طالب المصور العسكري السوري المنشق، والمعروف باسم “قيصر”، الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب شعب سوريا، ووضع حد للمجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد.
جاء ذلك في إفادة لقيصر أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، بمناسبة اقتراب الذكرى التاسعة للثورة السورية، شاركه فيها رائد الصالح، رئيس منظمة “الخوذ البيضاء” للإغاثة في سوريا.
ونظمت الجلسة بحضور رئيس اللجنة، السيناتور الجمهوري جيم ريش، والسيناتور البارز فيها، الديمقراطي بوب ميندنيز.
وقال إنّ نظام الأسد يستغل “تقاعس” المجتمع الدولي كضوء أخضر لمواصلة جرائمه ضد السوريين.
وأضاف: “لمدة 9 أعوام، تراقبنا الولايات المتحدة ونحن نعيش في قصف وتعذيب، نرجو منكم كإدارة، أن تتصرفوا لصالح الشعب السوري وأن تنظروا إلى أفراده باعتبارهم إخوة لكم في الإنسانية”.
وتابع: “أطلب من الإدارة (الأمريكية) ببساطة إنهاء القتل الممارس في سوريا”.
وكان “قيصر” يعمل مصور طب شرعي في الجيش السوري، قبل أن يصبح أحد أهم الكاشفين عن مخالفات، وجرائم نظام الأسد.
وكشف “قيصر” ـ بعد انشقاقه عن الجيش ـ عن آلاف الصور عالية الجودة لأشخاص تم تعذيبهم حتى الموت في مستشفى عسكري، قرب العاصمة دمشق.
وأشار قيصر خلال إفادته أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، أنّ عمليات الاعتقال والقتل التي يرتكبها نظام الأسد “زادت منذ أن غادر سوريا قبل نحو خمس سنوات”.
وشدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي باتهام نظام الأسد باستخدام “آلية (قتل واعتقال) منهجية” ضد الشعب السوري، وبتقديم مرتكبي أعمال العنف للمحاكم الدولية.
** جيل جديد من اللاجئين
من جهته، أبرز رائد الصالح، نتيجة التقاعس الدولي مع نظام الأسد، في الوضع على الحدود السورية.
وأردف: “المزيد من اللاجئين، يقدرون بالملايين سيهربون من سوريا إلى شواطئ أوروبا الأكثر أمانا”، لافتا إلى عدم وجود أي جدار حدودي “يمكنه احتواء هؤلاء اللاجئين”.
واستدرك قائلا: “جيل كامل من الأطفال سيكونون دون تعليم. وستثير الجماعات المتطرفة الفوضى التي تستلزم تحالفات عالمية مستقبلية وتريليونات من الدولارات لهزيمة التهديدات الجديدة”.
وحول الأوضاع الإنسانية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، والعملية التركية لردع هجمات قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران، شدد الصالح على أن ما قامت به أنقرة الشهر الماضي (فبراير/ شباط) “حطم الأسطورة القائلة بأن استخدام القوة لمنع احتمالات ممكنة ربما يؤدي لمزيد من التصعيد”.
ومضى بالقول: “في الواقع، النقيض هو ما حدث. بعد التدخل العسكري التركي السريع، توقفت الهجمات الجوية بشكل كامل الأسبوع الماضي. لكن تركيا لا يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها، فهي تحتاج دعمكم وقيادتكم (موجها الحديث إلى الإدارة الأمريكية)”.
بدوره، علق السيناتور الجمهوري جيم ريش على إفادة الصالح قائلا إن موسكو “ليس لها مصلحة في إنهاء الحرب في سوريا”.
وقال: “سوريا المنقسمة بشدة لن تلتئم أبدا، والشعب السوري يستحق الأفضل”.
والخميس الماضي، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤتمرا صحفيا مشتركا في ختام قمة جمعتهما بموسكو، أعلنا فيه توصلهما لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وجاء الاتفاق على خلفية المستجدات في إدلب إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة، الذي بلغ ذروته باستشهاد 33 جنديا تركيا الأسبوع الماضي جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة “خفض التصعيد”.
وإثر ذلك أطلقت تركيا عملية “درع الربيع” ضد قوات النظام السوري في إدلب
غيّر أن قوات النظام السوري خرقت الاتفاق المذكور في المحافظة، 15 مرة أولها بعد 10 دقائق من دخوله حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة الماضية.