رفضت “الجبهة الثورية” السودانية، اليوم الأربعاء، مقترحاً تقدمت به الولايات المتحدة، لنقل مباحثات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة، من جوبا إلى الخرطوم.
وقال رئيس الجبهة الهادي إدريس، في تصريح لـ”الأناضول”، جلسنا مع المبعوث الأمريكي للسودان (دونالد بوث) الشهر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وطلب منا نقل التفاوض للخرطوم، بدلاً من جوبا، لكننا رفضنا ذلك، وتمسكنا بها منبراً للسلام في السودان.
وأضاف أنهم لمسوا جدية كبيرة من الحكومة الانتقالية للتوصل إلى سلام شامل وعادل في السودان، ما مثّل دافعاً كبيراً للجبهة الثورية، للمضي قدماً وإبداء حسن النوايا، من أجل إنجاح التفاوض في الجولة المقبلة المقرر انطلاقها في 10 ديسمبر الجاري.
وأبدى إدريس تفاؤله بنجاح جولة المباحثات المقبلة في جوبا، التي ستتضمن مناقشة خريطة الطريق الخاصة بمسار التفاوض المتعلق ببنود الترتيبات الأمنية.
وأردف: نعتقد أن الجولة المقبلة ستكون حاسمة؛ لأننا أنجزنا جولتين، الأولى في سبتمبر، وفيها تم إعلان المبادئ وإجراءات بناء الثقة، وشكلنا لجاناً مشتركة مختصة بحثت ملفات الأسرى وإطلاق سراحهم وفتح الممرات الإنسانية.
وتابع إدريس: كما قمنا في الجولة الثانية بتوقيع وثيقتي الاتفاق السياسي ووقف العدائيات.
وشدد رئيس “الجبهة الثورية” على التزامهم بتحقيق السلام في السودان، مبيناً أنهم يعولون على وساطة دولة جنوب السودان كثيراً، لأنها تتفهم طبيعة القضايا والملفات موضوع النقاش.
وأعرب عن ثقته بـ”حسم الكثير من القضايا في القريب العاجل، فالسلام مهم في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا”.
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس لجنة الوساطة بمباحثات السلام السودانية توت قلواك مانمي، تأجيل انطلاق الجولة الثانية للمفاوضات بين الخرطوم والحركات المسلحة، التي كان من المتوقع انطلاقها الخميس الماضي، إلى 10 ديسمبر الجاري، لانشغال بعض الحركات بورش عمل متعلقة بعملية السلام في أديس أبابا.
وكان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تقدم بمبادرة للتوسط بين المجلس العسكري والحركات المسلحة بعد عزل الرئيس عمر البشير، لطي ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان.