حذرت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) من أن الأفغان القادمين إلى الولايات المتحدة يواجهون العديد من العراقيل وتلكؤا في الإجراءات القانونية.
وقالت الصحيفة -في مقال رأي لهيئة تحريرها- إن الأفغان الذين فروا من وطنهم في الآونة الأخيرة وتحدوا الصعاب المتمثلة في الأعمال الانتقامية ضدهم، والحدود المغلقة في وجوههم والرحلات الجوية المكتظة بالركاب، يواجهون الآن عقبات جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أدركت “بحكمة” -خلال عمليات الإجلاء من أفغانستان- أن الإجراءات المتعلقة بطلبات اللجوء وإصدار تأشيرات المهاجرين الخاصين لا تمكّن من إنجاز الكم الهائل من المعاملات، مما حدا بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية إلى ممارسة صلاحياتها والسماح لما لا يقل عن 50 ألف نازح بالدخول باعتبارهم حالات إنسانية يسمح لها بالإقامة في الولايات المتحدة مؤقتا.
وأوضحت هيئة تحرير واشنطن بوست أن هذه الخطوة حلت مشكلة واحدة وتسببت في أخرى. فأصحاب تلك الحالات الإنسانية -الذين تصفهم الصحيفة بالمفرج عنهم بشروط- رغم أنهم يُمنحون تصريح عمل وإعفاء مؤقت من أي محاولة لترحيلهم فإنه لا يحق لهم الحصول على المزايا التي تتاح للاجئين التقليديين، مثل الاستفادة من برنامج “ميديك إيد” (Medicaid) الحكومي المخصص للمساعدة في دفع تكاليف الرعاية الصحية، وبرنامج “ميديكير” (Medicare) الذي يوفر التأمين الصحي لمن هم في سن 65 عاما فما فوق ولمرضى الفشل الكلوي الدائم.
كما لا يحق لهم الحصول على مساعدات غذائية، أو دعم غير مالي كتلقي دروس في اللغة الإنجليزية أو مساعدة أطفالهم في الالتحاق بالمدارس.
ورغم أن تلك الإجراءات تعني -برأي الصحيفة- أن دخول الولايات المتحدة بالنسبة لتلك الفئة من النازحين أصبحت ميسورة، فإن العيش في البلاد قد يكون أشبه بالمستحيل.
وتفيد الصحيفة أن وزارة الخارجية الأميركية خصصت بالفعل مبلغ 2500 دولار تقريبا لكل لاجئ يُقسم مناصفة بينه وبين الجهة التي تشرف على إعادة توطينه. وإلى جانب ذلك، فمن المتوقع تخصيص جزء من مبلغ 6.4 مليارات دولار كان البيت الأبيض قد طلب من الكونغرس المصادقة عليه لمعالجة الأزمة والإسراع بإنهاء معاملات القادمين، ومساعدة الأفغان في إيجاد دول توافق على استقبالهم.
وتشدد الصحيفة في مقالها على ضرورة أن يفعل الكونغرس ما ظل يفعله في السابق بمنح أصحاب الحالات الإنسانية نفس المزايا التي ينعم بها اللاجئون والحاصلون على تأشيرة المهاجرين الخاصين “إس آي في” (SIV).
وعلى الكونغرس كذلك أن يتيح وسيلة لمنح كل من يدخل الولايات المتحدة من تلك الفئات خلال هذه الفترة الانتقالية إقامة دائمة، وإخراج حتى أولئك الذين أحرقوا أوراقهم الثبوتية -مخافة الانتقام- من هذه “المتاهة القانونية”.
وطالبت الصحيفة الإدارة الأميركية بألا تتراخى في إجلاء آلاف الأفغان الذين خاطروا بأرواحهم، إلى جانب الأميركيين الذين ما يزالون معرضين للخطر في أفغانستان.
وختمت بمطالبة الكونغرس بأن يضمن لأولئك الذين تمكنوا من الخروج من أفغانستان بأن تكون الولايات المتحدة “وطنا حقيقيا” لهم.