استيقظ أهل جنين شمال الضفة الغربية، فجر اليوم الخميس، على جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الصهيوني راح ضحيتها 3 شبان استشهدوا خلال مواجهاتهم مع وحدات خاصة اقتحمت المدينة ومخيمها.
غسان السعدي، أحد المسعفين، يروي ما حصل فجر اليوم في جنين، وكيف أعدم الاحتلال 3 شباب بدم بارد.
ويقول السعدي، عبر منشور على “فيسبوك”: إنها جريمة حقيقية حصلت أمام عيني، شابان نزلا من السيارة حيث تم إطلاق النار عليهما وتخزيق جسديهما، وخاصة وجهيهما ورأسيهما، وجاءت سيارة الإسعاف وحملت شاباً وساعدته.
ويضيف أنه أثناء ذلك أطلق قناصة الاحتلال النار على شاب ثالث وارتقى أمامهم شهيداً.
ويتابع أنه غادر مع الإسعاف ثم عاد وحده لينتشل جثمان الشاب لكنه لم يستطع، وجاءت 3 حاملات جنود عليَّ وأمروني بترك المنطقة، وغادرت.
المقاومة تتصدى
وقالت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال في منطقة الهدف بمحيط مخيم جنين، فجر اليوم الخميس.
وأضافت، في تصريح صحفي: استهدف مجاهدونا جيش الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة.
من جهتها، أعلنت “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني (فتح)، أن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة جنين؛ بإطلاق النار، وتفجير العبوات الناسفة محلية الصنع.
بدورها، قالت كتيبة جنين التابعة لـ”سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إن مقاتليها حاصروا آلية لقوات الاحتلال، واستهدفوها بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، مؤكدة سماع صراخ الجنود “الإسرائيليين”.
إرهاب منظم
ونعت فصائل فلسطينية وناشطون الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا في جنين، فجر اليوم الخميس، منددين بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وعزت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيانها، ذوي الشهداء الأبطال، موجهة التحية لمقاومينا البواسل في جنين القسام، الذين تصدّوا للعدوان واشتبكوا مع قوات العدو الصهيوني بالرصاص والعبوات.
وأكدت الحركة أنّ هذه الجريمة الصهيونية الجديدة إرهابٌ منظّم، وتعبير عن الصلف الصهيوني والرغبة المستمرة في التغول على الضفة، ومحاولة يائسة لاغتيال إرادة الفلسطيني الحرّ المنتفض في وجه عدوان الاحتلال.
وشددت على أنّ اغتيال الاحتلال لأبطال شعبنا الذين حوّلوا ليله إلى كابوس، يفتح النار على نفسه، ويصبٌّ الزيت على النار، وليعلم أنّ هذه الجريمة سترتدّ عليه ناراً تُشعل مزيداً من الغضب.
بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين: ننعى شهداء الفجر في جنين البطولة والفداء، ونؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب سدى.
ودعت كافة الأبطال من مقاومي شعبنا وثواره الأحرار إلى الثأر والانتقام لدماء الشهداء الطاهرة وتصعيد المقاومة على كافة محاور الاشتباك مع العدو وقطعان مستوطنيه في ضفتنا الثائرة وقدسنا المحتلة وداخلنا المحتل عام 1948.
من جهتها، قالت المقاومة الشعبية، في بيانها: ننعى بكل فخر واعتزاز وشموخ ثلة من أبناء شعبنا البررة، أقمار مخيم جنين، مؤكدة أن خيار الجهاد والمقاومة ماض حتى تحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال، ولن تفلح كل محاولات الاستفراد والإطاحة بمقاومة شعبنا المشتعلة في ضفة العز والإباء.
من جانبها، أكدت “حركة الأحرار” أنه لن ينجح الاحتلال في إخماد ثورة شعبنا وإجهاض مقاومتنا وضرب الحاضنة الشعبية لها.
وقال الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون، عبر حسابه على “تويتر”: صباح الشهادة الفلسطينية العظيمة، ثلاثة شهداء أبرار يرتقون خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال في جنين، أي شعب هذا، وأي قضية أعظم من تلك التي ندفع كل يوم في سبيلها الروح والدم!
ويؤكد الناشط أدهم أبو سلمية أن “إسرائيل” تمارس أمام سمع العالم وبصره عملية قتل منظم للشباب فلسطيني، وإعدامات تتم بشكل مروع كل يوم.
ويقول المحلل السياسي ياسر الزعاترة: إن الأحرار بين شهادة وأسر، فيما يتمتّع مناضلو الخطابة، و”حراس المشروع الوطني” ببطاقات “في آي بي”.
ويضيف أن أروع ما في المشهد أن عقدين من زمن عباس البائس لم يغيّرا هذا الشعب، إذ بقي وفيّاً لشهدائه ومقاومته.
بدورها، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة جنين، اليوم، الإضراب الشامل حدادًا على أرواح الشهداء، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، داعية كافة الفلسطينيين للمشاركة في تشييع جثامينهم.
وبارتقاء الشهداء الثلاثة في جنين ومخيمها، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 216 شهيداً، بينهم 164 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.