يندهش المرء عندما يعلم مثلاً أن عدد المواقع الإباحية على الإنترنت بلغ ملايين المواقع بما يمثل نسبة 12% من الإجمالي الكلي للمواقع، التي يحظى كل منها بزيارات بلغت عام 2018م نحو 91 مليار زيارة، فيما أن عدد القنوات الإباحية تجاوز الـ13 ألف قناة.
وبطبيعة الحال، فقد نبه هذا الوضع اللاأخلاقي المزري الوعي الجمعي العالمي إلى أن ما يتعرض له عالم القيم والأخلاق مؤامرة محكمة ومنظمة تستهدف النيل من هذه الأخلاق وتدميرها لتحقيق أهداف أخرى.
لم يمر وقت طويل حتى أدرك العالم أن من يقف خلف هذا الواقع المزري الصهيونية ومنظماتها، فهي حركة سياسية عنصرية تسعى لإقامة دولة لليهود بفلسطين ومن ثم حكم العالم كله من خلال هذه الدولة، مستخدمة كل ما أتيح لها من وسائل مشروعة وغير مشروعة؛ بما يعني عدم الاكتراث على الإطلاق بأي تعليمات أو توجيهات خلقية.
من «بروتكولات حكماء صهيون» تدمير الأخلاق وتجنيد العملاء والعمل على هدم القيم
وهذا الذي ترسخ في الوعي العالمي ليس افتراء، بل هو نظرة فاحصة لسلوك المنظمات الصهيونية، فقد كان العمل اللاأخلاقي هو ديدنها، حيث النظرة العنصرية للآخرين باعتبارهم «أغياراً» تبيح تجاوز كل قيمة أخلاقية في التعامل مع غيرهم، فلا مانع من قتلهم وسرقتهم وتحريضهم على الفساد ما دام ذلك يحقق الغاية، وهو ما بدا جلياً في الكثير من أعمال هذه المنظمات منذ نشأتها الأولى.
ولعل ما جاء بالبرتوكول التاسع من «بروتكولات حكماء صهيون» عبر عن خطتهم لتدمير الأخلاق وتجنيد العملاء والعمل بشكل مستمر على إبراز فكرة أن تقاليد الكنيسة المسيحية والتعاليم الإسلامية وأية قيم أخلاقية هي ضد التطور.
فمما جاء بالبروتوكول: «عليكم أن توجهوا التفاتاً خاصاً في استعمال مبادئنا إلى الأخلاق الخاصة بالأمة التي أنتم بها محاطون، وفيها تعملون، وعليكم ألا تتوقعوا النجاح خلالها في استعمال مبادئنا بكل مشتملاتها حتى يعاد تعليم الأمة بآرائنا، ولكنكم إذا تصرفتم بسداد في استعمال مبادئنا فستكشفون أنه -قبل مضي 10 سنوات- سيتغير أشد الأخلاق تماسكاً، وسنضيف كذلك أمة أخرى إلى مراتب تلك الأمم التي خضعت لنا من قبل».
ثم يشير لتلك النظريات الفكرية الخادعة للأممين الأغيار فيقول: «ولقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين وجعلناه فاسداً متعفناً بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها التام..».
وبعيداً عن مدى صحة هذه البروتكولات، فإن السلوك العملي للمتصهينين كان تطبيقاً حرفياً لما تضمنته، ويكفي أن نشير لتصريح منتج الأفلام الصهيوني آل جولدستين الذي عندما سُئل عن سبب هيمنة اليهود على صناعة الإباحية قال: «السبب الوحيد لمشاركة اليهود في صناعة الإباحية هو أننا نكره السيد المسيح»!
خطط معلنة
لقد لفت دور الصهاينة لتدمير الأخلاق نظر الكثير من الباحثين؛ ما دفعهم لرصد العديد من الأدلة على ذلك، فقد كان الصهاينة مبتكري الصناعة الإباحية، وظلت لهم الهيمنة عليها منذ اخترعت اليهودية غلوريا ليونارد التحادث الجنسي هاتفياً، ثم رأست تحرير مجلة «High Society» الإباحية ليتصاعد النفوذ الصهيوني في الصناعة الإباحية، ويبرز الصهيوني روبين ستيرمان المنتج الأكثر شهرة في أمريكا بامتلاكه إمبراطورية ضمت نحو 200 متجر للمجلات الإباحية.
