تكريم شهداء الكويت بمصر والاهتمام بشواهد قبورهم وتاريخهم، مطلب يتجدد بين الحين والآخر، في ظل العلاقات المتينة بين مصر والكويت، والدور التاريخي الملهم الذي صنعه أبطال الكويت في معارك تحرير التراب المصري ومواجهة المحتل الصهيوني سواء في حرب الاستنزاف أو نصر أكتوبر 1973م.
تاريخ فخر وشرف
شاركت الكويت بكوكبة من فرسانها في الدفاع عن مصر، وأرسلتهم إلى منطقة رفح صبيحة يوم الخامس من يونيو 1967 ليكون لواء اليرموك الكويتي الوحدة العسكرية العربية الوحيدة التي شاركت الجيش المصري في مسرح عمليات سيناء.
وأقيم احتفال عسكري كبير في مدرسة تدريب المشاة بالكويت لتوديع لواء اليرموك الذاهب للمشاركة في القتال في مصر، وخاطب أمير الكويت حينذاك الشيخ صباح السالم الصباح جنود لواء اليرموك قائلاً: “لقد قررت أمتنا حسم هذا الأمر وقبول التحديات “الإسرائيلية”، وخوض المعركة متى نشبت، إلى نهايتها”، إلى أن قال: “كم كان محبباً لديَّ أن أكون معكم، كواحد منكم أشارككم المخاطر والمصير في السراء والضراء”.
واستلم قائد لواء اليرموك العميد صالح محمد الصباح علم الكويت من الأمير الراحل، وقام بالاستئذان لمغادرة أرض الكويت لتحقيق هدف الأمة، وتم نقل كتيبة المشاة 5 وكتيبة المغاوير، حيث وصلت لمطارات القاهرة، وفايد وكبريت.
وتناغم الجنود سريعاً، والتحقت القوة الكويتية بالفرقة السابعة المصرية بقيادة الفريق عبدالعزيز سليمان في رفح ضمن قطاع منطقة عمليات العريش، وتم إعداد مقر لقيادة اللواء في نادي ضباط قاعدة فايد واستخدمت إحدى المدارس كقاعدة للمشاة الكويتيين لحين إرسالهم للجبهة.
واستمر وجود كتيبة مشاة كويتية من كتائب لواء اليرموك في مصر، وشاركت هذه الكتيبة خلال حرب الاستنزاف، وبعد اندلاع الحرب في عام 1973م، قررت الكويت إرسال قوات إضافية إلى الجبهة المصرية أسوة بما أرسلته إلى الجبهة السورية.
واشتملت هذه القوات الإضافية على عدد 5 طائرات من طراز “الهولي هنتر” الإنجليزية من إجمالي عدد 8 طائرات كانت بحوزة القوات الجوية الكويتية، إضافة إلى طائرتي نقل من طراز “سي130 هيركوليز” تحمل الذخيرة وقطع الغيار.
ووصلت الطائرات إلى مصر في مساء يوم 23 أكتوبر، ونزلت في قاعدة قويسنا التي كانت أنوارها مطفأة لظروف الحرب وحال وصول الطائرات الكويتية أضيء المدرج لثوانٍ محددة لنزول الطائرات.
وأقام السرب 30 يوماً في القاعدة ثم نقل إلى قاعدة كوم أوشيم ثم لقاعدة حلوان الجوية التي قضى فيها مدة 7 أشهر تدرب خلالها على ضرب الأهداف والقتال الجوي، وعاد السرب إلى الكويت في منتصف عام 1974م.
وبحسب تقارير إعلامية كويتية ومصرية متواترة، فهذه قائمة شهداء الكويت على الجبهة المصرية:
1- جندي عصام سليمان قاسم السيد/ 12-4-1968 قناة السويس.
2- جندي زريق زيدان هرشان الرشيدي/ 17-6-1970 قناة السويس.
3- جندي محمد فارس محمد العجمي/ 17-6-1970 قناة السويس.
4- جندي مقعد جليعيص منير العتيبي/ 17-6-1970 قناة السويس.
5- نقيب علي أحمد حسن النصار/ 26-6-1970 قناة السويس.
6- رقيب علي محمد سلطان حمد/ 26-6-1970 قناة السويس.
7- عريف نصار ناصر دلوم الرشيدي/ 17-6-1970 قناة السويس.
8- عريف فرحان حمود محمد الرشيدي/ 17-6-1970 قناة السويس.
9- وكيل عريف فلاح عبدالله السعيد/ 10-4-1970 قناة السويس.
