في تحول نوعي وغير مسبوق في المشهد السوري، أحرزت المعارضة تقدمًا ميدانيًا لافتًا بالسيطرة على مدينتي حماة وحلب شمال البلاد.
هذه الانتصارات، التي جاءت بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام السوري، تمثل نقلة نوعية في مسار الحرب.
وما يميز هذه التحركات ليس فقط استعادة مناطق إستراتيجية، بل أيضًا ظهور أسلحة متطورة أثبتت فاعليتها على الأرض، وعلى رأسها الطائرات المسيرة «شاهين»، التي باتت أحد عوامل الحسم في المواجهة.
إمكانات متعددة ودقة عالية
تعتبر «شاهين» أحد أكثر الأسلحة فاعلية التي تستخدمها المعارضة السورية ضمن غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تمثل اتحاد عدد من أبرز فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام».
صُممت هذه الطائرات المسيرة لتكون أكثر من أداة استطلاع، فهي مزودة بقدرات هجومية تتيح لها استهداف الدبابات والمركبات المدرعة ومواقع النظام بدقة تصل إلى هامش خطأ لا يتجاوز 5%، كما أكد قادة ميدانيون لموقع «ميدل إيست آي».
ظهرت للمرة الأولى في عملية «ردع العدوان» التي انطلقت في أواخر نوفمبر الماضي، حيث سجلت نجاحات بارزة، من بينها تدمير أكثر من 20 موقعًا عسكريًا دفاعيًا في مدينة حلب، وعدة مواقع قيادية لـ«الفوج 46» التابع للنظام، وفق تقارير برنامج «شبكات» على قناة «الجزيرة».
لا يقتصر دور «شاهين» على الضربات العسكرية المباشرة، بل يمتد لتحديد مواقع القوات المعادية، واستهداف مستودعات الذخيرة، كما تُوظف أحيانًا لإلقاء مناشير دعائية تدعو جنود النظام إلى الانشقاق، هذه الاستخدامات جعلت «شاهين» سلاحًا متعدد الأغراض، قادرًا على تغيير قواعد الاشتباك في المعركة.
محلي الصنع أم بدعم خارجي؟
في حين تحدثت تقارير عن دعم دولي في مجال المسيّرات للمعارضة، خصوصًا من دول في أوروبا الشرقية، نفت المعارضة السورية هذه الادعاءات، مؤكدة محليّة التصنيع.
ومع ذلك، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«إندبندنت عربية» عن دعم دولي بمجال المسيرات، وقال: لدينا تقرير منشور منذ 3 أشهر بوجود ضباط من أوروبا الشرقية دربوا كوادر من «هيئة تحرير الشام» على المسيرات، وكشف تفعيل قوتهم الصاروخية.