في ظل تزايد العدوان «الإسرائيلي» على غزة، تتعالى الأصوات المنددة من قادة الفكر والشريعة الإسلامية، محذرين من التهاون والصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، تناولت هذه التصريحات القوية مواقف قادة العالم الإسلامي الذين يشددون على ضرورة التحرك الفوري لإيقاف المجازر المستمرة، وسط انتقادات حادة للتحالفات الدولية التي تدعم الاحتلال.
وفي هذا السياق، يبرز دور العلماء في الدعوة إلى العدالة والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الصارخة، مؤكدين أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين والمتواطئين في هذه الكارثة الإنسانية.
وقد صرح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي قائلاً: بلغ السيل الزبى، والله لم يعد بمقدورنا تحمل هذه المآسي، وتابع: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأدان بشدة القصف الوحشي الذي استهدف مدرسة التابعين في حي الدرج شرق مدينة غزّة، أثناء أداء النازحين لصلاة الفجر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات بجروح خطيرة.
وأضاف القرة داغي: إن هذا الهجوم الإجرامي الهمجي، الذي استهدف مدنيين أبرياء كانوا بين يدي الله، يُظهر قسوة لا يمكن وصفها، ويعكس التجرد من أسس الرحمة والإنسانية لدى منظمة الاحتلال وللأسف، فإن هذا الاعتداء يأتي في ظل صمت المجتمع الدولي وعجزه عن مواجهة إرهاب المحتل، الذي يواصل استهداف الضعفاء والأبرياء ويتفنن في تدمير منازلهم ومراكز إيوائهم، ودعا جميع أحرار العالم إلى الضغط على هذا الكيان لإيقاف جرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وعلينا أن نعلم أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين والصامتين أمام هذه الانتهاكات المروعة.
وصرح أستاذ الشريعة د. عجيل النشمي قائلاً: المجازر التي نشهدها اليوم هي نتيجة تحالف أمريكي صهيوني، حيث تأتي الطائرات والصواريخ من أمريكا، بينما يعمل الجيش «الإسرائيلي» كأداة لتنفيذ هذه الجرائم وحتى لو تجاوز عدد الضحايا الأربعين ألفاً، تظل أمريكا تدعي أن «إسرائيل» لم تتجاوز الخط الأحمر!
لكن العجب ليس في أفعال هؤلاء، وإنما في موقف دول الإسلام والعرب فالبعض منهم صامت، والبعض الآخر شامت أو حتى موالٍ للعدو وفي النهاية، سيجتمع الخصوم عند الله؛ فريق في الجنة وفريق في السعير.
وصرح أستاذ الشريعة د. مطلق الجاسر قائلاً: ما زلنا نُفجع كل يوم بأخبار إخواننا، حيث قام الصهاينة، إخوان القردة والخنازير، بقصف إخوانٍ لنا في الدين وهم يصلون فجر اليوم في مدرسة التابعين في غزة، نحسبهم عند الله من الشهداء، وهنيئًا لهم ما نرجوه لهم من الكرامة عند ربهم، إذ إن الإنسان يُبعث على ما مات عليه كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
وتابع: اللهم صب لعناتك على الصهاينة ومن أعانهم ووالاهم على إجرامهم، اللهم إن الرجاء قد انقطع إلا منك يا عزيز يا حكيم، اللهم اشفِ صدور قومٍ مؤمنين.
فيما صرح أستاذ الشريعة د. يوسف السند قائلاً: مع مجزرة «فجر اليوم» و100 شهيد، يظل جند «القسام» متمسكين بسلاحهم تحت قيادة السنوار، رغم الدعم العلني والمجرم الذي تقدمه أمريكا للصهاينة؛ مما يزيد من قتل إخواننا المسلمين، في المقابل، نجد الأذناب الرطبة ممن كفروا بأخوة الدين لا يتوقفون عن السخرية من إخوانهم، كما هي حال المنافقين.
وتابع السند: لقد نسي الكثير من العرب والمسلمين مجزرة «دير ياسين» حيث اقتحمت عصابات اليهود على الفلسطينيين، قتلوا الرجال، وبقروا بطون الحوامل وأخرجوا الأجنة أمام أمهاتهم، ونزعوا ستر النساء وطافوا بهن شوارع تل أبيب في شاحنات مكشوفة، ومع ذلك، نرى البعض اليوم يتعاطف مع الصهاينة ويحتجون على «حماس»، متجاهلين الجرائم البشعة التي ارتكبها الصهاينة عبر التاريخ.