الله أكبر ولله الحمد، انظروا إلى سورية مع الحرية؛ ازدهرت وأينعت وربت وسعدت وطربت، عمّ الفرح وعلا الوجوهَ التبسمُ والبشرُ والسعادة والهناء.
وإليكم أحاديث الشام فتأملوها:
– دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للشام: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا»، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» (أخرجه البخاري).
– الإيمان بالشام: عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم إذ رأيتُ عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننتُ أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام» (أخرجه أحمد).
– صفوة الله من بلاده وقد تكفل الله بالشام وأهله: عن عبدالله بن حوالة رضي اللَّه عنه: كُنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه العُري والفقر وقلة الشيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا؛ فوالله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عز وجل أرض فارس، وأرض الروم، وأرض حِمير، وحتى تكونوا أجناداً ثلاثة: جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن، وحتى يُعطى الرجل المائة فيسخطها».
قال ابن حوالة: فقلتُ: يا رسول الله، اختر لي إن أدركني ذلك؟ قال: «إني أختار لك الشام؛ فإنه صفوة الله عز وجل من بلاده، وإليه يحشر صفوته من عباده، يا أهل اليمن، عليكم بالشام؛ فإنه صفوة الله عز وجل من أرض الشام، ألا فمن أبى؛ فليسق من غُدر اليمن -جمع غدير الماء- فإن الله عز وجل قد تكفّل بالشام وأهله» (أخرجه ابن عساكر).
– خيرة الله من أرضه: عن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جُنوداً مُجَندَةً: جندٌ بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق»، قال ابن حَوَالة: خِرْ لي يا رسول الله، إن أدركتُ ذلك؟ فقال: «عليك بالشام؛ فإنها خيرةُ الله مِنْ أرضه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَهُ من عباده، فأما إن أبيتم؛ فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم؛ فإن الله توكل لي بالشام وأهله» (أخرجه أحمد، وأبو داود).
– دمشق من خير مدائن الشام: عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام» (أخرجه أحمد، وأبو داود).
– يبعث الله من دمشق بعثاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا وقعت الملاحِمُ بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي، أكرمَ العرب فرساً، وأجودهم سلاحاً، يؤيدُ الله بهم الدين» (أخرجه ابن ماجه، والحاكم).
– ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيقتل المسيح الدجال: عن النواس بن السمعان الكلابيّ رضي اللَّه عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال: «إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولستُ فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة «الكهف»، فإنها جواركم من فتنته»، قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوماً: يومٌ كسنة، ويومٌ كشهر، ويومٌ كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم»، فقلنا: يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: «لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيُدرِكه عند باب لد، فيقتله» (أخرجه مسلم).
– عقر دار المؤمنين الشام: عن سلمة بن نفيل رضي اللَّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أُمّتي ظاهرين على الناس يرفع الله قلوب أقوام يقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» (أخرجه أحمد).
– طوبى للشام: عن زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى للشام» قلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها» (أخرجه أحمد، والترمذي).
قدر الله وقدرته، فلا يأس من نصر الله.. سوري مظلوم في سجن صخري تحت الأرض يقوم داعيا ربه: يا رب، طال ليل الظالمين فأرنا فجر نصر مبين ونهاية للظالمين، وفي هدأة الليل تسري هذه الدعوة وقد غفل عنها الناس فيسمعها الله فيقول: «لأنصرنك»، هذه الدعوة كبَّلت دولتين فلم تتحركا؛ ففرَّ طاغية، وانتصر مظلوم، وانفرجت أسارير مكروب، وفرح مهموم، ودخل الثوار فكسّروا السجون وأخرجوا المسجون، إنه قدر الله وقدرته.
والحمد لله رب العالمين.