نظمت الجمعية الإسلامية الصينية بمدينة جينان حاضرة مقاطعة شاندونغ شرق الصين، دورة تدريبية على مدار يومين لدراسة كتاب «موجز تفسير القرآن الكريم» قدَّمها ما تشونغ قانغ،
وحضر الدورة 80 إماماً من أئمة المقاطعة، وتمت دعوة ما وو يوي، مدير مكتب الترجمة للجمعية الإسلامية الصينية، لإلقاء محاضرات حول الكتاب، وشرح بعض المقتطفات والملاحظات حوله، كما حضر جين شو لونغ، نائب رئيس الجمعية الإسلامية على مستوى المقاطعة والبلدية، الرفيق المسؤول عن إدارة الشؤون الدينية بمكتب الشؤون المدنية والدينية، وألقى كلمة ترحيب بالحضور.
خلال التدريب، استعرض يوي تاريخ الترجمة الصينية للقرآن الكريم في الصين، التي امتدت قرابة مائتي عام، أدلى فيها كثير من علماء المسلمين بدلوهم، وأنجزوا خلالها الكثير من الإنجازات في ترجمة كلمات القرآن الكريم والتفاسير المشهورة، كتفسير ابن كثير، والطبري، والجلالين وغيرها.
كما أشار إلى مبادئ ومعايير وأهداف أعمال الترجمة الجاري تنفيذها حاليًا، واستخدم عددًا كبيرًا من الأمثلة التي توضح أهمية كتاب «موجز تفسير القرآن الكريم» من حيث إعداده وأسلوب ترجمة المقتطفات والشروح الموجزة للآيات القرآنية الكريمة، وأكد ضرورة الاستفادة من الأفكار التي يبرزها الكتاب من أهمية دراسة القرآن الكريم والاستفادة من شروحه وتفاسيره، وتطبيقها في الحياة اليومية، والالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية، ومحاولة الربط بينها وبين الثقافة الصينية الأصلية بما لا يتعارض مع التقاليد الإسلامية.
واقترح القائمون على التدريب أن تقوم جمعية جينان الإسلامية بتنظيم ودراسة واستخدام الشروح والمقتطفات والملاحظات الواردة في الكتاب بشكل جيد، ودمجها داخل خطب الوعظ والإرشاد في المساجد، كذلك دمج محتوى الترجمة الجديدة خلال عملية التواصل بين المسلمين الصينيين وغيرهم، ودمجها مع شؤون التدريس اليومية لتوجيه الأئمة للاستفادة الجيدة من الترجمة الجديدة، ودمج المفاهيم الإسلامية بهدف نشر السلام والعدل والتسامح في الحياة اليومية للمسلمين الصينيين، وتعزيز إضفاء الطابع الصيني على الإسلام في مدينة جينان بشكل منهجي.
وجرت خلال الدورة التدريبية مناقشات حول كيفية الاستفادة من كتاب «موجز تفسير القرآن الكريم» وإفساح المجال كاملاً لدوره الفعال في التوجيه والوعظ والتفسير والبحث الأكاديمي، ورأى المجتمعون أن الكتاب يعد إنجازًا مهمًا في الأوساط العلمية الإسلامية، كما أن نشر وتوزيع هذا الكتاب سيعزز بالتأكيد إضفاء الطابع الصيني على الإسلام في الصين بشكل أعمق وأكثر صلابة.
واقترح المجتمعون تعزيز تدريب رجال الدين لمساعدتهم على الفهم الدقيق واستيعاب محتوى «موجز تفسير القرآن الكريم»، وضرورة الاستفادة منها كمادة تعليمية مخصصة للمدارس الإسلامية، بالإضافة إلى دمج التفسير والمحاضرات في المناهج الدينية لتوجيه غالبية الأوساط الإسلامية والجماهير لفهم العقائد والشرائع الدينية بوضوح، والعمل بها بشكل صحيح، ومن الضروري تعميق دراسة القرآن الكريم، والتركيز على القضايا النظرية والعملية الكبرى مثل التعاليم الأصيلة، والمفاهيم العقائدية، والقواعد والأحكام الدينية، والآداب والعادات، والمعاملات، وتعزيز المناخ الصحي للإسلام في بلادنا.
وترجع أهمية كتاب «موجز تفسير القرآن الكريم» كونه تفسيراً سهلاً ميسراً يعتمد في أسلوبه على الشرح المبسط لآيات القرآن الكريم، من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم جنباً إلى جنب مع آي القرآن الكريم، فهو يعتمد شرح القرآن بالقرآن وبالحديث الشريف معاً، واضعاً الشروح مقابل الآيات الكريمة في ذات الصفحة، معتمداً على ألفاظ سهلة بسيطة مستقاة من الثقافة الصينية، كما حاول المؤلف فيه تجنب استخدام الكلمات غير الشائعة التي يصعب على القراء فهمها، كما ختم تفسير كل آية بشرح الفكرة العامة للآية الكريمة.
بالإضافة إلى ذلك، حرص المؤلف على استخدام الأقواس المربعة والرموز الملونة لبعض الكلمات والمصطلحات المهمة حتى يلفت نظر القارئ والدارس لها ويميزها بين السطور؛ مما ييسر على جموع المسلمين الصينيين فهم ألفاظه بكل سهولة ويسر.
أما مؤلف الكتاب ما تشونغ قانغ، فقد حصل على دبلوم اللغة الإنجليزية الجامعي عام 1981م، وفي عام 1982م، تم قبوله أستاذاً في المعهد الإسلامي الصيني للدراسات الإسلامية في كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان جنوب غرب الصين، ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس المعهد، وقد درس القرآن الكريم والحديث لسنوات عديدة، وقد استغرق عمله في كتاب «تفسير مختصر للقرآن» أكثر من 10 سنوات، بدأه في عام 1990م حتى صيغته النهائية أوائل عام 2004م، ونشرته دار الثقافة الدينية للمرة الأولى عام 2005م، ثم أعيد نشره مرة أخرى عام 2022م، ويقع الكتاب في 670 صفحة.