10- وكيل عريف مسلط محمد فالح المطيري/ 17-6-1970 قناة السويس.
11- وكيل عريف سعيد سعد سعيد الرشيدي/ 17-6-1970 قناة السويس.
12- جندي محمد مطلق ملحق العتيبي/ 17-6-1970 قناة السويس.
13- جندي منيف دويم دخيل الله/ 10-4-1970 قناة السويس.
14- جندي دغيثر فيصل القحطاني/ 30-4-1970 قناة السويس.
15- جندي نويران رجا دابس/ 30-5-1970 قناة السويس.
16- جندي مفرح دخيل مجاهد العنزي/ 17-6-1970 قناة السويس.
17- جندي سعود براك نجا العنزي/ 17-6-1970 قناة السويس.
18- جندي عشوي فرحان سمحان العنزي/ 17-6-1970 قناة السويس.
19- جندي خنيفر حمود عايد الشمري/ 17-6-1970 قناة السويس.
20- جندي نايف حمود مبارك الشمري/ 17-6-1970 قناة السويس.
21- جندي مطر عبدالرحمن منشد العتيبي/ 17-6-1970 قناة السويس.
22- جندي سعود عويض محمد الحربي/ 17-6-1970 قناة السويس.
23- جندي نجم هجرس هلال سالم/ 6-12-1971 قناة السويس.
24- جندي عيد هادي جلوي العنزي/ 23-12-1971 قناة السويس.
25- رائد خالد عبدالله الجيران/ 20-10-1973 قناة السويس.
26- ملازم أول عبدالله محمد نصار الشمري/ 21-10-1973 قناة السويس.
27- ملازم علي صالح سليمان الفهد/ 10-10-1973 قناة السويس.
28- وكيل أول مضحي خلف جعيلان الفضلي/ 20-10-1973 قناة السويس.
29- رقيب محمد سعد مناور/ 21-10-1973 قناة السويس.
30- وكيل عريف غتار زبن ضافي المطيري/ 21-10-1973 قناة السويس.
31- رقيب دبي حمد جادر الشمري/ 21-10-1973 قناة السويس.
32- عريف فراس فارس سطام العنزي/ 21-10-1973 قناة السويس.
33- وكيل عريف عايض حجاج شعف العنزي/ 21-10-1973 قناة السويس.
34- وكيل عريف علي مذكر معلا الحربي/ 21-10-1973 قناة السويس.
35- وكيل عريف ساير سعود فرحان الشمري/ 21-10-1973 قناة السويس.
36- وكيل عريف تميم محمد سعيد/ 21-10-1973 قناة السويس.
37- جندي مطلق علي دليان الشراري/ 22-10-1973 قناة السويس.
38- جندي مبارك مفلح فيصل الدوسري/ 20-10-1973 قناة السويس.
39- جندي مهني عمران سالم عبيد باشكيل/ 22-10-1973 قناة السويس.
40- جندي مهنى أحمد شحاتة/ 1 -10-1973 قناة السويس.
41- جندي مهنى رضا علي الشيح إبراهيم/ 21 -10-1973 قناة السويس.
42- جندي سعد منير كويد العتيبي/ 22 -10 -1973 قناة السويس.
اهتمام إعلامي
ويبرز الإعلام المصري الرسمي والخاص اهتماماً سنوياً بشهداء الكويت الأبرار بالتزامن مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان/ أكتوبر 1973م، حيث يسلط الضوء على شهداء الكويت، بحسب رصد مراسل “المجتمع”.
ووفق صحيفة “أخبار اليوم” الحكومية المصرية، فقد كان الجيش الكويتي يتكون من ثلاثة ألوية، وبإرسال الكويت للواء اليرموك يكون قد تم إرسال ثلث الجيش الكويتي للجبهة بتسليحهم الحديث، حيث كان تشكيل لواء اليرموك الذي تجاوز عدده ألف مقاتل قد تقرر عقب استقلال الكويت وتكون من أربعة كتائب هي كتيبة الدبابات وكتيبة الصواريخ وكتيبة المغاوير وكتيبة المشاة.
وأضافت صحيفة “أخبار اليوم”، في تقرير منشور على بوابتها الإلكترونية الرسمية، أن للكويت لدى مصر قائمة شرف تتزين بشهداء ارتقوا في حرب أكتوبر 1973م وغيرها.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات، في تقرير مماثل: فيما تحل الذكرى السنوية لانتصار القوات المصرية على الكيان الصهيوني، التي تصادف السادس من أكتوبر من كل عام، تستدعي الذاكرة الكويتية الدماء الكويتية الزكية التي روت أرض الفيروز سيناء.
