تمخض هجوم مفاجئ لأوكرانيا شمال البلاد عما يمكن وصفه بأهم انتصار لكييف منذ بداية الحرب، فكيف تم ذلك؟
للرد على هذا السؤال، أوردت مجلة “لوبوان” تقريراً لموفدها الخاص بأوكرانيا بوريس مابيلار الذي أبرز بدايته أن اختراق الجيش الأوكراني الدفاعات الروسية شرق خاركيف شمال البلاد مكنه من الإثخان في القوات الروسية بعد أن هاجمها حيث لم تكن تتوقع.
وأوضح موفد المجلة الفرنسية أن هذا الهجوم مزق الصفوف الروسية في المنطقة وجعل الجنود يتفرقون لدرجة أن السلطات الروسية اعترفت، وهو أمر نادر، بالصعوبات التي واجهتها.
وبالإضافة إلى القيمة العسكرية والإستراتيجية للأراضي المستعادة، يرى المراسل أن هذه الانتصارات العسكرية تعطي دفعة لمعنويات القوات الأوكرانية.
ويوضح أن الهجوم المضاد الذي تم شنه في خيرسون بالجنوب يشمل الآن 3 جبهات، وإذا لم يكن نقطة تحول حاسمة بعد، فقد يصبح كذلك، خاصة مع استمرار الجيش الأوكراني في التقدم.
وعن الكيفية التي حقق بها الأوكرانيون هذا الاختراق، يقول المراسل: إن كييف فرضت بعيد إعلان هجومها المضاد في خيرسون تعتيماً إعلامياً صارماً على عملياتها بكل الجبهات وحظرت على الصحفيين الذهاب إلى الخطوط الأمامية.
وبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى ميكولايف وخيرسون، كان الاختراق الأوكراني يحدث شرق سلوفيانسك في دونباس، وتلى ذلك هذا الأسبوع شن القوات الأوكرانية هجومها شرق خاركيف.
ولفت المراسل إلى أن هذا الهجوم الذي نفذ عبر 3 محطات خدع عمداً هيئة الأركان العامة الروسية التي ظنت أن الهدف الرئيس كان خيرسون، وأعادت نشر قواتها في الجنوب على حساب جبهة خاركيف.
ولفت إلى أن السلطات الأوكرانية لم تعلن على الفور نجاحاتها العسكرية المحتملة، لكن صور القرى المحررة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأهالي والجنود تغلبت على التعتيم الذي كان هيئة الأركان العامة تنشده.
وهكذا أجبر الجيش الأوكراني على تأكيد ما تم الكشف عنه بالفعل على شبكة الإنترنت، دون السماح للصحفيين بالذهاب إلى المنطقة ليروا بأنفسهم حقيقة التقدم العسكري، وفقاً للموفد.
وأضاف موفد لوبوان أن الأوكرانيين يبدو أنهم بدؤوا يفرضون إيقاعهم بعد تمكنهم من إيقاف التكتيك الروسي البطيء والقاتل القائم على حرق كل شيء، والتقدم “بشكل لا يرحم ومهما كلف الثمن”.