ولا يمكن لشخص في الواقع إلا أن يقر بأن قتل أي إنسان هي جريمة، جريمة بشعة لا يمكن لأحد أن يقبلها، فما بالنا بعشرين قتيلاً؟ نعم، الرقم مفزع! لكن من تلك الواقعة إلى استدعاء وفرض تجمعات يتصدرها قادة سياسيون ونقابيون، ورجال دين فرنسيون، إضافة إلى العديد م
د. زينب عبدالعزيز
نعم، وبكل أسف، يا لها من خديعة؛ لأنه منذ اللحظات الأولى والرائحة الكريهة لمختلف التفاصيل الدالة على الخديعة كانت تحجب السماوات والأبصار!
ولا يمكن لشخص في الواقع إلا أن يقر بأن قتل أي إنسان هي جريمة، جريمة بشعة لا يمكن لأحد أن يقبلها، فما بالنا بعشرين قتيلاً؟ نعم، الرقم مفزع! لكن من تلك الواقعة إلى استدعاء وفرض تجمعات يتصدرها قادة سياسيون ونقابيون، ورجال دين فرنسيون، إضافة إلى العديد من رؤساء الحكومات الأجنبية من كل دول أوروبا تقريباً، بما في ذلك رئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيس البرلمان الأوروبي، ورئيس المجلس الأوروبي، بل وقادة غير أوروبيين ومن أفريقيا، وتمتد القائمة لتضم رئيس وزراء الدولة الصهيونية، ليساهموا في “المسيرة الجمهورية” كما يطلقون عليها، وذلك اليوم، يوم الأحد الموافق 11 يناير 2015م، في باريس وفي بلدان فرنسية أخرى، فذلك في حد ذاته مريب.. ولا نقول شيئاً عن آلاف الأشخاص الذين تجمعوا أمس في عدد من المدن الفرنسية، تحية لضحايا الاعتداء، فهنا ترتفع علامة استفهام وتفرض نفسها على الساحة، بل علامة استفهام مزدوجة، تتعلق أولاً بلعبة السياسة المنفرة، التي تحرك خيوط لعبة هذه المسيرات، ثم ذلك الموقف المرفوض لتصرف متناقض، بل شديد التناقض.
لكن قبل الرد على هذا التساؤل المزدوج، لا بد من لفت الأنظار إلى حقيقة الشكل المريب لقائدي هذا الاعتداء، سواء في طريقة تحركاتهم أو إطلاقهم النار، لكي لا نقول شيئاً عن باقي الأدلة التي تم إثباتها والتي تشير ناحية المسؤولين الحقيقيين عن هذه المسخرة!
1- إن هذه المسرحية تدين بلا شك نفس الذين قاموا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وكل الأكاذيب التي أحاطت وتكشفت من اللحظة الأولى، ثم اختفت وكأنها تبخرت بالسِّحر! ولا نذكر منها إلا البرج الثالث المكون من اثنين وأربعين دوراً، وانهار بنفس أسلوب الهدم تحت السيطرة دون أن يمسه أي شيء؛ وجواز السفر الشهير الذي صمد وقاوم درجة حرارة أدت إلى انصهار الصلب، لكنه تم العثور عليه سليماً معافى؛ وبضعة مئات الموظفين اليهود الذين تخلفوا عن الذهاب إلى مكاتبهم لإصابتهم جميعاً بنزلة برد هبطت عليهم فجأة من السماء! وحينما نطالع حالياً عبارة “11 سبتمبر الفرنسية” التي بدأت تظهر في بعض الصحف في فرنسا، يمكننا أن نتصور ما سوف يقع على المسلمين في فرنسا وفي غيرها من البلدان!
2- إن التناقض في التصرفات والمواقف حيال هذه الخديعة جد منفر إذا ما قارنا مقتل عشرين شخصاً بعدة ملايين من المسلمين الذين تم اغتيالهم أو نسفهم أو احتراقهم كلية بما ألقي عليهم في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وخاصة في فلسطين، منذ تلك المسرحية المصنوعة محلياً في 11/9/2001م، تقف الكلمات في الحلق هلعاً، نعم، تتوقف العبارات من شدة التناقض والمغالطة، فكم مليون مسلم تم اغتيالهم وليس مجرد عشرين شخصاً في خديعة فرنسا؟!
وحيال هذا الموقف الذي يتطلب ردود الفعل الحاسمة وليس اللغو بالكلمات، أؤكد أن هذه الخديعة الفرنسية الجديدة تمثل جزءاً لا يتجزأ من قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، الذي قرر تنصير العالم تحت عبارة جبانة هي: “تبشير العالم”.. فعندما بدأت الألفية الثالثة وكان الإسلام لا يزال قائماً، قام مجلس الكنائس العالمي في أوائل يناير 2001م بفرض عملية اقتلاع الإسلام على الولايات المتحدة بحكم أنها أصبحت القوة العسكرية الوحيدة بعد اقتلاع الاتحاد السوفييتي، وفقاً لقرارات مجمع الفاتيكان الثاني أيضاً!
إن تكرار سرد أحداث تم إثباتها، مثل جماعات “الكومندوز” المطلوبين لإقامة وترسيخ ما يطلقون عليها “الدولة الإسلامية”، يعد بمثابة جهد ضائع، فهنا أيضاً الأدلة موجودة، وتكفي الإشارة إلى عتادهم الحربي وثيابهم المتحذلقة، ومعروف من قام بتكوينهم وتدريبهم.. وما هو أكثر من ذلك: إن سياق هذه الحروب المزعومة لا تدور إلا بأيدي مسلمين وعلى أراضٍ مسلمة، أراضٍ سيصبح من المحال إعادة زراعتها بسبب كل ما ألقي عليها من كيماويات ومبيدات قاتلة.
وعادة ما يتم السؤال: من المستفيد من الجريمة؟ وهنا لا يمكنني إلا أن أؤكد: تفيد كل الذين يشدون خيوط اللعبة لفرض النظام العالمي الجديد، القوى العظمى السياسية الحربية ومن هم متواطئون معها من الفاتيكان والكرسي الرسولي، الذي اخترقه اليهود منذ مجمع الفاتيكان الثاني، وهذا الموضوع قد تم إثباته أيضاً، والدليل على ضلوع الصهاينة فيه تم تأكيده.
فلم يعد يتبقى للشعوب، لكل هذه المليارات من البشر، المقهورين والمطحونين وبعض الشرفاء، إلا أن يتحركوا قبل فوات الأوان.. فالكتابات والأدلة ليست هي التي تنقص!