نفى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج خالد مشعل أن يكون هناك “تصدّع” أو انشقاق في حركته، مؤكداً في الوقت نفسه عدم تنكر الحركة من انتمائها للإخوان المسلمين.
وأوضح خلال حوار مباشر على موقع “تويتر”، أمس السبت، أن تقسيمات الحركة في الضفة والقطاع والداخل والخارج ليست أمراً جديداً، مضيفاً أنه عندما يضطر جزء من الشعب للهجرة؛ تصبح هذه المصطلحات مألوفة في عرف الحركات المناضلة.
وقال مشعل: إن حركة “حماس” لا تستحيي من كون جذورها تمتد لجماعة الإخوان المسلمين، ولا تتنكر لذلك، مستدركاً بأنها حركة مستقلة، والإخوان عباءة عامة نشأت عنها تنظيمات في معظم البلاد، لكن لكل تنظيم منها شؤونه وسياسته الخاصة.
وفيما يخص العلاقة بين “حماس” ودولة قطر، أكد أن تاريخ الحركة مع قطر طويل منذ أيام “الأمير الوالد” حمد بن خليفة، مؤكداً أن اللعب بالخفاء مصيره أن يُكشف، و”حماس” لا تلعب تحت الطاولة، ولا تستحي من علاقاتها مع أي دولة في العالم.
وشدد على أن “حماس” رفضت لقاءات سرية مع بعض الدول تعزيزًا لهذا المبدأ، بل إن الحركة دفعت الدوحة إلى إغلاق المكتب التجاري “الإسرائيلي” وهي من دفعت موريتانيا لذلك أيضاً.
وقال مشعل: إن ثمة دولاً تعطي الحركة السلاح وأخرى المال، وبعضها الاحتضان، وبعضها مساحة للعمل الجماهيري والإعلامي، وهناك دول تساند في المنابر الدولية، نحن نقبل من كل جهة ما تستطيع.
وتابع: نقبل سرية علاقاتنا وعلانيتها مع هذه الدول وفق رغبتها، ونشكر كل دولة تدعمنا، ونشجع الجميع على تطوير مواقفه باتجاه أن يكون منخرطاً في معركة التحرير، وأن تكون الأمة شريكة معنا في هذه المعركة التي لن تطول بإذن الله.
ورداً على سؤال حول إقامة كل من السعودية والإمارات اتصالات مع إيران، في مقابل امتناعها عن ذلك مع “حماس”؛ قال مشعل: إنه “سؤال منطقي، وهذه المعادلة مستهجنة”.
وأضاف: تاريخنا طويل مع السعودية والإمارات، وزرنا البلدين غير مرة، وقد وقفا معنا في محطات معينة على المستوى الرسمي والشعبي، واستقبلا مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، لكن لماذا تغيروا وبدلوا؟
وزاد مشعل: يلوموننا لعلاقتنا مع إيران، وهم لديهم ذات العلاقة، بل إنهم يقاطعون الحركة.
وأضاف أن عنوان المرحلة المقبلة للمقاومة كيف نراكم المقاومة ونطورها ونبدع فيها، فغزة بحصارها تصنع كل هذا، وهو بحد ذاته إعجاز نفخر به، وسيكون له أثره النفسي إيجاباً، وسلباً عند عدونا.
وأوضح مشعل أن “حماس” تعطي الأولوية أيضاً لتوسيع دائرة الانتفاضة الشعبية في كل مواقع الاحتلال، وصنع علاقات متوازنة مع كافة القوى العربية والإسلامية والانفتاح للساحة الدولية.
وفي رده على سؤال حول وصف القيادي في حركة “حماس” محمود الزهار، الذين شمتوا بموت قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) بأنهم “شواذ الأمة”، أكد مشعل أن الزهار مناضل تاريخي، وأبٌ لشهيدين، ويمكن أن تخرج تصريحات لا يوفَّق فيها الإنسان، و”حماس” أصدرت بياناً علقت على ذلك وصححت المسار، وأي تعليقات خاطئة نعالجها ونصوبها بحكمة.