يخضع قرابة 300 ألف مقدسي في مدينة القدس المحتلة داخل الجدار وخارجه إلى عقوبة تفرضها المحاكم “الإسرائيلية” على المتهمين بإلقاء الحجارة، تطلق عليها سلطات الاحتلال الحبس المنزلي.
نشطاء وخبراء في مدينة القدس المحتلة حذروا من هذه الخطوة التي تهدف إلى تحويل منزل المقدسي إلى معتقل إضافي لصاحبه.
رئيس لجنة الأسرى المقدسيين الناشط أمجد أبو عصب قال لـ”المجتمع”: هذه العقوبة عنصرية بامتياز، فهي سياسة عزل اجتماعية بامتياز دون أن يخسر الاحتلال أي تكاليف للاعتقال.
وأضاف أن الاحتلال انتهك خصوصية الإنسان المقدسي في بيته وجعل العقوبة تلاحقه حتى في غرفة نومه، مشيراً إلى أن الإنسان أصبح يتوقع الاقتحام في كل لحظة.
وأشار إلى زيادة عدد الخاضعين للحبس المنزلي، مبيناً أن ما يزيد على الأربعين حالة وهناك حالات لا يعرف عنها أي شيء لانعدام التواصل، إضافة إلى العشرات الذين يصعب إجراء الإحصاء اليومي لها وتحتاج إلى وقت للوصول إليها كون الاحتلال يفرض على الشخص المعاقب إجراءات أمنية قاسية؛ للتخفيف من مظاهر انتفاضة القدس، مؤكداً أن الحبس المنزلي أصبح عقوبة متوقعة لأي مقدسي يعيش في الأحياء العربية، مشيراً إلى أنها تتركز داخل البلدة القديمة التي يقطنها أكثر من 33 ألف مقدسي.
وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، تخضع المواطنة شفاء الشلودي مع ابنها فادي لعقوبة الحبس المنزلي بتهمة مساعدة الآخرين لإلقاء الحجارة.
تقول الشلودي في لقاء معها: الحبس المنزلي قتل لروح الإنسان التي يخضع لهذا العقاب، فقبل الحبس المنزلي اعتقلوني أنا وابني فادي وتركوا طفلتي الصغيرة سيدرا في البيت وحدها، وبعد شهر ونصف الشهر من الاعتقال فرضت المحكمة علينا الحبس المنزلي، ولا أتواصل مع الخارج إلا من خلال النافذة، ومن هناك أشاهد المسجد الأقصى، مضيفة: أشاهد المستوطنين وهم يتجولون داخل سلوان ونحن أصحاب الأرض من المحرومين داخل بيوت حولوها إلى معتقلات.
وفي ذات السياق، فرضت المحكمة “الإسرائيلية” في القدس المحتلة على الناشطة المقدسية عبير زياد الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام بعد اعتقالها لمدة ثلاثة أيام.
المحامي صالح محاميد من الداخل الفلسطيني يقول عن عقوبة الحبس المنزلي: هذه العقوبة غير قانونية.
والاحتلال يستخدمها ضد الأطفال في القدس بشكل خاص وضد الكبار أيضاً، والقانون الدولي يجرم انتهاك حياة الشخص اليومية داخل منزله، ويترتب على الحبس المنزلي آثار نفسية قد تصل إلى الانتحار وتغير في السلوك إلى الناحية السلبية، إضافة إلى عزل اجتماعي عن المحيط، وعدم قدرة الطفل على التكيف بعد انتهاء الحبس المنزلي، وكل طفل أو شخص خضع للحبس المنزلي يحتاج إلى عملية تأهيل نفسي طويلة لإزالة آثار هذا الحبس العنصري.