أكدت د. أماني لوبيس، رئيسة جامعة شريف هداية الله الإسلامية بإندونيسيا، أن نشر رسالة التسامح في أنحاء العالم يتطلب التأكيد على أن “الوسطية” هي فرصة البشرية للدفاع عن قيم السلم والأخوة الإنسانية، ومواجهة الفقر والحروب، والتصدي لكل خطاب يبرر التعصب والكراهية ورفض الآخر بسبب دينه أو عرقه أو جنسه.
جاء ذلك في كلمة لها أمام ندوة عقدتها رابطة الجامعات الإسلامية، بمقرها في القاهرة بالتعاون مع جامعة “شريف هداية الله” الحكومية بإندونيسيا بعنوان “الأزهر ودوره في تنمية التعليم الإسلامي في دول آسيا.. إندونيسيا أنموذجا”.
وتابعت قائلة: “إن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام أسس من خلال وثيقة المدينة مبدأ المواطنة الذي يستوعب الناس جميعا بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم، وهذا من شأنه تعزيز التسامح والاعتدال في أنحاء العالم”.
خطوات لتمكين أواصر التعاون
وأكدت أنه استجابة لمطالب تمكين أواصر التنسيق والتعاون بين العلماء في شتى بلاد المسلمين، هناك خطوات لا بد أن تتبع.
ومن هذه الخطوات الانفتاح الفكري والوجداني على المسائل التي تواجهها الشعوب في العالم، والتأكيد على منهج المحافظة على القديم الصالح والأخذ بالجديد الأصلح.
موضحة أن هذا هو ما اتبعته إندونيسيا بمواجهة التشدد بالسماحة والتيسير واعتماد منهج الحوار السلمي المجتمعي بين الثقافات والحضارات.
أما الخطوة الثانية، حسب د. أماني، فهي دعوة المسؤولين من الساسة والحكماء والعلماء والمجتمع المدني إلى العناية بذلك من خلال تعليم الشباب والجيل الصاعد أن هناك قيمًا مشتركة بين الحضارات، ومراعاة الخصوصيات الثقافية في سبيل تحقيق تعايش آمن.
أما الخطوة الثالثة، فهي التأكيد على أن اللغة العربية تعتبر جسراً من جسور الدبلوماسية الشعبية التي تقرب الشعوب بعضها بعضاً، لذلك قامت هيئات وجمعيات كثيرة تهتم باللغة العربية وفي الفروع بجميع المحافظات الإندونيسية.
وفي هذا السياق، دعت إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية وطرق تدريسها؛ لأنها الهوية والموروث الثقافي الإسلامي ومستقبلها والقيم الاجتماعية الثمينة المتداولة في كل مكان.
مسؤوليات العلماء
وأكدت رئيسة جامعة شريف هداية الله الإسلامية أن هناك مسؤوليات منوطة بالعلماء والحكماء في الجامعات أعضاء رابطة الجامعات الإسلامية، منها:
أولاً: مسؤولية تكوين العامل الرباني والداعية البصير نحو ربه سبحانه وتعالى، وتتضمن عدة بنود:
1- الإخلاص لله تعالى في القول والعمل.
2- التزام التقوى قلباً وقولاً وعملاً.
3- الإكثار من العبادات والقربات لتزكية النفس، والمسابقة في الخيرات والمبرات لمساعدة المحتاجين، والترقي في التأسي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، سيد الدعاة في مختلف المجالات.
ثانياً: مسؤولية العامل الرباني والداعية البصير نحو نفسه ومجتمعه، وتتضمن التوسع في العلم والمعرفة والتعمق في جمال التخصص والحرص على ربطه بالتخصصات الأخرى من خلال التعاون مع أهلها.
من جانبه، قال د. محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر: لقد حافظ الأزهر على نسيج الوطن وعمل على نشر الوسطية والاعتدال فحمى المجتمع من مضار التشدد والمغالاة وكذا من مضار الإفراط والابتداع.
أما د. شوقي علام، مفتي مصر، فقد أكد أن الأزهر الشريف كان وما زال كعبة العلم وقبلة العلماء في المشرق والمغرب، وفي مقدمة الشعوب التي أحبت الأزهر الشريف وانتهجت منهجه الوسطي شعوب جنوب شرق آسيا الذين مثلوا القاعدة الطلابية الكبرى في الطلاب الوافدين للأزهر الشريف وبخاصة طلاب دولة إندونيسيا.