مع دخول اليوم الـ440 لعملية «طوفان الأقصى»، تواصل قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على قطاع غزة، مخلفة وراءها مجازر بحق المدنيين، وسط استمرار الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال على عدة محاور.
فيما يلي أبرز التطورات:
الاحتلال ارتكب نحو 10 آلاف مجزرة في غزة
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، تقريراً شاملاً يتضمن إحصائيات حديثة حول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
وقال المكتب: إن الحرب أدت إلى استشهاد وفقدان أكثر من 56289 شخصاً، بينهم 45129 شهيداً وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال 11160 مفقوداً تحت الأنقاض أو غير مُبلغ عنهم. وأضاف أن من بين الشهداء 17803 أطفال، منهم 238 رضيعاً استشهدوا بعد ولادتهم خلال الحرب، إضافة إلى 12224 امرأة، ما يؤكد أن النسبة الأكبر من الضحايا هم من المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال ارتكب 9941 مجزرة بشكل عام، منها 7172 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، أدت إلى إبادة 1413 عائلة بالكامل بقتل جميع أفرادها، كما أُبيدت 3467 عائلة جزئياً ولم يتبقّ منها سوى فرد واحد.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضح المكتب أن الاحتلال دمر 161500 وحدة سكنية بشكل كامل، وألحق أضراراً جسيمة بـ 194000 وحدة أخرى، كما استهدف 213 مقراً حكومياً و821 مسجداً، إضافة إلى تدمير 34 مستشفى وإخراج 80 مركزاً صحياً عن الخدمة.
وأضاف المكتب أن الحصار المشدد على القطاع أدى إلى تدهور الوضع الصحي، حيث يُمنع 12650 جريحاً و12500 مريض سرطان من السفر لتلقي العلاج، في ظل تفشي الأمراض المعدية نتيجة النزوح وسوء التغذية، حيث تم تسجيل 2136026 إصابة بأمراض مختلفة، منها 71338 حالة التهاب كبدي وبائي.
وأكد التقرير أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر الطواقم المدنية، مشيراً إلى استشهاد 1060 من الكوادر الطبية، و196 صحفياً، و723 من رجال الشرطة وتأمين المساعدات، إضافة إلى تدمير عشرات المرافق التعليمية، مما أدى إلى حرمان 785000 طالب من التعليم.
كما أضاف المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال دمر 125 محولة توزيع كهرباء أرضية، و330000 متر طولي من شبكات المياه، و655000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي. كما دمر 2835000 متر طولي من شبكات الطرق والشوارع، و42 منشأة رياضية بما في ذلك ملاعب وصالات رياضية، إضافة إلى تدمير 717 بئراً مدمراً وأخرجها عن الخدمة.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الدمار في قطاع غزة قد وصلت إلى 86% من البنية التحتية، فيما قدرت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية بنحو 37 مليار دولار.
وختم المكتب تقريره بالإشارة إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً خلفت مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني 2 مليون نازح من ظروف معيشية قاسية، ويعيش 35060 طفلاً بدون والديهم أو أحدهما، مع تحذيرات من تفاقم الأوضاع بسبب الحصار والتدمير الممنهج.
الاحتلال دمر 75% من المنظومة الصحية في غزة
كشف مدير عام المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية، د. مروان الهمص، عن تدمير الاحتلال لـ75% من البنية الصحية في القطاع عبر استهداف المرافق الطبية ومنع إدخال الإمدادات.
وأكد الهمص في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، أن مستشفى كمال عدوان شمال غزة يتعرض لعدوان متواصل، حيث استشهد واعتقل العديد من الكوادر الطبية وعائلاتهم.
وأشار إلى أن المرضى يعانون من نقص شديد في الأدوية والطعام، مما أدى إلى وفاة العديد منهم نتيجة تفاقم الحالات الصحية، خصوصًا بين مرضى الأمراض المزمنة.
“هيومن رايتس ووتش”: إبادة جماعية عبر قطع المياه
أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الاحتلال “الإسرائيلي” يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة بحرمانهم من المياه النظيفة.
وأوضحت أن هذه الجريمة تتماشى مع تصريحات “إسرائيلية” تحرّض على تدمير الفلسطينيين، مما يُعد انتهاكًا لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، مشددة على أن حرمان المدنيين من الماء يمثل جريمة ضد الإنسانية لا تزال مستمرة.
“القسام”: طعن 4 جنود صهاينة من نقطة الصفر في جباليا
أعلنت كتائب القسام أن أحد مجاهديها تمكن صباح اليوم الخميس من طعن ضابط صهيوني وثلاثة جنود آخرين من نقطة الصفر في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت أن مجاهدها تمكن من الإجهاز على الجنود واغتنام أسلحتهم الشخصية.
كما نفذت الكتائب هجمات أخرى، حيث استهدفت موقع ماغين العسكري بطائرة الزواري الانتحارية، وقنصت جنديًا صهيونيًا في منطقة التوام شمال غزة.
