مع بدء العام الدراسي الجديد، وتعدد الواجبات المدرسية، التي يُكلف بها الطالب من قبل معلميه، يندفع الوالدان لمساعدة طفلهما في أداء تلك الواجبات، والإشراف الكامل على العملية التعليمية، بل وربما المذاكرة معه بشكل متواصل، ومتابعة جميع المواد الدراسية معه.
يقول الخبراء: إن هناك أخطاء تقع خلال عملية المذاكرة مع الطفل؛ ما يؤثر على مستواه الدراسي، وقدراته على التحصيل والفهم، بشكل قد يأتي بنتائج مخيبة للآمال، ومن أبرز تلك الأخطاء مذاكرة الوالدين باستمرار مع الطفل، وتصور أن الطفل لم يجتهد بشكل كاف لأنه لم يجلس ساعات طويلة للمذاكرة، ومراقبته بشكل دائم، دون اعتبار لقدراته التي تختلف من طفل إلى آخر.
في هذا السياق، ينصح خبراء التعليم:
أولاً: ضرورة حث الطفل على التعلم، والحصول على المعلومة، ومناقشته حول المعلومات الجديدة التي حصل عليها، فهذا الأمر يعزز ثقته بنفسه ويشجعه على الحصول على معلومات جديدة، بينما من الخطأ مطالبة الطفل بالحصول على درجة معينة، وملاحقته بسؤال الدرجات والنتائج، وسط تجاهل لأهمية التعلم في حد ذاته.
ثانياً: من الخطأ الاستمرار في مساعدة الطفل في أداء واجباته المدرسية، بل الأفضل للطفل أن يؤدي واجباته المنزلية ويذاكر دروسه بمفرده، مع غرس ثقافة الاعتماد على النفس بداخله، وتعزيز الثقة لديه في القدرة على إنجاز المهام الموكلة إليه.
ويمكن للأم أن تساعد طفلها على بدء المذاكرة، أو إجابة سؤال أو سؤالين أثناء أداء واجباته المدرسية، على أن تبتعد تدريجياً، وتمنحه الفرصة ليكمل عمله بنفسه، ويجيب عن الأسئلة المكلف بالإجابة عنها، مع تحفيزه بمكافأة بسيطة أو بشيء يحبه، دون تعويده على ذلك.
ثالثاً: يحظر وجود عوامل تشتت الانتباه أثناء مذاكرة طفلك، مثل التلفاز والهاتف والألعاب.. وغيرها، كما أنه ليس من الجيد المذاكرة معه على سرير النوم، هنا سيشعر بالكسل ويطلب الخلود للنوم، أيضاً من الخطأ الثرثرة بجانبه في أمور البيت مع الأصدقاء والأهل، فهذا مما سيشتت انتباهه بالتأكيد.
ويؤكد الخبراء، بحسب «الجزيرة نت»، أن الطفل قد يفقد التركيز والاهتمام بالمذاكرة وأداء واجباته إذا ما وجد عوامل تشتيت حوله، لذلك ينصح بضرورة توفير أجواء مناسبة لعملية المذاكرة في غرفة مجهزة لهذا الغرض، مع حظر الألعاب وتطبيقات التواصل حتى الانتهاء من مهام المذاكرة.
رابعاً: يحبذ تحديد مهلة زمنية محددة لإنهاء كل واجب أو نشاط على حدة، أو ضبط مؤقت الساعة لحثه على إكمال واجباته، أو تحديد وقت ثابت للمذاكرة كل يوم، مع فترات راحة محددة، لا تزيد على 5 دقائق من الراحة لكل 20 دقيقة من الدراسة، مع أهمية دفعه بشكل عام إلى تنظيم يومه، ووضع جدول للمذاكرة، وترتيب أولوياته، بحيث لا تطغى مادة دراسية، يحبها مثلاً، على مادة أخرى لا يهواها، مع الاستماع إلى وجهة نظره وتفضيلاته في المادة التي يريد البدء بها.
خامساً: رصد نقاط الضعف لدى طفلك، وتدوين ذلك في دفتر للملاحظات دون أن يشعر هو بذلك، مع متابعة الأمر مع معلميه، خاصة إذا كان ممن يعانون ضعف المهارات الدراسية، بحسب موقع «بيرنتنغ».
في ضوء ذلك، يمكن التباحث مع معلميه للوصول إلى طرق أفضل للنهوض بمستواه، أو توفير طرق تفاعلية تزيد من ولعه بتحصيل العلم، مثل الألعاب التعليمية والأفلام الوثائقية، أو الرحلات للمتاحف لمعرفة تاريخ بلده مثلاً، أو الحدائق العامة لمعرفة أسرار عالم النبات مثلاً، أو إشراكه في معسكر علمي أو مسابقة ثقافية، بما يربط الطفل بالعلوم المختلفة بشكل محبب للنفس، ويجعل الدراسة من الأوقات الممتعة له، وليس نوعاً من العقاب.
كذلك من المهم تفهم نوع التعلم الذي يحبه الطفل، سمعياً كان أو بصرياً أو حركياً، فهناك من الأبناء من يذاكر بعينيه، ومنهم من يكتب ما يذاكره، ومنهم من يحب المذاكرة بصوت عال لمساعدته في الاحتفاظ بالمعلومات إذا كان تركيزه سمعياً، مع مناقشة معلميه حول قدرات طفلها وما يميزه أو يعيبه.