسطينية، داعية أحرار العالم لإسقاط كل المحاولات الأمريكية الخبيثة لتجريم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لأن هذه المخططات تستهدف الوجود الفلسطيني.
وقد نفذت الولايات المتحدة قرارها بخصوص نقل سفارتها للقدس في مايو الماضي بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية واندلعت على أثر ذلك مواجهات دامية مع الاحتلال رفضاً للقرار الأمريكي، الذي تزامن معه وقف واشنطن مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي كانت تقدر بنحو 300 مليون دولار بهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وتشير إحصائيات فلسطينية إنه منذ قرار ترمب المشؤوم استشهد 345 فلسطينياً وأصيب الآلاف برصاص الاحتلال، كما اعتقلت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين في محاولة منها لإخماد ثورة الغضب العارمة التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة رفضاً للقرار الأمريكي.