د. المسيري: المجتمع الصهيوني متسيب من الناحية الأخلاقية و«تل أبيب» مدينة الشذوذ
وما أن تحولت الصور الثابتة لمتحركة حتى كان الصهاينة، بحسب المخرج الصهيوني مايك كوليش، أول من أدخلوا تقنية الفيديو للصناعة، وأسسوا شركات لإنتاج الـ«DVDs»، فيما كان أغلب الممثلين الإباحيين من الصهاينة.
وبمجرد استحداث الإنترنت، سارع الصهاينة لتوظيفه لتسويق الإباحية، فقام الصهيوني سيث وارشافزكي بإنشاء أكبر شركة إباحية، في حين كان للصهيوني سيمور باتس السبق في الترويج للأفلام الإباحية العنيفة.
ولقد أكدت مجلة «Forbes» الأمريكية هذا الدور، حيث أوضحت أن مؤسسة «Vivid» لستيفن هيرش تستحوذ على إنتاج 30% من السوق الإباحية، ولا ينافسها إلا شركة للصهيوني ستيف أورنستين، فضلاً عن أن للصهاينة شبه سيطرة على قطاع الإنتاج بهوليوود حيث يضخّون مئات الأفلام الهابطة.
وبشأن الدعارة والشذوذ الجنسي، فإنهم لم يتقاعسوا عن نشرها داخل المجتمعات، فكانوا خلف كل شبكة عالمية يتم الكشف عنها التي لم تقتصر على استغلال النساء، بل شملت الأطفال أيضاً، في حين يعد الصهيوني ماجنوس هيرشفيلد رئيس أول جماعة عالمية للشواذ جنسياً، كما كان الصهيوني كورت هيلر أول من طالب بسن قوانين تحمي حقوق الشواذ جنسياً.
خلف الستار
ما سبق نماذج معلنة لدور الصهاينة لتدمير الأخلاق، غير أن بعض منظماتهم آثرت العمل من خلف الستار، فرفعت شعارات تنتصر للقيم الإنسانية، لكنها لم تتوان عن الترويج لكل رذيلة، ومن أبرزها «الماسونية» التي جعلت من هيكل سليمان رمزية لها، فيما الهدف سيطرة اليهود من خلال نشر الإلحاد والإباحية والفساد متسترة خلف شعارات «الحرية والإخاء والمساواة والإنسانية».
يكشف عن ذلك ما جاء بالمحفل الماسوني الأكبر عام 1922م: «سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة، وسوف نعلنها حرباً شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذي هو الدين»، وهو المعنى الذي أكده بعض الماسونيين بقولهم: «إننا لا نكتفي بالانتصار على المتدينين ومعابدهم، إنما غايتنا الأساسية إبادتهم من الوجود»!
باحث وسياسي صهيوني: المجتمع الصهيوني أصبح من أكثر المجتمعات انحلالاً في العالم
والعلاقة بين الماسونية واليهودية قوية للغاية، وهو ما أوضحه الحاخام لاكويز: «الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها، يهودية من البداية إلى النهاية»، ومن ثم فعلاقتها بالصهيونية ليست مستبعدة، وهو ما أوضحته «بروتوكولات حكماء صهيون»: «وإلى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول أن ننشئ ونضاعف خلايا الماسونيين الأحرار في جميع أنحاء العالم».
في ضوء ما سبق، لا يعد الحديث عن أن دولة الاحتلال الصهيوني بؤرة للفساد الأخلاقي أمراً مستغرباً، وهو ما أوضحه د. عبدالوهاب المسيري قائلاً: «إن المجتمع الصهيوني مجتمع متسيب من الناحية الأخلاقية»، ومضيفاً أن «تل أبيب» أصبحت مدينة تشبه أمستردام من بعض الوجوه في انتشار المخدرات فيها والشذوذ الجنسي، وتقام كل عام فيها مسيرة للشواذ.
وما قال به المسيري أوضحه الباحث والسياسي الصهيوني أمنون روبنشتاين، في كتابه «العودة للحلم الصهيوني»، من أن المجتمع الصهيوني أصبح من أكثر المجتمعات انحلالاً في العالم، ولا يوجد أي نوع من أنواع الانحرافات الجنسية إلا ويُمارَس فيه، وقد أصدر الكنيست عام 1988م قانوناً بإلغاء تجريم الشذوذ، بل استضاف الكيان عام 1991م المؤتمر الدولي الثالث للشواذ، كما لم يعد خافياً أن الدعارة في الكيان أضحت مصدراً للدخل القومي لإنعاش البنك المركزي؛ فتُحقق عائداً سنوياً يبلغ 4 مليارات دولار!