محلل سياسي لـ”المجتمع”: “القسام” ما زالت تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات نوعية
قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين في تصريح خاص لـ”المجتمع”: إن العملية التي أعلنت عنها كتائب القسام اليوم تحمل أكثر من رسالة. أولاً، هذه العملية تشير إلى مرحلة جديدة من الالتحام المباشر والفعل الفدائي الذي يمارسه مجاهدو القسام في شمال قطاع غزة، حيث انتقلوا من مرحلة القنص وإطلاق القذائف عن بُعد إلى مرحلة الاشتباك المباشر، مما يعكس تحولًا إلى ما يمكن تسميته “حرب الشوارع” أو “القتال الشعبي”.
وأضاف أبو هين أن الرسالة الثانية تكمن في قدرة المقاومة على العمل بكفاءة على أرض الميدان، وهي أرضهم التي يعرفونها جيدًا. رغم أن الاحتلال يروج لفكرة أن المنطقة “محروقة” وأنها قد تم إبادة كافة مقوماتها، إلا أن المقاومة تواصل تنظيم الكمائن والتحرك بشكل فاعل، ما يثبت عجز الاحتلال عن القضاء على قدرتها على المناورة.
وأشار إلى أن هذا النوع من المعارك يمثل تحديًا صعبًا بالنسبة للاحتلال، خاصة في ظل وجود المدنيين والمجموعات المقاومة في مناطق مثل شمال غزة.
وأكد أن الاحتلال سيواجه حربًا شعبية شاملة، تتجاوز العناصر العسكرية المنظمة، وتدخل فيها أيضًا العناصر الشعبية التي تساهم في تنفيذ عمليات المقاومة، مثل تلك التي لا تتطلب تخطيطًا معقدًا أو إمكانيات عسكرية كبيرة، بل يمكن تنفيذها باستخدام أسلحة بيضاء بسيطة.
كما أوضح المحلل الفلسطيني أن هذه العملية تبرز الصعوبات التي تواجهها المقاومة في شمال القطاع، خاصة في ظل الحصار المفروض على القطاع، وما يترتب على ذلك من قطع خطوط الإمداد والقصف المستمر لتدمير المنشآت المدنية والعسكرية.
وأضاف أن المقاومة قد تعاني من نقص في الأسلحة والذخائر، مما يضطر بعض المجاهدين إلى العودة إلى الأساليب البسيطة، مثل الطعن، وهو ما يذكرنا ببدايات الانتفاضة الأولى وحرب السكاكين التي نفذها الفدائيون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتابع أبو هين أن هذه العمليات تعكس استمرار الحرب الشرسة التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال منذ أكثر من 14 شهراً، ما يبرهن على أن “القسام” لا يزال لديها الكثير لتقوله في معركتها ضد الاحتلال.
واختتم أبو هين حديثه مؤكدًا أن هذه العملية، إلى جانب إعلان “القسام” اليوم عن إطلاق طائرة انتحارية من طراز الزواري، تؤكد أن المقاومة ما زالت تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات نوعية، رغم الظروف الصعبة التي تواجهها.
“حماس”: العدوان على الضفة لن يكسر إرادة شعبنا
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن استمرار عدوان الاحتلال الغاشم على محافظات الضفة الغربية، وما شهدته من قصف جوي لمركبة في مخيم طولكرم، لن يفلح في كسر إرادة شعبنا وعزم مقاومتنا المتصاعدة رغم بطش الاحتلال.
ونعت الحركة في تصريح صحفي اليوم الخميس، شهداء مخيم طولكرم الأبطال، الذين ارتقوا بقصف الاحتلال، مؤكدة أن جرائم الاحتلال ستشعل الأرض تحت أقدام جيشه ومستوطنيه، فالمقاومة على عهد الشهداء، ودماؤهم نور لمن خلفهم من الثوار الذين سيواصلون مسيرة التحرير.
وقالت الحركة: “نؤكد أمام تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات الضفة الغربية، أن عدونا أمام مزيد من الخيبات، فالضفة ستواصل ضرباتها النوعية وتفشل مخططات الاحتلال بالضم والتهجير”.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لتصعيد كافة أشكال العمل المقاوم، ولمزيد من الوحدة والتلاحم، وتكثيف الزخم الجماهيري والمواجهة الميدانية مع الاحتلال ومستوطنيه.
أزمة عميقة في جيش الاحتلال.. نقص 7 آلاف جندي بسبب الحرب على غزة
كشفت القناة 12 العبرية عن أزمة عميقة تواجه جيش الاحتلال، تتمثل في نقص 7 آلاف جندي في صفوفه، مع ترك نحو 500 ضابط الخدمة خلال الأشهر الماضية، وفق ما نقل موقع “الجزيرة نت”.
ولمواجهة ذلك، يدرس الاحتلال تجنيد آلاف الشباب “الحريديم” لتعويض هذا النقص، مع خطط لتجنيد ما يصل إلى 10 آلاف جندي خلال العامين المقبلين.
الرئيس التشيلي: نتنياهو مجرم حرب
جدّد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك إدانته لما سماه “الإبادة الجماعية” التي يرتكبها الاحتلال في غزة، مشددًا على وصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه “مجرم حرب”.، وفق ما نقلت وكالة “قدس برس”.
ودعا بوريك المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجرائم المستمرة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني.