فرضت السلطات السودانية حالة الطوارئ الصحية في ولاية البحر الأحمر (شرق)، فيما أعلن وزير الداخلية عز الدين الشيخ إرسال قوات مشتركة إلى ولايتي البحر الأحمر وجنوب كردفان (غرب)، في محاولة لوقف الاشتباكات القبلية.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت ولاية البحر الأحمر -خاصة بورتسودان- اضطرابات أمنية على خلفية اشتباكات قبلية وشكاوى محلية من التهميش في مشاريع التنمية.
وأحرق مجهولون، أمس الأحد، سوق حي أبو حشيش في مدينة بورتسودان بالولاية، في تجدد لاشتباكات قبلية، بحسب ناشط محلي لـ”الأناضول”.
وقتل 4 أشخاص وأصيب 3 آخرون، أول أمس السبت، إثر انفجار عبوة ناسفة ألقاها مجهولون على نادي الأمير الرياضي في بورتسودان، بحسب لجنة أطباء السودان (غير حكومية).
طوارئ صحية
وقالت “وكالة الأنباء السودانية” الرسمية: إن حاكم ولاية البحر الأحمر عبدالله شنقراي أصدر، مساء أمس، أمراً بفرض حالة الطوارئ الصحية وفقاً لتوصيات الغرفة العليا لإدارة أزمة جائحة كورونا، دون تحديد موعد لنهايتها.
وأوضحت أن القرار ينص على إلزام العاملين في مؤسسات الدولة بالالتزام بالاشتراطات الصحية وخفض نسبة حضور العاملين إلى 50% في المؤسسات الحكومية، وإغلاق الحدائق العامة والأندية والمقاهي وساحات الملاعب، وإلغاء ومنع المناسبات في الأحياء والقاعات، ومنع إقامة سرادق العزاء لمدة أسبوعين، وإغلاق المؤسسات التعليمية العامة والخاصة والجامعات والمعاهد وجميع دور العبادة من مساجد وكنائس، على أن تتم إعادة فتحها بعد أسبوعين.
وبلغ عدد الإصابات بالفيروس في ولاية البحر الأحمر 1425 إصابة من إجمالي إصابات البلاد البالغة 36 ألفاً و805، بينها 2760 وفاة، بحسب أحدث إحصاء حكومي في 4 يوليو الجاري.
ومساء أمس الأحد، وصل إلى الولاية وفد يضم وزراء الداخلية والنقل والصحة والنائب العام المكلف وعدداً من قيادات الشرطة والجيش والمخابرات وقوات الدعم السريع (تتبع الجيش)، بحسب الوكالة.
وأوضحت الوكالة أن الزيارة تهدف إلى الوقوف على الأوضاع الأمنية وفرض إجراءات أمنية مشددة على خلفية الأحداث التي شهدتها الولاية.
تعزيزات عسكرية
بدوره، أعلن وزير الداخلية السوداني عز الدين الشيخ أن قوات مشتركة ستتوجه إلى ولايتي البحر الأحمر وجنوب كردفان “للسيطرة على الأوضاع وتحقيق الأمن لكل مواطني الولايتين”.
وأشار الوزير إلى استعداد القوات الأمنية لبسط الأمن في المناطق التي تشهد توترات بولايتي البحر الأحمر وجنوب كردفان.
جاء ذلك عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السوداني لمناقشة التوترات الأمنية في الولايتين أمر خلاله رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بفرض إجراءات أمنية صارمة لوقف حالة الانفلات واعتقال من يثبت تورطه فيها.
كما أمر حمدوك بإرسال وفد إلى مدينة بورتسودان برئاسة وزير الداخلية وعضوية عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، للتباحث مع القيادات السياسية والأمنية والمكونات الاجتماعية.
وكان والي جنوب كردفان حامد البشير قال: إن 14 شخصاً قتلوا في نزاع مسلح نشب بين قبيلتي الكواهلة والحوازمة في منطقة كالوقي بالولاية.
وأضاف البشير، في تصريحات لـ”الجزيرة”، أن القتال بدأ يوم الجمعة الماضي، واستمر حتى وقت متأخر من مساء أمس السبت.
وأوضح أن النزاع أدى إلى موجة من النزوح صوب الجبال الشرقية للولاية بسبب العنف وتزايد الإصابات، لافتاً إلى أنه قرر إعلان حالة الطوارئ في 6 محليات تتبع للولاية تفادياً لامتداد الصراع إليها.
وقالت مصادر محلية: إن الاشتباكات تجددت، مطلع الأسبوع، بين مجموعة من القبائل في منطقة التحميض الواقعة في محلية قدير، والتي تعتبر من أبرز مواقع التنقيب الأهلي عن الذهب في ولاية جنوب كردفان.