بينما يقاوم الآن الشباب الفلسطيني بالحجارة والسكين والبارود، هناك على جبهة أخرى من يقاوم بـ”الهاكرز”، ينشر بين الفنية والأخرى لمتابعيه على حسابه الخاص على “الفيسبوك” أخباراً متلاحقة لاختراقه هذا الحساب أو ذاك الموقع التابع لمسؤولي دولة الاحتلال “الإسرائيلي”.
أنه الهاكر الأخلاقي عمار الشريف، ذو السادسة عشرة من العمر، أو “سفاح فلسطين” كما يلقب، هذا الشاب الذي يعتبر الآن أحد أهم قراصنة الإنترنت في فلسطين، لا يكف عن محاربة الاحتلال بـ”التكنولوجيا”، فبينما أعلن رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو قبل أيام: “إن الجهود ستبذل بكل السبل والإمكانيات لمحاصرة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيعمل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية على ملاحقة الفاعلين في حملات التحريض”، يخرج أمثال الشريف ليؤكد أن الاحتلال لم يهنأ بتعطيل النشاط الفلسطيني على هذه الشبكات.
في عام 2013م تمكن الشريف من اختراق حساب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأحدث هذا الاختراق تخوفاً كبيراً لدى المسؤولين في دولة الاحتلال؛ مما دفع عدد كبير منهم لتعطيل حساباتهم على “فيسبوك” خوفاً من الاختراق، كما اختراق خلال عدوان “الجرف الصامد” (عام 2014م) الصفحة الرسمية للناطق باسم في جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أفيخاي أدرعي، وصفحة شمعون بيريز، وأيضاً حساب الجندي المحرر جلعاد شاليط، وقام بإغلاق هذه الصفحات.
انتفاضة إلكترونية
الآن ومع تصاعد وتيرة الأحداث في القدس والضفة الغربية وغزة، يقضي الشريف جل وقته أمام شاشة الحاسوب، ليحارب الاحتلال باختراق صفحات الإنترنت.
يقول الشريف الحاصل على درع الذكاء الإلكتروني لـ”المجتمع”: إنه تمكن قبل يومين من اختراق إحدى الإذاعات “الإسرائيلية”، فقطع نشرة الأخبار العبرية وقام ببث أناشيد وطنية فلسطينية، وعطل نشر الإعلانات التجارية على الإذاعة.
الآن يركز الشريف جهده على الحسابات الشخصية والمواقع الخاصة بالشخصيات المهمة من ضباط ومسؤولين “إسرائيليين”، أولئك الذين يؤدون مهام عدة على شبكة الإنترنت، فقد تمكن قبل أيام من اختراق المدير العام لمكتب نتنياهو، واختراق الحساب الشخصي “الفيسبوك” لابنة وزير الحرب موشيه يعلون، تخترق تلك الحسابات لتنشر عليها صور شهداء أحداث القدس الأخيرة، وترفع عليها الأعلام الفلسطينية، كما حدث في صفحة مدير مكتب رئيس الوزراء، ويساعد الشريف أيضاً من يخترق الاحتلال حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي بإعادتها لهم.
الصعوبات والأخطار
لا توجد صعوبات تقنية تواجه الهاكر الشريف، فمكتشف الثغرة الأمنية في موقع “فيسبوك” والخاصة باجتياز السؤال الآمن لأي شخص وتغيير كلمة السر لا تعيقه أي تقنية عن الاختراق.
لكن هناك أخطاراً أخرى تعرض لها، كان أبرزها ما حدث معه يوم اخترق حساب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، إذ اعتقلت قوات الاحتلال الشريف وصادرت أجهزته الإلكترونية وقطعت خدمة الإنترنت عن منطقته، وحدث أن تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس للإفراج عنه مقابل إعادة الحساب.
الآن تعود إمكانية اعتقاله في أي وقت بسبب هجمته على المواقع الخاصة بدولة الاحتلال، فالشريف الذي يقطن مدينة الخليل بالضفة الغربية، من السهل اعتقاله، يقول الشريف: أتعرض لتهديدات كثيرة من الاحتلال، يرسل لي الضباط “الإسرائيليين” يطلبون إعادة حساباتهم، وإلا فمصيري الاعتقال، لكني مستمر في عملي، لا يمكن إلا أن أعمل من أجل أن أوجع هذا الاحتلال.