يعد جوستاف لوبون أول من تكلم في علم النفس الاجتماعي عبر هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وقد أصبح مؤلفه هذا مرجعاً في هذا الفن المهم لدى رجال السياسة والعلوم الاجتماعية، وأنار الطريق للدول والجماعات حول فهم نفسية الجماهير وعقلها الجمعي، وكيفية النفاذ إلى ما يدور في خلدهم وتوجيههم وربما التحكم فيهم.
«إن الجماهير تشبه الأوراق التي يلعب بها الإعصار ويُبَعْثرها في كل اتجاه، وهذه الصفة تجعل من الصعب حُكمها، ولولا ضرورات الحياة اليومية التي تُشكّل نوعًا من الميزان الناظم غير المرئي للأحداث لما استطاعت الأنظمة الديمقراطية أن تستمر، وفي كل الخصائص النفسية للجماهير يتدخل «العِرْق»؛ فهناك فارق بين الجمهور اللاتيني والجمهور الأنجلوساكسوني؛ فالجماهير أُنثوية في كل مكان، ولكن أكثرها أُنثوية هي الجماهير اللاتينية».
بدأ لوبون كتابه بالتعريف بعصر الجماهير وانتهاء الفردانية، وتحدث عن الخصائص العامة للجماهير وأفكارهم والعوامل المشكِّلة لعقائدهم، ومن هم الذين يستطيعون تحريك الجماهير، وتحدث عن محدودية تغير عقائد الجماهير وآرائها، ثم تصنيف هذه الجماهير إلى متجانسة وغير متجانسة، والأخيرة إلى مغفلة وغير مغفلة، ثم أفرد باباً للجماهير المجرمة، وآخر للمجالس النيابية، واختتم كتابه بمراحل تطور الحضارات.
«في البداية، تجد قلة من الرجال الـمُنْتَمين إلى أُصول متنوعة وقد اجتمعوا بحسب هوى الهجرات والفتوحات؛ فلا شيء يربطهم، ثم يمرّ الزمن ويكمل عمله، وتبدأ هذه الوحدات غير المتجانسة في الانصهار معًا لتشكل عِرقًا واحدًا، وعندئذٍ يمكن أن تُولَد حضارة جديدة، وبعد أن تصل الحضارة إلى مستوى معين من القوة والتعقيد فإنها تتوقف عن النمو، وما إن تتوقف حتى تصبح مُدانة بالانحطاط السريع».
لتحميل الكتاب اضغط على هذا الرابط: https://cutt.us/PCxo8