وأضافت، في تقرير لها، أن المشاركة الكويتية في حرب أكتوبر المجيدة لم تقتصر على العناصر البشرية، بل صاحب ذلك إرسال العتاد العسكري الذي لم تبخل به الكويت.
وأشارت إلى أن عدد شهداء الكويت في حرب أكتوبر وما سبقها من حرب الاستنزاف وصل إلى 42 شهيداً من رتب مختلفة.
وأوضحت أنه ما زالت قبور شهداء الكويت خلال حرب أكتوبر 1973م في مقابر شهداء الجيش الثالث الميداني في مدينة السويس الباسلة، شاهدة على امتزاج الدماء الكويتية والمصرية، دفاعاً عن القضايا الإسلامية والعربية والأرض والكرامة والحرية.
وأكدت الجريدة، في تقرير آخر لها، أن مصر لها في قلوب الكويت مكانة ومودة، حيث كانت مشاركة الجيش الكويتي لأول مرة خارج حدود بلاده في حرب عام 1967م، عندما قرر أمير البلاد الشيخ صباح السالم الصباح إرسال لواء اليرموك إلى مصر.
سفارة الكويت
سفارة الكويت بمصر شاركت في تكريم الشهداء في أكتوبر 2018م، وفق رصد مراسل “المجتمع”، حيث زار السفير محمد صالح الذويخ، سفير دولة الكويت بالقاهرة، يرافقه محافظ السويس اللواء عبدالمجيد صقر، قبر شهداء دولة الكويت بمقابر شهداء الجيش الثالث الميداني، حيث تم وضع أكاليل زهور على شواهد القبور وقراءة “الفاتحة” على أرواح الشهداء الأطهار.
وعزفت فرقة الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري وسلام الشهيد، قبل مشاهدة فيلم تسجيلي عن دور القوات الكويتية خلال حرب أكتوبر وبطولات أفرادها، حيث تناول الفيلم مدى دفء وتميز العلاقات “المصرية-الكويتية”، عبر تاريخها وقيام كلتا الدولتين بمساندة بعضهما في المحن كافة، ووقوفهما جنباً إلى جنب صفًا واحدًا ويدًا واحدة.
رابط الزيارة: https://www.youtube.com/watch?v=fE_0PGgyuoU
وأوضح السفير محمد صالح الذويخ، في تصريحات أخرى في ذات العام 2018م خلال لقاء خاص له عبر فضائية “أون لايف”، أن العلاقات المصرية الكويتية لها تاريخ قديم من التعاون في العلم والتجارة والتآخي بين الشعبين لدرجة بلغت إلى أن ثلث الجيش الكويتي شارك في حرب أكتوبر لتحرير الأراضي المصرية من العدوان “الإسرائيلي”.
وقال الذويخ: سبحان الله بعد حرب عام 1973 وامتزاج الدم المصري الكويتي شارك الجيش المصري في تحرير الأراضي الكويتية عام 1991م من الغازي العراقي، وهذا أمر ما زال موجوداً في وجدان كل مواطن كويتي ولا ننسى دور مصر في ذلك.
تجدد المطالب
مطلب تكريم الشهداء والاهتمام المشترك بهم جدده كثيرون في الفترة الأخيرة، ومنهم الكاتب الكويتي داهم القحطاني، في تغريدة له قبل ساعات على حسابه على موقع “تويتر”، حيث دعا وزارة الخارجية الكويتية وعبر السفارة الكويتية في مصر إلى الاهتمام بشواهد قبور شهداء الكويت في مصر، والتأكيد على كتابة اسم الكويت في شواهد القبور، وإصدار كتاب توثيقي عن هؤلاء الشهداء لتضمن لاحقاً معلوماته ضمن المناهج الكويتية والمصرية.
https://twitter.com/dahemq/status/1413764031903670272
ولفت القحطاني الانتباه إلى تغريدة شاركها على حسابه تتحدث عن الشهيد الكويتي البطل هادي العجمي وشاهد مقبرته الخالي من اسم دولة الكويت عليها قال فيه: “الشهيد البطل هادي هويج ناصر ماسان العجمي شارك مع لواء اليرموك التابع للجيش الكويتي في حرب عام 1967م مع الجيش المصري ضد “إسرائيل” واستشهد في الضفة الغربية للقناة ودفن في مقبرة الشهداء في مصر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
https://twitter.com/zmanq88/status/1413521264493436940/photo/1