كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته، الإثنين الماضي، بأن قوات الاحتلال تتعمد استخدام طرق تنكيلية وبشعة بحق الأسرى الفلسطينيين أثناء اعتقالهم، من تعذيب جسدي وشتائم وألفاظ بذيئة.
وأدْلت الهيئة بشهادات أسرى أطفال تعرضوا للضرب أثناء اعتقالهم، بعد زيارة محامية الهيئة هبة إغبارية لهم، من بينهم:
1- وائل مشة:
وائل مشة (16 عاماً) من مخيم بلاطة في نابلس، تعرض للانتهاك من قبل جنود الاحتلال، حيث اعتقلوه من البيت حوالي الساعة الخامسة فجراً بعد كسر باب مدخل البيت ثم انهالوا عليه بالضرب المبرح على وجهه وبطنه ورقبته، وركله على قدميه ببنادقهم وأحذيتهم.
وحاولت والدته وأخوه إبعادهم عنه، لكنهما تعرضا للضرب من الجنود، حيث قام أحد الجنود بضرب والدته على صدرها بقوة مسبباً كسراً في أحد أضلاع صدرها، واستمر وبشكل همجي بالصراخ على إخوته الأطفال وتخويفهم.
?#شاهد| “والدة الفتيين الشقيقين وائل ويوسف مشة تروي تفاصيل الاعتداء عليهما واعتقالهما من منزلهما في #مخيم_بلاطة بنابلس، فجر اليوم”. pic.twitter.com/tTZXijs9F8
— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) November 7, 2022
وقام جنود الاحتلال بتقييد يديه إلى الخلف وتعصيب عينيه، وأدخلوه للجيب العسكري واستمروا بالاعتداء عليه، ثم نقلوه إلى معسكر حوارة ليتم التحقيق معه لمدة 15 ساعة في ظروف صعبة، ونقلوه بعد ذلك إلى مركز توقيف وتحقيق “بيتح تكفا”، ووضعوه في زنزانة انفرادية وحقق معه يوميًا لساعات طويلة وهو مقيد اليدين والقدمين بالكرسي (في حالة شبح متواصل)، وبعد 10 أيام نقل إلى سجن مجدو (قسم الأشبال).
2- عبدالرحمن عبدالله:
اعتقل الفتى عبدالرحمن عبدالله (17 عاماً) من مخيم نور شمس بطولكرم، في ساعات الصباح من على معبر الطيبة، حيث كان متوجهاً لزيارة شقيقه الأسير أشرف في معتقل “مجدو”، وقام جنود الاحتلال بتوقيفه وتقييد يديه وتعصيب عينيه، ومن ثم تم نقله إلى معسكر قريب للجيش، وقام الجنود بالاعتداء عليه بالضرب وبالسخرية منه، ثم نقلوه إلى سجن مجدو (قسم الأشبال).
وعانى عبدالرحمن منذ الصغر من مرض اللوكيميا (سرطان الدم)، وخضع للعلاج الكيماوي لعدة سنوات، ومنذ سنتين شفي من المرض.
تغطية صحفية: ” نادي الأسير: نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الفتى المعتقل عبد الرحمن عبدالله (17عامًا) من مخيم نور شمس بطولكرم، والذي عاني من سنوات من الإصابة بسرطان الدم “اللوكيميا” وهو بحاجة إلى متابعة صحيّة حثيثة، وفحوص دورية.” pic.twitter.com/h7lepfQS2b
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 13, 2022
3- محمد أبو قطيش:
اعتقل الفتى محمد أبو قطيش (17 عاماً) من بلدة عناتا بالقدس، في ساعات العصر أثناء تواجده داخل الملعب في حي الشيخ جراح بعد أن أصيب بعيارات نارية أطلقتها صوبه شرطة الاحتلال، فأصيب برصاصة بالرئة من جهة اليمين، وأغمي عليه في الحال ونقل إلى مستشفى “هداسا”/العيسوية”، وأجريت له عملية، ثم وضعوه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي لعدة أيام، وبعد أن طرأ تحسن على حالته الصحية، نقل إلى مستشفى “هداسا/عين كارم”.
بقي أبو قطيش في المستشفى أسبوعين تقريباً، وبالرغم من وضعه الصحي تم تقييده في سرير المستشفى من يده وقدمه وحقق معه وهو ما زال في المستشفى 3 مرات.
نُقل بعد تحسن وضعه الصحي إلى مركز توقيف وتحقيق “المسكوبية”، وهناك بقي لمدة أسبوعين، ثم نقلوه إلى سجن “الدامون” (قسم الأشبال)، حيث يقبع حالياً.
محكمة الاحتلال تمدد اعتقال الفتى المقدسي محمد أبو قطيش حتى الـ 14 من الشهر المقبل pic.twitter.com/GXqCMBBGLh
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) November 17, 2022
أعداد الأطفال المعتقلين
وفي إحصائية حديثة، تعرض أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني للاعتقال على يد قوات الاحتلال الصهيوني، منذ عام 1967، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين.
وأوضحت الهيئة من بين الـ50 ألف طفل، نحو 20 ألفاً تعرضوا للاعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، في 28 سبتمبر 2000، ومن بينهم 9 آلاف طفل تعرضوا للاعتقال منذ هبة القدس، في الأول من أكتوبر 2015، وهؤلاء يشكلون 20% من إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة، نسبة كبيرة منهم كانوا من القدس المحتلة.
كما اعتقلت سلطات الاحتلال نحو 770 طفلاً منذ مطلع العام 2022، منهم 119 طفلاً تم اعتقالهم خلال أكتوبر الماضي، وغالبيتهم من القدس.
وأضافت أن 160 طفلاً يقبعون في سجون عوفر، ومجدو، والدامون، بينهم 3 فتيات يبلغن 16 و17 عاماً، يقبعن في سجن “الدامون”، كما يوجد 4 أطفال رهن الاعتقال الإداري، دون تهمة أو محاكمة، إضافة إلى وجود أطفال قد تجاوزوا سن الطفولة وما زالوا أسرى.