أنجيل تشيرنوف
ترجمة: جمال خطاب
أصبحت الحياة صعبة ومعقدة، تشعر فيها بأنك مثقل من كثرة ما يوضع على عاتقك، فعلى الإفطار تتصفح رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعية، وتتصفح عناوين الأخبار حتى قبل أن تصل إلى الحمام، والحق أن البقاء على اتصال بالعالم الحي يحتاج لمحادثات حقيقية حية مع بشر حقيقيين، ونحن الآن قادرون على استيعاب معلومات كثيرة من خلال الشاشات أكثر من أي وقت مضى، ولكن هذا لا يغني عن التواصل المباشر.
وهناك الكثير الذي يجب أن نتذكره والكثير الذي يجب أن نقوم به في هذا العالم المترابط بشكل مفرط، لدرجة أنك تشعر وكأنك في ماراثون وأنت ما زلت في منتصف الصباح، والجزء الأكثر جنوناً هو أنك تظل مشغولاً للغاية في محاولة لتلبية احتياجات الجميع وتنسى نفسك، ويغيب عن بالنا ما هو مهم حقاً، وتضيع جميع الأمور ذات المغزى الكبير التي كنت تنوي القيام بها.
إذا تمكنت من أن تجعل الأمور أكثر بساطة، ساعتها ستشعر بأنك أخف وزناً وأكثر قدرة على الاستمتاع بالحياة، ولكن كيف يمكنك أن تجعل الأمور أسهل عندما تكون الأمور صعبة ومعقدة جداً في معظم أيام الأسبوع؟
هناك طرق فعالة وواضحة وإستراتيجيات مجربة لجعل الحياة أسهل، جرب بعض الإستراتيجيات التالية لتبسيط حياتك وتخفيف أعبائك، إستراتيجيات ليست معقدة، مجربة وتعمل بشكل جيد، كل ما عليك هو القيام بوضعها موضع التنفيذ تدريجياً.
1 – راجع «موافقاتك»:
عندما يدعوك شخص لمناسبة اجتماعية أو يطلب مساعدتك، وتريد بشكل غريزي أن تقول: نعم، لا بأس من التوقف والتفكير أولاً، واسأل نفسك إذا كنت تريد أو تحتاج إلى القيام بذلك الشيء، أو إذا كنت تشعر أنك مضطر لذلك، انظر في مدى تناسبها مع الالتزامات والخطط الأخرى الخاصة بك، ولا تخجل من قول «لا».
التقليل من الالتزامات، سواء أكانت مهام أو أنشطة اجتماعية، يخفف من أحمالك، ويقلل مما تحتاج لتذكره أو القيام به، وهذا من شأنه تبسيط حياتك.
2 – اتخذ قراراً واعياً بأن تقوم بأفعال أقل:
عليك أن تجبر نفسك على اختيار ما هو مهم حقاً، وأن تترك اشتغالاتك وراءك، والاشتغالات هي الأشياء التي تملأ الكثير من أيامنا، ولكنها ليست ذات معنى كبير في حياتنا، مثل فحص «الأنستجرام»، «الفيسبوك»، «التويتر» وغيرها 20 مرة في اليوم.
كن كمن لديهم مخاوف صحية خطيرة؛ لأنهم غالباً ما تكون الأمور لديهم بسيطة وسهلة، فهم يكتسبون قدرة على العمل على ما هو مهم فقط، والاستغناء عما يمكن الاستغناء عنه.
3 – تعرَّف على نقاط قوتك وطوِّرها:
خذ ما تحتاج من الوقت للتعرف على نقاط قوتك، والعمل على الاستغلال الدائم لها، فمن خلال إنفاق المزيد من الوقت في العمل في مناطق قوتك؛ ستحصل على حالة من التدفق والتمتع أكثر بعملك.
ويمكنك تحديد نقاط القوة من خلال التفكير في الأشياء التي تقوم بها بشكل جيد، فربما تأتي بشكل طبيعي عندما تخطط لعمل ما أو لمنع أخطار محتملة، وربما تكون محباً لمساعدة الناس على حل مشكلاتهم، وربما تكون ماهراً مع الأرقام أو في الانتباه للتفاصيل.
ومهما فعلت، لا تقع في فخ الاعتقاد بأن قوتك لا تكمن إلا في الأشياء التي يعتقد الآخرون بأنك جيد فيها.
4 – اعرف ما تريد:
واحدة من الأسباب الشائعة لتعقيد حياتنا هي وجود فجوة كبيرة بين الحياة التي نحياها والحياة التي نحلم بأن نحياها، تصور الحياة التي تريد أن تحياها، واعمل على جعلها حقيقة واقعة ولو مرة واحدة، ليس لديك وقت للعمل من أجل تحقيق كل ما تريد في آن واحد، وليس مطلوباً منك تحقيق كل ما تريد دفعة واحدة، فقط حدِّد ما تريده اليوم واعمل على تحقيقه، وعندما تحقق هدفاً، ابدأ بالعمل على تحقيق آخر.
