محمد رضا (*)
أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش أسامة بن زيد، في 14 ربيع الأول 11 هـ، فقال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً فاذكروا اسم الله عليها، وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً، اندفعوا باسم الله.
وقال لأسامة: اصنع ما أمرك به نبي الله صلى الله عليه وسلم، ابدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبل ولا تقصرن من شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعجلن لما خلفت عن عهده.
فسار أسامة، وأوقع بقبائل من قضاعة التي ارتدت، وغنم وعاد، وكانت غيبته أربعين يوماً سوى مقامه ومنقلبه، راجعاً من غير أن يفقد أحداً من رجاله.
وكان إنفاذ جيش أسامة أعظم الأمور نفعاً للمسلمين، فإن العرب قالوا: لو لم يكن بالمسلمين قوة لما أرسلوا هذا الجيش فكفوا عن كثير مما كانوا يريدون أن يفعلوه.
________________________________________________________
من كتاب «أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين»، محمد رضا.