أظهرت دراسة، زيادة في الجماعات اليمينية المتطرّفة في بريطانيا وعلى مستوى العالم، حيث تقوم بالتحريض على الكراهية والعنف ضد المسلمين، وبحسب تقييم، فإن هناك 24 جماعة جديدة تقدّم نفسها على أنها معادية للجهاد، وتعمل على إثارة حرب ثقافية مدنية، بحسب مارك تاونسند في صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية.
دورها
وتذكر الصحيفة، بحسب تقرير نشره موقع “عربي 21” أن تقرير المنظمة التي تحارب العنصرية “أمل لا كراهية”، يعد من أشمل التقارير حول التحالف بين المنظمات الدولية المعادية للجهاد. وحذّر من أن الجماعات المعادية للإسلام في بريطانيا (إسلاموفوبيا) تقوم باستثمار القلق العام، الذي أعقب هجمات باريس وأزمة اللاجئين لصالحها.
ويشير التقرير إلى أن تقرير منظمة “أمل لا كراهية” يوثق 920 حادث إسلاموفوبيا، وعدداً من ناشري الكراهية في 22 دولة أوروبية، ولاحظ أن هذه الجماعات أصبحت قوية مالياً، خاصة في الولايات المتحدة، التي تبرعت فيها 8 مؤسسات بـ38 مليون جنيه إسترليني بعد هجمات 11 سبتمبر.
وتنقل الصحيفة عن المدير التنفيذي لمنظمة “أمل لا كراهية” نيك لويلز، قوله: إن الكراهية ضد المسلمين في أوروبا “تنتقل من الهامش إلى الخطاب الرئيس”، وستزيد مظاهر التحيز والعنف في بريطانيا ضد المسلمين، حيث تعمل الجماعات المعادية للمهاجرين والجهاديين من أبناء البلد على استثمار هذه المظاهر لصالحها.
ويضيف لويلز للصحيفة أن “نسيجنا المتعدد الأعراق والأديان سيتعرض لامتحان كبير في السنوات المقبلة، ومن الواجب علينا جميعاً أن نقوّي الصلات التي توحّد الليبراليات الديمقراطية“.
ويورد تاونسند أنه في يوم الجمعة قالت شرطة لندن: إن الهجمات المعادية للمسلمين في لندن قد تضاعفت ثلاثة أضعاف منذ هجمات باريس، مشيراً إلى أن الشرطة تبحث عن رجل قام برمي عبوة مليئة بالبنزين على مسجد فينزبري بارك شمال لندن، في هجوم وصفته الشرطة بأنه “محاولة مقصودة للقيام بعملية تخريبية“.
أسماء المنظمات
ويلفت التقرير إلى أنه من بين المنظمات التي ذكرها التقرير، وتمارس إسلاموفوبيا ضد المسلمين “إنفيدلز” وهي منظمة معادية للتعددية الثقافية وذات ميول نازية، و”ساوث – إيست ألاينس” (تحالف جنوب- شرق)، وهي متحالفة مع “الجبهة الوطنية”، و”جمعية هنري جاكسون”، وهي مؤسسة بحثية متهمة بجعل “المشاعر المعادية للمسلمين جزءاً من الخطاب الرسمي“.
وتبيّن الصحيفة أنه بعد تراجع نشاطات “إنجليش ديفنس ليغ” (مجلس الدفاع الإنجليزي)، حدد التقرير “إنجليش فيرست” (الإنجليزي أولاً)، بكونها الجماعة الأكثر حضوراً في الشوارع البريطانية والمعادية للجهاد. ورغم استخدامها أساليب استفزازية، مثل اقتحام المساجد، فإن لديها 1.1 معجب على “فيسبوك”. ويعد ياكسلي – لينون شخصية ملهمة لدى الجماعات المتطرفة والسياسية، التي تقود موجة العداء للمسلمين، ولديه 109 آلاف متابع على “تويتر“.
ويذكر الكاتب أن من بين الجماعات الأخرى في بريطانيا “ليبرتي جي بي” (الحرية لبريطانيا العظمى)، وهي حركة سياسية معادية للمهاجرين، وكان زعيمها بول ويستون مرشحاً للبرلمان عن حزب الاستقلال البريطاني. ويشارك بشكل منتظم في مدونة “بوابة فيينا”، حيث يكتب عن الحرب المدنية المحتومة ضد المسلمين و”إبادة البيض” في بريطانيا.
محاولة استفزاز
ويفيد التقرير، الذي ترجمه “عربي21“، بأن لويلز يحذّر من اتجاه مثير للقلق، وهو محاولة استخدام صور مستفزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في محاولة لدفع المسلمين إلى الاحتجاج وبعنف. وعبّر عن قلقه من أن السلطات لا تتعامل مع هذه الحركات بجدية، مشيراً إلى أن “الحركات أصبحت أكثر يمينية، وبعضها على حافة التعبير عن نواياها النازية وبشكل مفتوح. ومع ذلك يتم التعامل معها على أنها حركات تعيق النظام العام، لا حركات يمينية متطرفة“.
في أمريكا
وتنوّه الصحيفة إلى أن تقريراً صدر اليوم، يوثّق الحركات المعادية للجهاد في أمريكا، ويشير إلى وجود 41 جماعة معادية للمسلمين هناك، مثل “إي سي تي أمريكا” (تحرك من أجل أمريكا)، وتلك التي تتخذ من نيويورك مقراً لها “فريدم ديفنس إنيشييتف” (مبادرة الدفاع عن الحرية). وذكر التقرير 12 منظمة معادية للمسلمين في أستراليا، مثل: “كيو سوسايييتي”.
ويجد تاونسند أن المشاعر المعادية للمسلمين زادت في أعقاب هجمات باريس، والقلق من أزمة اللاجئين. وفي عام 2014، أظهرت دراسة قام بها مركز الرأي العام “بيو”، نظمها في سبع دول أوروبية، وجدت أن نسبة النصف ممن تم أخذ رأيهم، خاصة في إيطاليا واليونان، لديهم آراء سلبية ضد المسلمين، فيما عبّرت نسبة 72% عن آراء إيجابية من المسلمين.
وتختم “أوبزيرفر” تقريرها بالإشارة إلى أنه في دراسة أجراها معهد “يوغوف” البريطاني، بعد هجمات “شارلي إيبدو” وجد أن 40% من الفرنسيين لديهم آراء سلبية من المسلمين، وهي نسبة مشابهة لما سجل في بريطانيا.