كشفت “كتائب القسام” الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها سيطرت على أجهزة تقنية ومعدات تحتوي على أسرار كبيرة، عقب كشف قوة تابعة للاحتلال الصهيوني الخاصة جنوبي قطاع غزة قبل شهرين.
وأكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم السبت في مدينة غزة، أن الاحتلال ظن أن هذه المعلومات تبخرت باستهدافه لمعدات ومركبات القوة.
وقال: “على العدو أن يقلق كثيراً كون أن الكنز المعلوماتي سيعطي المقاومة ميزة على صعيد الصراع مع العدو”.
وأشار إلى أنهم سيكشفون بعض ما توصلت إليه كتائب القسام حول نتائج العملية التي أطلقت عليها اسم: “حد السيف”.
وقال “أبو عبيدة”: “هدف الاحتلال كان زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة، في مسعى متكرر استطاعت المقاومة إفشاله”.
وأضاف: “الاحتلال بدأ العملية قبل عدة أشهر عبر تهريب الأجهزة والسيارات الخاصة بها عبر معبر كرم أبو سالم”.
وكشف أن القوة “الإسرائيلية” كانت 15 جنديًا مقسمين على مجموعتين (تنفيذ وتأمين)، تسللوا من منطقة وعرة من السياج الفاصل في قطاع غزة.
وأوضح أنها قامت بتزوير بطاقات شخصية باسم عائلات حقيقية في قطاع غزة، وزورت أوراق السيارات وجمعية خيرية كغطاء لعملها.
وأكد الناطق باسم “كتائب القسام” أن الطيران الحربي والمروحي والاستطلاع والمدفعية تدخلت خلال ملاحقة مقاتلي كتائب القسام للقوة الخاصة.
وقال: قوة من “القسام” لاحقت المركبة الخاصة بقائد القوة الصهيونية، وقرروا احتجازها، وبعدها حدث الاشتباك وارتقى شهداء “القسام”.
وتابع أبو عبيدة قائلاً: “بعد الإفشال الميداني المباشر للقوة الخاصة شرق خان يونس، بدأنا بالعمل الحثيث والتحقيق الواسع والجهد الاستخباري، واستطعنا كشف خيوط العملية وأفراد القوة بأسمائهم وصورهم وطبيعة مهامهم، والوحدة التي يعملون فيها، وأساليب عملهم”.
وأضاف: “بعد التحقيقات، تمكنا من الوصول لأسماء أفراد الوحدة الخاصة وعملهم ومهامهم، وتعرفنا على نشاطهم الاستخباري والتخريبي في العديد من الساحات، ونفذت العديد من المهام الخارجية في الأقطار والساحات العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن ما كشفه اليوم من نتائج هو جزء مما تحصلت عليه استخبارات القسام من معلومات.
وأكد أن كل عميل يسهم في استدراج قوة “إسرائيلية” خاصة له إعفاء كامل ومكافأة مليون دولار.
وكانت “كتائب القسام” أفشلت في 11 نوفمبر الماضي مخططاً استخباراتياً إسرائيلياً، وصفته بـ “الكبير” بعدما اعترض عدد من مقاتليها قوة صهيونية خاصة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، واشتبكوا معها حيث قتل قائد القوة واستشهد سبعة مقاومين فلسطينيين.
وفي هذا السياق قال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح: إن كتائب القسام أرادت من خلال مؤتمرها الصحفي أن تحسم الجدل حول بعض التفاصيل والشائعات بشأن العملية، بما في ذلك ما يتعلق بعدد أفراد الوحدة.
وأشار المراسل إلى أنه تم الكشف عن صور وهويات أفراد القوة “الإسرائيلية” ومهامهم في الجيش والاستخبارات “الإسرائيليين”، موضحاً أن كتائب القسام أرادت نقل رسائل إلى الاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية استحوذت على كنز ثمين من المعلومات عن آلية عمل الاستخبارات “الإسرائيلية”.