منذ عقود، رسخت الكويت مكانتها كمنارة للعمل الإنساني العالمي، بأيديها البيضاء الممتدة لدعم الشعوب المحتاجة في أوقات الأزمات والكوارث، من دعم اللاجئين إلى تقديم المساعدات العاجلة، تبقى الكويت نموذجًا يُحتذى به في البذل والعطاء، هذا العطاء المستمر يتجسد بوضوح في دعمها المستمر للشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه أزمات متلاحقة بسبب الاحتلال «الإسرائيلي» والحصار المستمر.
مشاريع إغاثية متميزة تلبي الاحتياجات العاجلة
– افتتاح مخيم جديد لإيواء النازحين شمال غزة:
أعلنت جمعية نماء الخيرية بالتعاون مع مؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات الفلسطينية عن افتتاح مخيم جديد لإيواء 200 أسرة نازحة شمال غزة.
وفي تصريح لمحيسن عطاونة، مدير وافا، أوضح أن هذا المخيم جاء استجابةً عاجلة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها آلاف النازحين، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم نتيجة العدوان «الإسرائيلي» وتضرر خيامهم بفعل الأمطار الغزيرة، المخيم يمثل إشراقة أمل لهذه الأسر، إذ يوفر مساكن مؤقتة مزودة بكل المستلزمات الأساسية، بما في ذلك خيام مجهزة بالبطانيات ومرافق المياه، ليمنحهم بيئة آمنة تحفظ كرامتهم وتقيهم برد الشتاء.
– مخيم «النجاة 2».. أكثر من مأوى:
بدورها، دشنت جمعية النجاة الخيرية مخيم «النجاة 2» لإيواء مئات النازحين، بمساحة 5000 متر مربع واحتواء 100 خيمة مجهزة للسكن.
وصرّح محمد الأنصاري، المدير العام لجمعية النجاة الخيرية، بأن المخيم يأتي استكمالًا لنجاح مخيم «النجاة 1»، مستهدفًا تخفيف معاناة 600 شخص من خلال توفير مقومات الحياة الأساسية.
المخيم لا يقتصر على السكن، بل يضم مسجدًا، ومركزًا لتحفيظ القرآن الكريم، ومرافق تعليمية لتعويض الأطفال عن الانقطاع الدراسي، بالإضافة إلى بئر ماء تعمل بالطاقة الشمسية، ومركز طبي يقدم الخدمات العاجلة.
– «سفينة جسر الأمل».. رسالة تضامن من الشعب الكويتي إلى غزة:
في مبادرة رمزية وإنسانية، سيرت جمعية التميز الإنساني «سفينة جسر الأمل الأولى» من ميناء ليماسول في قبرص إلى شمال غزة، محملة بالمساعدات الأساسية.
وشملت الشحنة مواد غذائية كالطحين والسكر والعدس، بالإضافة إلى الخيام والملابس الشتوية لمواجهة البرد القارس، وأكد د. خالد الصبيحي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذه السفينة تجسد بداية حملة تضامن واسعة تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
– «دفء الشتاء».. مبادرة إنسانية لآلاف الأسر الفلسطينية:
نفذت مؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات مشروع «دفء الشتاء»، بدعم كويتي من مبرة صنائع المعروف الخيرية، حيث استفادت أكثر من 2000 أسرة نازحة شمال غزة.
وصرحت غدير شحادة، مديرة مكتب وافا في غزة، أن المشروع شمل توزيع ملابس وأغطية شتوية داخل مراكز الإيواء وخيام النازحين، بما في ذلك مدرستا «حمامة» و«نور الهدى»، بالإضافة إلى مدرسة «شحيبر» التي تعرضت للقصف في نوفمبر الماضي.
– رسالة العطاء الكويتي للعالم:
تُظهر هذه المبادرات الإنسانية الدور الرائد للكويت في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، حيث تقدم دعمًا شاملًا يشمل الغذاء، والإيواء، والتعليم، والتدفئة، هذا العطاء المستمر يعكس قيم التضامن والتكافل التي تتسم بها الكويت، ويُبرز التزامها بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب المنكوبة.
إن الكويت؛ بقيادتها وشعبها ومؤسساتها، تثبت مرة تلو الأخرى أن العمل الإنساني ليس مجرد دعم مادي، بل رسالة أمل تعيد الحياة إلى من فقدوا كل شيء، وسط المآسي والمعاناة، تظل الكويت شعلة مضيئة تمثل العطاء الحقيقي، حاملةً للعالم درسًا في الإنسانية والرحمة.