يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».
هناك من يفهم هذه الحلاوة في الدنيا فقط، وهناك من لا يستوعب عبارات الرسول صلى الله عليه وسلم بالشكل الصحيح والدقيق مع تربية الإنسان ورقي شعوره، ومن ثم اغتنام ما لديه ليعيش فيه بسعادة وارتياح، ويكون عمله هذا قنطرة للعبور إلى سعادة الآخرة أيضاً.
نحن في الكويت حقيقة نعيش بيسر والحمد لله، والإنسان إذا حيزت له الدنيا لا يعني هذا أن يقبل النزول عن هذا المستوى مع مرور الزمن والأيام، أو التوقف وعدم العمل إلى الأفضل مستقبلاً.
نعم، لقد حيزت له الدنيا، ولكن لا بد من المحافظة على هذا الجمال أو الحلاوة، وأهم أمور المحافظة على هذه النعمة طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معاصيه؛ سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى العملي، وأداء العمل بإتقان، وعدم التطاول على الغير في سمعته وماله ودمه وعرضه، والتعارف على كل ما هو ممكن التعاون فيه، وتأجيل كل ما هو مختلف عليه، ليكون التفاهم على بناء أرضية أوسع للجميع.
من الطبيعي أن كل مواطن يعتز بأرضه ووطنه، وأيضاً فيه ما يسانده شرعاً حب المكان والموطن حيث يعيد الإنسان ذكرياته وتاريخه، وكما يقولون: «الوطن هو الحاضن للماضي والحاضر، وأمل المستقبل الزاهر»، ولا يعني هذا أنه لا يوجد ما هو أحب إلينا من الأوطان، فالدعوة إلى الله وطاعته مقدمة على كل شيء، وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ترك خير مكان على وجه الأرض من اجل الدعوة وتأسيس دولة الإسلام.
من الصعب أن تكون للإنسان حياة جميلة وسعيدة من غير وطن إلا إذا كان الدين وطنه الذي يقدمه على كل شيء، وهذا الحب للوطن لا يعني أن يبغض الإنسان بقية الأراضي، بل هو مدعاة للتعارف كما أو صانا الله تعالى: «لتعارفوا».
الأمن والأمان العمود الفقري لحلاوة الأوطان والبلدان، ونحن في الكويت، بفضل من الله تعالى، نعيش هذا الأمن والأمان بيننا كمواطنين بكل طيوفنا وتوجهاتنا ومع إخواننا المقيمين؛ حيث الرفاهية والعافية والأعمال الخيرية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، فالأوطان الأكثر جمالاً التي تكون أعمالها الخيرية سبباً بأمنها وأمانها، وسبباً في أن يقينا الله تعالى مصارع السوء.
________________
(*) إعلامي كويتي.