تواصل سلالة “دلتا” من فيروس كورونا الانتشار عبر العالم، وهو ما دفع دولاً عدة إلى إعادة فرض تدابير الإغلاق تجنباً لموجات إصابة جديدة بهذه السلالة شديدة العدوى من الفيروس.
ولاح في الأفق احتمال تمديد العزل العام في سيدني، أكبر مدن أستراليا، اليوم الإثنين، مع إعلان المسؤولين في قطاع الصحة زيادة يومية قياسية جديدة للإصابات بفيروس كورونا هذا العام بسبب سلالة “دلتا”.
وسجلت ولاية نيو ساوث ويلز 112 حالة عدوى محلية جديدة كلها تقريبا في سيدني، رغم دخول العزل العام في المدينة أسبوعه الثالث.
ويسجل عدد الحالات الجديدة مستويات قياسية منذ 3 أيام على الأقل.
وقالت غلاديس بريجيكليان، رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز: إن مستوى الإصابات خلال الأيام المقبلة سيحدد ما إذا كان سيمدد العزل العام في سيدني المقرر أن ينتهي يوم الجمعة.
وأضافت خلال إفادة تلفزيونية يومية: “هذا هو الرقم الذي نريد أن يقترب إلى أقصى حد ممكن من الصفر”، وناشدت السكان الامتثال لقواعد العزل العام التي شُدّدت مطلع الأسبوع.
وتشمل إجراءات العزل العام المفروضة على سكان سيدني، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، إغلاق المدارس وأوامر بالتزام المنازل.
وأثارت تلك الإجراءات مخاوف حيال تراجع الاقتصاد الذي عاد إلى مستويات ما قبل الجائحة في الربع الأول من العام.
ونجحت أستراليا في السابق في وقف تفشي الإصابات من خلال العزل العام المبكر والتعقب السريع للمخالطين وفرض قواعد صارمة للتباعد الاجتماعي.
طوارئ
وسجلت البلاد في المجمل نحو 31 ألفاً و200 إصابة و911 وفاة منذ بدء الجائحة، محققة أداء أفضل من العديد من الاقتصادات المتقدمة الأخرى في التصدي لجائحة كورونا.
وفي كوريا الجنوبية، أعلنت وكالة مكافحة الأمراض والوقاية منها، اليوم الإثنين، تسجيل 1100 إصابة جديدة بكورونا، في الوقت الذي يبدأ فيه سريان أكثر القيود صرامة لمكافحة “كوفيد-19” في البلاد.
وفرضت الحكومة ابتداء من اليوم الإثنين أشد مستويات التباعد الاجتماعي صرامة في سول والمناطق المجاورة لأول مرة، بما في ذلك حظر تجمع أكثر من شخصين بعد الساعة السادسة مساء.
وفي البيرو مددت الحكومة مدة شهر حالة الطوارئ السارية منذ 16 شهراً في إطار مكافحة الجائحة.
وبموجب قرار أصدره الرئيس المؤقت فرانسيسكو ساغاستي وحكومته، فإن حالة الطوارئ التي كان مقرراً انتهاؤها في 31 يوليو ستبقى سارية حتى نهاية أغسطس.
ومنذ مارس 2021 فُرض حظر تجول ليلي في البيرو في محاولة لاحتواء الإصابات بفيروس كورونا.
حجر صحي
عربياً، قرر المغرب فرض حجر صحي على القادمين من فرنسا وإسبانيا والبرتغال، مدة 10 أيام، باستثناء المطعمين ضد فيروس كورونا، اعتباراً من يوم غد الثلاثاء.
ومنتصف يونيو الماضي، استأنف المغرب الرحلات الجوية ذهاباً وإياباً بعد تعليقها مع أكثر من 50 دولة منذ فبراير، ضمن تدابير مكافحة كورونا.
وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن “الدول صُنّفت في قائمتين، يشترط على القادمين من المدرجة في الأولى (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى) توفر شهادة التلقيح أو نتيجة سلبية لاختبار “بي سي آر” يعود لأقل من 72 ساعة من تاريخ دخول البلاد”.
وأردفت: “في حين يطلب من القادمين من الدول المدرجة في القائمة الثانية (تضم 74 دولة) الإدلاء باختبار “بي سي آر” سلبي يعود لأقل من 72 ساعة من تاريخ دخول المغرب، ثم الخضوع لحجر صحي مدته 10 أيام، ويعفى من الحجر الصحي الملقحون ضد كورونا”.
وفي الرابع من يوليو الجاري، قرر المغرب إضافة كل من مصر وتونس وروسيا إلى القائمة الثانية، في حين لم يضف أي بلد إلى القائمة الأولى.
وحتى مساء أمس الأحد، بلغت إصابات كورونا في المغرب 542 ألفاً و462، منها 9369 وفاة، و524 ألفاً و826 حالة تعاف، وفق آخر حصيلة رسمية.
وبلغ عدد المطعمين ضد الفيروس 10 ملايين و358 ألفاً، من أصل نحو 36 مليوناً نسمة، في وتيرة تعدّ الأسرع أفريقياً.
قيود في ليبيا
وفي ليبيا، قررت الحكومة، أمس الأحد، إعادة فرض حزمة من القيود والإجراءات الصارمة لمواجهة تصاعد الإصابات بكورونا.
وأصدر رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة قراراً يقضي بـ”إقفال تام مدة أسبوعين” للمقاهي وصالات المناسبات الاجتماعية، ومنع إقامة تجمعات المآتم والأفراح وحظر استخدام وسائل النقل المشترك مع السماح للمطاعم بالعمل عبر خدمة التوصيل فقط.
وألزم قرار آخر لرئيس الوزراء جميع المؤسسات والمصالح الحكومية والخاصة باتخاذ كل التدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس مدة أسبوعين قابلة للتمديد، على أن يقتصر حضور الموظفين على نسبة 25% فقط.
وأعلنت السلطات الصحية الليبية، أمس الأحد، تسجيل أكثر من 2800 إصابة جديدة في عموم البلاد.
وقررت ليبيا، الخميس الماضي، إغلاق حدودها مع تونس وتعليق الرحلات الجوية بين البلدين مدة أسبوع احترازياً، وذلك بسبب “تفاقم الحالة الوبائية” على الأراضي التونسية، وفق متحدّث باسم الحكومة.