أدانت دول مجلس التعاون الخليجي وعدة دول عربية بشدة الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بإحراق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، في واحدة من أسوأ الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
الكويت: استنكار شديد ودعوة للتدخل الدولي
أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها الشديدة لاقتحام وزير متطرف من حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» للمسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وانتهاكًا لقرارات الشرعية الدولية، واستمرارًا لمحاولات الاحتلال تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.
في سياق متصل، أدانت «الخارجية الكويتية» الجريمة البشعة المتمثلة في إحراق مستشفى كمال عدوان، مؤكدة أنها جزء من سلسلة الجرائم الممنهجة التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وطالبت المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات فورًا، وضمان حماية المنشآت المدنية والطواقم الطبية والإنسانية.
مجلس التعاون الخليجي: تصعيد خطير يستوجب تدخلًا دوليًا
في بيان صادر عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أدان المجلس بأشد العبارات الجريمة المروعة بإحراق مستشفى كمال عدوان، معتبرًا أن استهداف المراكز الطبية يمثل تصعيدًا خطيرًا يعمق معاناة الفلسطينيين، وأكد البيان أن هذه الممارسات تشكل خرقًا فاضحًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية المدنيين والمنشآت الطبية أثناء النزاعات.
ودعا البديوي إلى توفير الدعم اللازم للقطاع الطبي في غزة، مشددًا على ضرورة تدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
استنكار وتأكيد على الحقوق الفلسطينية
بدورها، عبرت وزارة الخارجية العُمانية عن استنكار سلطنة عُمان استمرار قوات الاحتلال «الإسرائيلية» في عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني وإحراقها مستشفى كمال عدوان.
وجددت «الخارجية العُمانية»، في بيان لها، موقف بلادها الراسخ في تحقيق السلام العادل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لأحكام القانون الدولي.
وعدّت وزارة خارجية قطر الحادث الذي دانته بأشد العبارات، جريمة حرب وانتهاكاً سافراً لأحكام القانون الإنساني الدولي، وتصعيداً خطيراً في مسار المواجهات ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال التصدي بحزم للاعتداءات «الإسرائيلية» المتكررة على الأعيان المدنية ومن ضمنها المستشفيات.
ودعت المجتمع الدولي إلى العمل عاجلاً على توفير الحماية لمئات المرضى والجرحى والكوادر الطبية بمستشفى كمال عدوان، وإلزام سلطات الاحتلال بوقف مخططها الهادف إلى إخلائه بالقوة.
وأكدت رفض دولة قطر القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة.
وجددت الوزارة موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأدانت دولة الإمارات بقوة واستنكرت بأشد العبارات إقدام قوات الاحتلال «الإسرائيلي» على حرق مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والطاقم الطبي على إخلائه.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على رفض دولة الإمارات القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، والتدمير الممنهج والمستنكر للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع.
وأكدت الوزارة موقف دولة الإمارات الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى أهمية أن يَنعَم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدُّولي والمعاهدات الدُّوليّة، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.
وأعربت الوزارة عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع التي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، محذرةً من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة.
كما دعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وحثت على دفع كافّة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
وأكدت المملكة العربية السعودية استنكارها بأشد العبارات لهذه الجريمة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وأبسط المعايير الإنسانية.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن استنكارها بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال «الإسرائيلية» مستشفى في قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولأبسط المعايير الإنسانية والأخلاقية.
تفاصيل الجريمة الإنسانية
بحسب تقارير طبية وشهود عيان، أقدمت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» على إحراق أقسام رئيسة داخل مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك أقسام العمليات والمختبر والصيانة والإسعاف، وتصاعدت النيران بشكل سريع، وسط انعدام القدرة على إخمادها بسبب حصار المستشفى بالآليات العسكرية وتوقف عمل طواقم الدفاع المدني.
وذكر مصدر طبي أن الجيش «الإسرائيلي» أجبر الطواقم الطبية على الإخلاء القسري، مهددًا مدير المستشفى بالاعتقال إذا لم يتم تنفيذ الإخلاء الكامل.
دعوات دولية لوقف العدوان
وشددت البيانات الصادرة من دول الخليج والدول العربية على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل على:
– توفير الحماية للمدنيين والمنشآت الطبية.
– ضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.
– تقديم الدعم الإنساني للقطاع الصحي في غزة، الذي يعاني من أوضاع كارثية.
كارثة إنسانية مستمرة في غزة
ومنذ بدء العدوان «الإسرائيلي»، في 7 أكتوبر 2023م، يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث خلف العدوان أكثر من 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير هائل للبنية التحتية ومجاعة تهدد حياة السكان المحاصرين.