في ظل الاحتلال الصهيوني المستمر لغزة ومحاولاته المستميتة لفرض سيطرته وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، برزت المقاومة الفلسطينية كقوة صلبة تتبنى إستراتيجيات متنوعة للتصدي لهذه المخططات، وتنطلق هذه الإستراتيجيات من فهم عميق لطبيعة الصراع وأدوات الاحتلال؛ ما يمكّنها من مواجهة التحديات وتعزيز صمودها.
في هذا السياق، نستعرض 6 إستراتيجيات أساسية اتبعتها المقاومة للتصدي للمخططات الصهيونية التي تستهدف الأرض والشعب في غزة.
1- المقاومة المسلحة:
تعد المقاومة المسلحة إحدى الركائز الأساسية في التصدي للمخططات الصهيونية في غزة، وتشمل الهجمات الصاروخية والعمليات العسكرية المتنوعة التي تنفذها فصائل المقاومة، هذه الإستراتيجية تهدف إلى ردع الاحتلال الصهيوني ووقف عدوانه.
فعملت فصائل المقاومة على تطوير أنواع متعددة من الصواريخ، بدءًا من قصيرة المدى المستخدمة لاستهداف المناطق المحيطة بغزة، وصولاً إلى الصواريخ بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أعماق الأراضي المحتلة؛ ما وسع دائرة التأثير وردع الاحتلال.
2- الأنفاق:
تشكل الأنفاق جزءًا أساسيًا من إستراتيجية المقاومة في غزة، حيث يتم استخدامها لنقل الأسلحة والمقاتلين، بالإضافة إلى استخدامها كخطوط دفاعية أثناء التصدي للغارات الجوية والبرية، فالأنفاق تعد وسيلة لتجاوز التفوق العسكري الصهيوني في الجو والبر.
وقالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن الأنفاق استخدمت في البداية لأغراض النسف، ثم تحولت إلى وسيلة لمهمات الإغارة خلف الخطوط، مضيفة أنها أصبحت اليوم معابر وصولية لتنفيذ مهمات قتالية خاصة خلف خطوط العدو، وفق ما أشارت مجلة «الميدان» الصادرة عن «القسام».
وفي معركة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها «القسام»، في 7 أكتوبر 2023م، ظهرت شبكة الأنفاق كواحدة من أبرز الأسلحة في يد المقاومة لمواجهة العدوان الأخير على غزة، فقد نفذت العديد من العمليات التي أوقعت خلالها العشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
3- الحرب النفسية والإعلامية:
تؤدي المقاومة دورًا مهمًا في استخدام وسائل الإعلام المختلفة للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي، لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وإظهار جرائم الاحتلال وتساعد في حشد الدعم الدولي والمطالبة بوقف العدوان.
في معركة «طوفان الأقصى»، أدت المقاومة الفلسطينية دورًا محوريًا في استخدام الإعلام كسلاح إستراتيجي مؤثر في المعركة، من خلال توظيف وسائل الإعلام التقليدية والرقمية.
4- الاحتجاجات الشعبية:
تُعد الاحتجاجات الشعبية واحدة من أبرز الوسائل النضالية التي تعتمدها الفصائل الفلسطينية في غزة لتحدي الاحتلال الصهيوني وإبراز عدالة القضية الفلسطينية على الساحة المحلية والدولية، من خلال المسيرات والمظاهرات والمواجهات المباشرة مع قوات الاحتلال، تسعى هذه الاحتجاجات إلى تحقيق أهداف إستراتيجية تعزز من صمود الشعب الفلسطيني وتضع الاحتلال في مواجهة مباشرة مع الشعب الأعزل.
5- التعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين:
تعتمد المقاومة الفلسطينية، وخاصة في غزة، على بناء شبكة من العلاقات مع الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية كجزء أساسي من إستراتيجيتها لمواجهة الاحتلال الصهيوني ودعم صمود الشعب الفلسطيني، هذا التعاون يشمل جوانب متعددة، منها الدعم المالي، والعسكري، والسياسي، والإنساني، ويعكس إدراك المقاومة لأهمية العمق الإقليمي والدولي في معركة التحرير.
6- الاعتماد على التقنيات المتقدمة:
في ظل الفجوة الكبيرة في الإمكانيات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، برزت التقنيات الحديثة كإحدى الأدوات الفعّالة التي اعتمدت عليها المقاومة لتحقيق التوازن النسبي في ساحة المعركة، ومن أبرز هذه التقنيات الطائرات المسيرة (الدرونز) والأسلحة المتطورة، التي أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من إستراتيجياتها العسكرية.