إذا تمكنت من تحقيق أهدافك الصغيرة، فسوف تكتسب حسنات الارتياح والشعور بالإنجاز، والحياة ستصبح أكثر بهجة وأسهل في التعامل معها، يوماً بعد يوم.
5 – مارس محبة نفسك وتدرب عليها:
لا أحد على ما يرام، وكلما تقبلت نفسك كما أنت؛ صارت الحياة أكثر بهجة وبساطة.
لا بأس أن تعرف نقاط ضعفك وتعمل على التقليل منها، ولكن من غير المعقول أن تتوقع أن تصل إلى الكمال، وبدلاً من ذلك، تقبل أنك على ما يرام وأنت كما أنت.
احتفل بإنجازاتك، وهنئ نفسك على ما تفعله بشكل جيد، وأنفق المزيد من الوقت في التركيز على نقاط القوة وبناء الثقة وتقدير الذات، وهذا سيؤثر إلى حد كبير على كل شيء آخر.
6 – فكِّر في كيف ستُذكر:
هل سمعت هذا التعبير: «إنهم لا يقرؤون سيرتك الذاتية في إنجازاتك»؟ هذا صحيح، نحن لا يتذكرنا الناس من خلال إنجازاتنا أو من خلال سيرتنا الذاتية، حتى شخص معروف جيداً مثل «ستيف جوبز»، لا نتذكره من سيرته الذاتية.
ولكن نتذكر تصميمه، وإبداعه، وذكاءه، هذا هو، إنما نتذكر صفاته، الصفات التي أدت إلى سيرته الذاتية الناجحة.
وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تحديد القيم الخاصة بك، أو ما هو مهم بالنسبة لك، والعيش بطريقة تعكس تلك القيم.
7 – استخدم عدسة للتبسيط:
عندما تنوي القيام بمهمة أو مشروع، اسأل نفسك: ما أبسط وأكثر الطرق مباشرة لتحقيق النتيجة التي أحتاجها؟ قم بالتركيز على النتائج بدلاً من العمليات القياسية، وسوف تندهش من بساطة الأمور وخاصة في الأوقات العصيبة.
8 – اتبع حمية درامية:
اعترف أنك: في بعض الأحيان كنت تفرط في تهويل الأمور، كنت تعتقد أن شيئاً ما هو صفقة كبيرة، ولكن اتضح أنه ليس كذلك، مثل مراجعة أدائك السنوي، أو التساؤل عن كيفية الاعتراف بخطأ وقع مؤخراً لأحد أفراد العائلة، لا تقلق فكلنا يفعل ذلك.
ولكن عندما تقدم شيئاً آخر في المستقبل، اسأل نفسك: هل قمت بتضخيمه؟ إذا كنت غير متأكد، استعن بصديق تثق فيه، وواجه الحقيقة بقلب مفتوح.
9 – ميِّز بين الاهتمام والقلق:
الاهتمام والقلق قد يبدوان نفس الشيء، لكنهما ليسا كذلك، فالشخص القلق يستثمر الكثير من الوقت في القلق بشأن شيء ما قد يحدث في المستقبل، لكنه لا يخطط، أو يفعل أي شيء، ولكن الشخص المهموم بأمر ما يفكر في الخيارات والاحتمالات، ويبني خطة منطقية لاتخاذ الخطوة التالية إلى الأمام، ثم يقوم بأخذها.
10 – ركِّز على الآن:
هناك الكثير من التعقيدات في الحياة تأتي من الاحتمالات أو الأشياء التي يمكن أن تحدث في المستقبل والتي يحتمل أن تكون غير سارة، أو متعبة، وأحياناً نخشى من الفشل، أو من النجاح.
والحياة تكون أبسط إذا استطعت أن تركز على هنا والآن، لا ضير من التخطيط للمستقبل، ولكن لا تنشغل به أكثر من اللازم، إذا وجدت نفسك تنشغل أكثر من اللازم في التساؤل عن كيف ستتعامل مع الغد، أو الأسبوع المقبل، فذكِّر نفسك بأنك هنا الآن، وتستطيع أن تفعل ما يتعين عليك أن تفعله اليوم، لا أكثر ولا أقل، وثق أنك ستكون مستعداً للغد، عندما يأتي الغد.
والخلاصة أن هذه حياتك التي ستعيشها مرة واحدة، فإذا كنت غير راضٍ عن مسارها، فأنت وحدك المسؤول عن تغيير هذا المسار..