تعرضت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فجر اليوم الإثنين، لسلسلة من الغارات الصهيونية العنيفة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد إلى الآن، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
وذكرت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا)، أن طائرات حربية شنت سلسلة غارات عنيفة قدرت بنحو 40 غارة استهدفت على وجه الخصوص العديد من المنازل ومساجد تؤوي نازحين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف ومن قبل بوارج حربية على مدينة رفح.
فيما أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن مدينة رفح تشهد غارات «إسرائيلية» عنيفة تتركز في وسط المدينة، وطالت منازل مأهولة بالسكان قبالة مقر جمعية الهلال.
من جهته، ذكر مدير مستشفى الكويت د. صهيب الهمص، أن المستشفى ممتلئ بالجرحى في وضع خطير جداً ولا يوجد ما يكفي من دواء وأمصال.
تحرير محتجزين
وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني تحرير أسيرين «إسرائيليين» لدى المقاومة الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة بعملية عسكرية ليلية.
وقال وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت: إن العملية تمت بمشاركة الجيش وقوات خاصة تابعة للشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وبمتابعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونجحت في إعادة الأسيرين فرناندو سيمون مارمان (60 عاماً) ولويس هار (70 عاماً).
من جهتها، أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الأسيرين كانا محتجزين داخل شقة في رفح، وأنهما نقلا إلى مستشفى «شيبا» قرب تل أبيب بواسطة طائرة مروحية.
فيما لم يصدر تعليق من المقاومة الفلسطينية على ما ذكره جيش الاحتلال، لتأكيد أو نفي ما يتعلق بتحرير الأسيرين “الإسرائيليين”، وفق ما نقل «التلفزيون العربي».
ضوء أخضر أمريكي
وقال «المركز الفلسطيني للإعلام»: إن طائرات الاحتلال قصفت مسجدي الرحمة والهدى، و14 منزلاً عرف منها منازل لعائلة المغير وأبو جزر والمصري ومعمر في رفح، وأراضي على الحدود مع مصر، وفق معطيات أولية.
جانب من الغارات الوحشية التي شنها جيش الاحتلال على رفح الليلة الماضية pic.twitter.com/L785NE7shE
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 12, 2024
وأضاف المركز أن هذه الغارات جاءت بعد ضوء أخضر أمريكي للاحتلال بشن عملية عسكرية واسعة على رفح، وفق ما فهم من اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية.
إمعان في حرب الإبادة
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هجوم جيش الاحتلال النازي على مدينة رفح هذه الليلة، وارتكابه المجازر المروعة ضد المدنيين العزل والنازحين من الأطفال والنساء وكبار السن، التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد حتى الآن، يُعد استمراراً في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان نشرته عبر قناتها على «تلجرام»: إن هجوم جيش العدو الإرهابي على مدينة رفح إنما هو جريمة مركّبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، نظراً للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة.
وأضافت أن حكومة نتنياهو الإرهابية وجيشه النازي تضرب بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت قبل أسبوعين، وأقرّت تدابير عاجلة تتضمن وقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة.
وحملت «حماس» الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن هذه المجزرة، بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس، وما يوفرونه من دعم مفتوح بالمال والسلاح والغطاء السياسي لمواصلة حرب الإبادة والمجازر.
ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد لوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة على المدنيين العزل في قطاع غزة.
1.4 مليون مدني في رفح
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس»، وفق وكالة «الأناضول»: إن رفح واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان على وجه الأرض، وتعج بالأطفال والأسر، وبعضهم نزحوا بالفعل عدة مرات بسبب الحرب في غزة.
وتعتبر آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، وأعلنها الاحتلال منذ بدء عدوانه منطقة آمنة، وأجبر سكان القطاع على النزوح إليها.
ولليوم الـ129، يتواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة؛ براً وبحراً وجواً، مخلفاً أكثر من 28176 شهيداً، و67784 جريحاً، فيما لا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.