في السنوات الأخيرة، تصاعدت الكراهية ضد المسلمين في الهند إلى مستويات غير مسبوقة؛ مما أثار قلقًا واسعًا بين الأقليات والمسلمين داخل البلاد وخارجها، ومن أكثر الأحداث التي تعكس هذه الكراهية حادثة مؤلمة وقعت في منطقة راتلام بولاية مادهيا براديش، حيث أُجبر 3 أطفال مسلمين أبرياء تحت التهديد والضرب على ترديد شعار «جاي شري رام»، الذي يعني «يحيا الإله رام» أو «النصر للإله رام».
https://x.com/doamuslims/status/1864982274036359259?s=46
المثير للاهتمام أن مرتكب هذه الجريمة ليس شخصًا بالغًا، مما يدل على أن الكراهية ضد المسلمين قد تغلغلت بشكل خطير بين أطفال وشباب المجتمع الهندوسي.
تعود أسباب هذه الظاهرة إلى 5 عوامل رئيسة:
1- تصريحات القادة السياسيين المناهضة للمسلمين:
انخراط القادة مثل رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الداخلية أميت شاه، ورئيس وزراء أوتار براديش يوغي أديتيانات، ورئيس وزراء آسام هيمانت بسوا، في سياسات وخطابات معادية للمسلمين، هذا التوجه يعزز من ثقافة الكراهية داخل أجهزة الشرطة والإدارة؛ مما يمنعهم من اتخاذ إجراءات حازمة ضد هذه الجرائم.
2- الدعاية المستمرة من قبل الجماعات «الهندوتوا» والإعلام المتحيز:
تنشر جماعات «سانغ بريفار» و«هندوتوا بريغيد» والإعلام المؤيد لهم يوميًا حملات عدائية ضد المسلمين؛ مما يؤجج الكراهية والرغبة في الانتقام.
3- صمت القادة الدينيين الهندوس:
عدم اتخاذ كبار القادة الهندوس، مثل البراهمة والزعماء الروحيين والقديسين، موقفًا نقديًا ضد موجة الكراهية المتصاعدة في المجتمع الهندوسي، هذا الصمت يجعلهم شركاء ضمنيًا في تفاقم العداء ضد المسلمين، ويدعم تحويل المجتمع الهندوسي إلى كيان معادٍ للمسلمين.
4- ضعف القيادات المسلمة والسياسيين العلمانيين:
إحجام القيادات المسلمة والسياسيين العلمانيين عن مواجهة الجماعات «الهندوتوا» بحزم ساعد في تقوية شوكة هذه الجماعات، نتيجة لذلك، باتت الحشود المعادية للمسلمين تتصرف بدون خوف، لاعتقادهم بأن المسلمين ضعفاء وغير قادرين على الرد، فيجب على القيادات المسلمة تعزيز ثقافة الدفاع القانوني الذاتي بين المسلمين وتشجيعهم على مواجهة التهديدات بشجاعة.
5- غياب العدالة القانونية:
لا تبدي المحاكم والشرطة والإدارة أي جدية في التصدي لجرائم الكراهية ضد المسلمين، وغياب العقوبات القضائية ضد مرتكبي هذه الجرائم يشجع المزيد من الأفراد على ارتكابها.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز الحكومة الحالية، بقيادة مودي، هذه الكراهية بشكل غير مباشر من خلال دعم العناصر المتطرفة، ونتيجة لذلك، يتزايد عدد الناشطين «الهندوتوا» يومًا بعد يوم، حتى الأطفال الهندوس باتوا يعتبرون العداء ضد المسلمين وسيلة لتحقيق النجاح الشخصي.
إذا لم يتم التصدي لهذه الكراهية المتزايدة بأسلوب دستوري وديمقراطي وبشجاعة وثبات، فإن البلاد بأسرها ستتحول إلى بؤرة للعداء ضد المسلمين، الكراهية مثل الإدمان؛ إذا استمرت هذه الظاهرة، قد تصبح الأمور خارج سيطرة قادة «الهندوتوا» أنفسهم.
هذه الحادثة ليست مجرد واقعة فردية، بل تمثل جزءًا من سلسلة من الأحداث التي تشير إلى تنامي الكراهية الممنهجة ضد المسلمين، وخاصة بين الفئات الشابة في المجتمع الهندوسي، هذه الظاهرة تدل على وجود أزمة اجتماعية وثقافية خطيرة لها جذور سياسية ودينية وإعلامية.
ليست الكراهية مجرد مشاعر؛ إنها أداة سياسية واجتماعية تهدد المجتمعات من الداخل، إن استهداف المسلمين بهذا الشكل الممنهج يضع الهند على طريق محفوف بالأخطار قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على وحدة البلاد ومستقبلها.
على المسلمين أن يتحدوا في مواجهة هذه التحديات، ليس بالعنف، بل بالقانون والدستور والعمل المجتمعي المنظم، كما يجب على الهندوس الذين يؤمنون بقيم التسامح والسلام أن يتحدثوا ضد هذه الظاهرة، وإلا فإن هذه الكراهية ستلتهم الجميع، ولن تكون هناك أمة تعيش بسلام.