اختتمت، الأسبوع الماضي، الدورة التدريبية التي عقدتها الجمعية الإسلامية بمقاطعة آنهوي شمال الصين، للمواهب الشابة من أئمة المساجد، التي كانت تحت عنوان «التواصل المزدوج»، بمشاركة الدوائر الإسلامية بمدينة خفي حاضرة المقاطعة.
وحضر الندوة هان لي، نائب مدير لجنة الشؤون العرقية والدينية بالمقاطعة، كما حضرها أعضاء الجمعية الإسلامية بالمقاطعة، وضمت الدورة أكثر من 90 متدرباً من شباب الأئمة من مختلف مدن ومناطق المقاطعة.
وأكد هان لي أن تعزيز بناء المواهب «ذات التواصل المزدوج» (يقصد الأشخاص المنوط بهم الدعوة للدين وللوحدة الوطنية) في المجتمع الإسلامي بالمقاطعة له أهمية عملية للغاية، وهي حاجة المجتمع إلى تعزيز ممارسة إضفاء الطابع الصيني على الإسلام في المقاطعة بشكل منهجي، والحفاظ على الانسجام والاستقرار في المجال الإسلامي في المقاطعة، وهي ضرورة لا بد من اتباعها لحكم شامل وصارم للإسلام في المقاطعة، ووفقاً لمعايير الموثوق سياسياً، والمنجز دينياً، والقادر أخلاقياً على إقناع الجمهور، والفعال في الأوقات الحرجة.
كما ينبغي بذل الجهود لتعزيز تعليم وتدريب المواهب الإسلامية، وإنشاء وتحسين مجتمع متناغم ومتعدد المستويات، واستمرار نظام تدريب المواهب الدينية وصقلها وتعزيز قدرتها على فهم أمور الدين وشرائعه وتطويعها فيما يخدم قضية الإسلام والوحدة الوطنية، وتنمية فرق من المواهب في المجتمع الإسلامي، كي تلبي متطلبات العصر.
وقد اعتمدت هذه الدورة التدريبية على مزيج من المحاضرات الخاصة وأساليب الوعظ، وربط ذلك بالواقع الميداني، وإظهار الجانب الإنساني والاجتماعي في الإسلام، والتأكيد على مبدأ «حب الوطن من الإيمان».
كما تمت دعوة الخبراء والأساتذة للشرح الوافي لتوصيات الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب، والتوصيات المهمة للرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء تفقده مقاطعة أنهوي، كما أكد الخبراء المدعوون ضرورة إضفاء الطابع الصيني على الإسلام، والاهتمام بأعمال التفسير والوعظ، وما إلى ذلك.
قال المتدربون: إنهم من خلال التدريب، قاموا بتعميق فهمهم لتعزيز إضفاء الطابع الصيني على الإسلام في الصين، وتعزيز وعيهم السياسي، والأيديولوجي، والعملي بحب الوطن، وأنهم سوف يمارسون بنشاط القيم الاشتراكية الأساسية في عملهم المستقبلي، ووراثة الثقافة الصينية التقليدية الممتازة والمضي قدمًا بها، وتوحيد وقيادة غالبية المسلمين لتقديم مساهمات أكبر لتعزيز الميراث الصحي للإسلام والسعي لتثبيت دعائمه.
وعلى هامش الدورة التدريبية، تم تنظيم بعض الأنشطة وزيارة بعض الأماكن التاريخية بمقاطعة آنهوي.
لمحة تاريخية
هذا، وقد وصل الإسلام إلى آنهوي خلال عهد أسرتي سونغ، ويوان (907 – 1368م)، واستمر في الانتشار والتطور خلال الفترات التاريخية، حيث ظهرت خلال تلك الفترة العديد من المساجد بلغ عددها حوالي 42 مسجدًا خلال عصر أسرة تشينغ (1644 – 1911م)، كما سُجلت بعض الأنشطة الإسلامية، لكنها كانت قاصرة على تجمعات المسلمين حول المساجد.
ووفقًا لمسح أجري خلال عصر الجمهورية (1911 – 1949م) وبالتحديد عام 1936م، بلغ عدد مساجد المقاطعة 158 مسجدًا، معظمها في شمال آنهوي، كما بلغ عدد المسلمين حوالي 250 ألف مسلم.
وفي 23 يناير 1983م، انعقد مؤتمر الممثلين الإسلاميين الإقليميين في خفي، وتم إعلان تأسيس جمعية آنهوي الإسلامية رسميًا، كما تم إنشاء بعض المنظمات الوطنية الإسلامية المحلية الواحدة تلو الأخرى، وتم إنشاء لجان الإدارة الديمقراطية في المساجد الكبرى.
وتقوم الجمعيات الإسلامية على جميع المستويات بمساعدة الحكومة بنشاط في تنفيذ سياسة حرية المعتقد الديني، وتدريب رجال الدين، والسعي لتحقيق الدعم الذاتي، والمشاركة في الرعاية الاجتماعية، وتوسيع التبادلات الخارجية، وتوحيد المسلمين وقيادتهم إلى حب وطنهم ودينهم، والمشاركة بشكل مشترك في التحديث الاشتراكي، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وممارسة دور إيجابي في تعزيز الوئام الديني والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وبناء مجتمع متناغم.
أنشطة دينية
وأقامت الجمعية الإسلامية في آنهوي مسابقات خطابة «وعظ» و«مسابقة تلاوة القرآن» في الأعوام 2000 و2004 و2006 و2011م على التوالي، كما نظمت الجمعية الإسلامية أيضًا الأئمة والمسلمين في جميع أنحاء المقاطعة للمشاركة بنشاط في شهر الوحدة الوطنية والدعاية للتقدم، وأنشطة منتدى «الدين والبناء المتناغم في آنهوي»، وما إلى ذلك، واستخدم الأئمة يوم الجمعة للذهاب إلى المساجد لإجراء أنشطة الوعظ وتنفيذ جولات للمحاضرات الدينية، حققت خلالها نتائج اجتماعية جيدة.
واليوم، تضم مقاطعة آنهوي الإسلامية 198 مسجدًا، و302 إمام، و29 مجموعة وطنية، بما في ذلك مجموعة دينية وطنية واحدة، وهي جمعية آنهوي الإسلامية، كما تتوزع الأقليات العرقية العشر التي تؤمن بالإسلام في آنهوي، وخاصة مجموعة هوي العرقية، ويبلغ عدد سكانها المسجلين حوالي 420 ألف نسمة، وهو ما يمثل 93% من سكان الأقليات العرقية في المقاطعة.