من “خيارات واشنطن ضد الرياض صفر”، إلى الحديث عن “مراهقة وانتهازية” أمريكية وتراجع شعبية الرئيس جو بايدن، يواصل الإعلام السعودي، الأربعاء، دفاعه القوي عن موقف المملكة ضد انتقادات الولايات المتحدة لها إثر قرار دول منظمة أوبك+ في 5 أكتوبر/ تشرين الأول بخفض إنتاج النفط.
خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قرار لم تقبل به واشنطن، قبل نحو شهر من انتخابات تجديد نصفي بالكونغرس.
وحمل الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب القرار الرياض وموسكو – باعتبارهما أكبر المنتجين – مسؤولية ارتفاع أسعار النفط إثر قرار “أوبك+”، قبل أن يعلن مساء الثلاثاء، أن هناك “عواقب لما فعلوه (السعوديون) مع روسيا”.
وجاءت لهجة بايدن الحادة، تزامنا مع وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مقابلة مع قناة العربية السعودية مساء الثلاثاء، علاقات بلاده مع واشنطن بـ”الاستراتيجية”، معتبرا أن قرار تحالف أوبك+ الأخير ” اقتصادي بحت”.
** “رفض” لـ”عواقب” بايدن
الإعلام السعودي اشتبك مع “انتقادات” واشنطن سريعا ورفض التصريح الأحدث من بايدن.
ونشر الموقع الإلكتروني السعودي “سبق” الأربعاء، تغطية خبرية تحت عنوان “بعد ما قاله بايدن.. تداول فيديو محمد بن سلمان عن مساهمة السعودية في قوة أمريكا”، مشيرا إلى أن رواد منصات التواصل يتناقلونه وسط “تفاعل كبير”.
** سبق: “السعودية تساهم في قوة أمريكا”
ويقول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في تلك المقابلة التي بثت قبل شهور: “لك أن تتخيل لو الـ10 ملايين برميل نفط (الرخيص بتكلفة إنتاج من 3- 6 دولارات) ذهب عقدها إلى بريطانيا، لن تكون أمريكا بوضعها الحالي اليوم”، مؤكدا أنه “ما في شك أن السعودية ساهمت في قوة أمريكا”.
وجاءت إعادة تلك العبارات وتداولها مع إشارة “سبق” إلى حديث بايدن مساء الثلاثاء عن “عواقب (للسعودية) لما فعلته مع روسيا”؛ في قرار أوبك بلس.
** صحيفة الرياض تسلط الضوء على “الانتهازية الأمريكية”
كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الأربعاء، أجزاء من افتتاحية صحيفة “الرياض” اليوم الأربعاء بشأن موقف المملكة.
وقالت افتتاحية صحيفة “الرياض”: “بمنأى عن الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط كان الموقف السعودي محكوماً بمصلحة المملكة، والحفاظ على استقرار سوق النفط، (..) على خلاف طريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمة الغاز في أوروبا ما دفع مسؤولين أوروبيين لمهاجمة الانتهازية الأمريكية”.
وربط مقال بالصحيفة ذاتها بعنوان “النفط بين السياسة السعودية والانتخابات الأمريكية” وبين تواصل “ادعاءات” في واشنطن تجاه المملكة وتجنب التأثير على حزب بايدن في انتخابات الكونغرس الشهر المقبل.
** صحيفة عكاظ تستنكر “المراهقة الأمريكية”
ونقل العدد الورقي لصحيفة عكاظ السعودية، الأربعاء، مقالا كتبه رامي الخليفة العلي تحت عنوان “متى تكف واشنطن عن مراهقتها؟!” قال فيه: “تحولت الولايات المتحدة إلى طفل مراهق يظهر أسباباً لا عقلانية لإدانة تجمع أوبك بلس وعلى الأخص السعودية”.
وأضاف: “العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية استراتيجية يجب أن تقوم على التفهم المشترك لمصالح كل طرف وأن تكف واشنطن عن التعامل كمراهق أهوج لا يرى إلا ذاته ومصالحه”.
** صحيفة المدينة تتحدث عن تراجع شعبية بايدن
ونقلت صحيفة المدينة السعودية عبر موقعها الإلكتروني الأربعاء، تغطية خبرية بعنوان “رغم تراجع شعبيته.. بايدن يلمح لإعادة ترشحه وهزيمة (دونالد) ترمب”، مشيرة إلى أن التراجع “اقترب من أدنى مستوياته” قبل انتخابات الكونغرس.
والأيام الماضية شهدت دفاعا لافتا من إعلام سعودي، وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة عكاظ السعودية في 9 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، بعنوان “خيارات واشنطن ضد الرياض صفر”.
وفي اليوم ذاته، ناقشت قناة الإخبارية الرسمية عبر برنامجها “هنا الرياض”، أزمة قرار النفط، وخلال التغطية أكد المحلل السياسي علي العنزي، للبرنامج أن “المملكة لديها خيارات متنوعة وهي رقم صعب”.
والثلاثاء، كتب الإعلامي اللبناني نديم قطيش، مقالا بصحيفة الشرق الأوسط السعودية بعنوان: “ماذا تريد واشنطن من نفط «أوبك بلس»؟ وصف خلاله ما يحدث ضده المملكة بأنها “خطابات شعبوية”، و”استنتاجات سطحية ومتسرعة أكثر انفصالاً عن الواقع”.
والجمعة، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، مقابلة مع شبكة “FOX News” الأمريكية إن المملكة لا تستخدم النفط وتحالف أوبك+ كسلاح ضد الولايات المتحدة أو لإضرارها.