بحلول مارس 2020م، يكون قد مرَّ على صدور أول عدد من مجلة «المجتمع» 50 سنة ميلادية، نجحت فيها بإلقاء الضوء على مشكلات المجتمعات الإسلامية والعربية، خصوصاً في مصر.
فعلى مدار خمسين عاماً، نجحت «المجتمع» في القيام بأدوار إيجابية على الساحة المصرية، وساهمت في تصحيح أفكار ورؤى، وكشف وثائق وتسريبات عن التعليم الأزهري والحملات العلمانية ضد الإسلام في مصر، وحاورت شيوخ الأزهر وكبار المفكرين والمحللين في مصر، أبرزهم شيخ الأزهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي حول لقائه مع السفير الصهيوني، وتغيير مناهج التعليم الأزهري.
وتابعت المجلة المؤتمرات الدينية والعلمية التي عقدت في مصر على مدار 50 عاماً، واهتمت بإبراز آراء المفكرين والخبراء في تغطية كافة الموضوعات الساخنة؛ مثل أزمة نهر النيل، وتاريخ التطبيع الصهيوني مع مصر، والمؤامرات على التوجه الإسلامي من التيارات العلمانية، ومحاولة إنشاء أول حزب علماني في مصر.
كما مارست «المجتمع» دوراً كبيراً في تغطية الأحداث الساخنة في مصر مثل ثورة 25 يناير 2011م، كأول ثورة شعبية مصرية حقيقية، وما تبعها من انقلاب عسكري، ونقلت عن د. سليم العوا قوله: «إن ثورة 25 يناير 2011م أرَّخت لشرعية ثورية دستورية جديدة هي الثالثة بعد شرعية ثورة 23 يوليو 1952م الأولى، ثم شرعية حرب 6 أكتوبر 1973م الثانية».
وقول الكاتب الصحفي والمفكر فهمي هويدي: إن ما حدث في 25 يناير ثورة حقيقية، ولكنها لم تحقق أهدافها بعد، لأن ما حدث من إصلاحات ما هو إلا مجرد بعض الإجراءات وتغيير الوجوه، وأنه لا يرى أن المسألة قد انتهت وضرورة إعادة البناء من جديد.
كما اهتمت المجلة بمتابعة شؤون العالم الإسلامي من القاهرة، عبر سلسلة لقاءات مع مفكرين وخبراء من العالم الإسلامي زاروا مصر، منهم الشيخ الأسير لدى الاحتلال رائد صلاح، وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ود. غازي صلاح الدين، السياسي السوداني الشهير، ورموز حزبية ودينية من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
وأشاد مفكرون وخبراء مصريون باعتدال المجلة وتغطيتها المهنية للأحداث، وإلقائها الأضواء على أحداث العالم الإسلامي، وتحليلها بأسلوب علمي متوازن ورصين