في هذه الأيام من كل عام يستقبل المجتمع الألماني إجازة تختلف عن غيرها من الإجازات، وذلك لأنها تلتقي بمناسبات دينية.
وهذا يجعل المسلم ينصدم بالواقع، ويعيش في حيرة من أمره، ويكثر الجدل الفقهي حول المسائل المتعلقة بذلك.
ما حكم الاحتفال برأس السنة؟ وما حكم التهنئة بها؟ وما حكم المشاركة؟.. إلخ.
وبعيداً عن الجدل الفقهي، فإن الواجب اليوم هو أن نبحث عن الفرص والدروس التي يمكن أن نستفيدها من هذه المناسبة، وأهمها:
– ترسيخ مبدأ التوحيد في قلوبنا وقلوب أبنائنا وقلوب نسائنا.
قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ) (المؤمنون: 91).
وقال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً {88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً {89}) (مريم).
وقال تعالى: (} بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {101}) (الأنعام).
– تعظيم مقام الأنبياء.
ذكر الله تعالى في القرآن 25 نبياً ورسولاً.
– احترام التنوع الثقافي والديني وفق مبدأ القرآن واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما يتحقق ذلك، فلن يكون سؤالنا هو: هل يجوز التهنئة بعيد الميلاد؟
بل سيكون: ما مدى علاقتنا كمسلمين بجيراننا وزملائنا على مدار السنة؟
وما مدى قدوتنا مع زملائنا في العمل؟
بهذا نستفيد من المناسبة، وتتحول إلى لحظة إيجابية نفرح بها ونبني عليها.
أسأل الله أن يفقهنا وأن يلهمنا السداد والصواب وأن يهدينا سبل الرشاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) داعية ألماني من أصل يمني.