أعلنت الأكاديمية السويدية يوم الخميس الماضي 7 أكتوبر الجاري فوز الروائي عبد الرزاق جرنة المولود في تنزانيا 1948م والمقيم في بريطانيا بجائزة نوبل للأدب، وهوثاني روائي إفريقي مسلم يفوز بالجائزة بعد نجيب محفوظ. كما يعد الأفريقي الخامس الذي يحصد الجائزة في حقل الأدب، بعد وول سوينكا النيجيري عام 1986م ونجيب محفوظ- عام 1988م، ونادين غورديمر من جنوب إفريقية عام 1991م، وجون ماكسويل كوتزي من جنوب أفريقية أيضاً عام 2003م.
وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي تشكل رواية “باراديس” أو “الجنة” أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظراً إلى سرده “المتعاطف مع ضحايا الاستعمار، واللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”، ومن بين أعماله الأخرى “باي ذا سي” (2001م)، التي تم إدراجها في القائمة الطويلة لـلبوكر وويتبريد، وأدرجت في القائمة المختصرة لصحيفة لوس أنجلوس تايمز لجائزة الكتاب، و”ديزيرشن” (الهجران) عام 2005م والهدية الأخيرة، رفيق كامبيريدج…
يكتب عبد الرزاق جرنه بالإنجليزية حيث يقيم في بريطانيا، التي هاجر إليها مبكرًا عام 1968م، في سن السابعة عشرة، ودرس بها حتى عين في جامعة كينت البريطانية، أستاذًا للأدب.
تناول عبد الرزاق جرنة في أعماله الروائية، مُعاناة المهاجرين الأفارقة، حيث توثق رواياته الأولى (ذاكرة الرحيل، وطريق الحج، ودوتي)، تجربة المهاجرين في بريطانيا، وفي روايته الجنة، ركّز على المُستعمرات التي أنشئت خلال الحرب العالمية الأولى، وفي رواياته يلقي الضوء على الشرق الإفريقي، ويظهر الثقافات المختلفة التي لم تكن معلومة لغير الأفارقة، كما يجلي المعاناة التي يحياها السكان في إفريقية، وتحدث في روايته الجنةا عن المستعمرات الموجودة في شرق إفريقيا، وبيع الأطفال واستعبادهم، وأعمال السخرة، من خلال الأحداث التي تدور حول طرد الإنجليز للسكان الأصليين، وتخطيط الألمان لإنشاء خط سكة حديد يقطع القارة لخدمة مصالحها.
ينتمي عبد الرزاق جرنه إلى جزيرة زنجبار وقيل إنه من أصول حضرمية، وتقع زنجبار في المحيط الهندي، مقابل ساحل إفريقيا في جهة الوسط والشرق، وقد استولى عليها الصليبي المتعصب جوليويوس نيريري بعد انقلاب دموي أطاح بأسرة بوسعيد العربية التي كانت تحكمها لعدة قرون، وشكل بها مع تنجانيقا دولة اتحادية اسمها جمهورية تنزانيا المتحدة في عام 1964م، ومعظم سكان زنجبار مسلمون (98%)، وكان العنصر العربي فيها هو الأقوى والأكثر ثراء بحكم عمله في التجارة والزراعة، وعلاقاته المتشعبة مع الدول الإفريقية والعربية.. وقد بلغ عدد سكانها حسب إحصاء 2007م حوالي ثلاثة أرباع مليون نسمة، وكانت تسمى بجزيرة القرنفل، إذ توجد فيها أربعة ملايين شجرة قرنقل زرعها العرب، ولا يزال الإرث العربى قوياً في زنجبار حتى اليوم.
في تصريحات جرنه عن شعوره بعد فوزه بجائزة نوبل، قال إنه فوجئ بفوزه، وإنه يشعر بالسعادة، بينما كان الباطنيون الجدد في بلادنا العربية يعلنون الحداد والحزن لعدم فوز زعيمهم على أحمد سعيد أسبر المعروف بأدونيس، حيث ينتظرها منذ ثلاثين عاما أو يزيد، وقدم القرابين التي ظن أنها تقربه من الجائزة زلفى، فأهان الإسلام وشوّهه ودلس في تاريخه، فضلاً عن وقوفه ضد شعبه السوري، واستنكر أن تخرج المظاهرات المطالبة بالحرية من المساجد، في الوقت الذي يؤيد فيه الحكم الصفوي في إيران، ويتغزل في الخميني وثورته الدينية!
هناك عرب احتقروا الإسلام وأهانوه وأقصوه واستأصلوه من أدبياتهم أملاً في الحصول على نوبل، ولكن نوبل لها رؤية أخرى، واختيار آخر!