رأفت مرة
تركّز الاهتمام الإعلامي في الأسابيع الماضية على حقيقة وجود تنظيم لـ”داعش” في قطاع غزة، وذلك بعد مجموعة من التطورات والأحداث.
فقد شهد قطاع غزة عدة تفجيرات في أماكن عامة، لكن جزءاً منها استهدف سيارات مسؤولين أمنيين لهم مواقع رسمية في الأجهزة الأمنية، وجزء منهم محسوب على حركة “حماس”.
وأطلقت باتجاه الاحتلال الصهيوني صواريخ، لكن لم تقم أي مجموعة مقاومة بتبنّي إطلاقها كما جرت العادة، وصدرت بيانات عدة تحمل توقيع ما قيل: إنه تنظيم لـ”داعش” في قطاع غزة تهدّد حركة “حماس” و”كتائب القسام”، وجاء في أحد البيانات أن “داعش” قصفت موقعاً لـ”كتائب القسام” شرق قطاع غزة بقذيفتي هاون، وكان بيان آخر لـ”داعش” هدّد حركة “حماس” بحرب واسعة إذا لم تطلق سراح شيخ من القطاع معتقل عند الأجهزة الأمنية يدعى عدنان ميط.
كل هذه الأحداث جعلت الأنظار تتجه نحو قطاع غزة، ويكثر الحديث عن وجود “داعش” هناك، خصوصاً مع أهمية موقع قطاع غزة وقربه من سيناء المصرية.
المصادر الفلسطينية المعنية تؤكد حصول الكثير من الأحداث الأمنية والتفجيرات في قطاع غزة، وترى هذه المصادر أن هذه التفجيرات منظمة ومنسقة، وأنها تهدف إلى بثّ الرعب وإثارة مخاوف أهالي القطاع، وإلى توجيه رسائل سياسية وأمنية.
وتعترف المصادر المتابعة بأهمية هذه التفجيرات وخطورتها، وتزامنها مع أحداث إقليمية، وهذا ما دفع حركة “حماس” إلى التحذير سياسياً من هذه الأعمال، وإلى تنفيذ خطة أمنية تمثلت بنشر حواجز ليلية ودوريات مفاجئة في عدة مناطق، أثمرت عن اعتقال عدد من المتهمين.
لكن المصادر الفلسطينية المعنية في قطاع غزة تعتبر أن هناك تعاطفاً من بعض الفلسطينيين مع “داعش”، وذلك عند فئة قليلة فقط، لكن هذه المصادر تنفي نفياً قاطعاً وجود بنية تنظيمية أو عسكرية لـ”داعش” في قطاع غزة.
وعن ارتباط أعمال التخريب والتفجير بـ”داعش”، ترى هذه المصادر المسؤولة أن من يقوم بهذه الأفعال الإجرامية هم فئة مرتبطة بأجهزة استخبارات تابعة للسلطة الفلسطينية، وأجهزة استخبارات خارجية، وأن هناك ملفات وأدلة تُظهر أن المسؤولين عن أعمال التفجير والتخريب كانوا أو مازالوا يعملون مع أجهزة أمن السلطة، ويتلقون رواتب من رام الله، ويهدفون إلى إثارة الفتنة، وتهديد الأمن والاستقرار الداخلي، وإشغال القطاع، والإساءة للمشروع الجهادي المقاوم.
وترى المصادر أن هذه الأسماء منحرفة فكرياً ومشبوهة أخلاقياً، وأن الجهات المسؤولة في قطاع غزة تستخدم معها جميع الوسائل بما فيها الحوار الفكري، لمنع الفتنة ولحماية الوضع الداخلي.