من الأساس يرفض محمود عباس مشروع المقاومة، يعارض المقاومة المسلحة، والمقاومة بالحجر والسكين.
محمود عباس عدو لدود لشيء اسمه انتفاضة ومقاومة.
وصف العمليات الاستشهادية بأنها “حقيرة”، وصف الصواريخ بأنها “ألعاب نارية”، أدان كل عمليات المقاومة.
في حواره الأخير، قبل أيام مع التلفزيون “الإسرائيلي”، ذهب عباس إلى ما هو أبعد.. خاطب “الإسرائيليين” ونتنياهو قائلاً: جرّبوني.
محمود عباس كان يروّج لفكرة يجري التداول بها منذ انطلاق انتفاضة القدس في شهر أكتوبر الماضي.
الانزعاج “الإسرائيلي” من الانتفاضة وعمليات الطعن والدهس وإطلاق النار، كبير جداً، المخاوف مرتفعة، والإجراءات الصهيونية لم توقف الانتفاضة.
ملخص الفكرة أن يقوم الجيش “الإسرائيلي” بإعادة تسليم الأمن في المدن الكبرى للأجهزة الأمنية الفلسطينية، كي تقوم هي بقمع الناس بدرجة أكبر.
عباس وافق لكن الخلاف ما زال على قضية قيام جيش الاحتلال بإبلاغ الأجهزة المنية الفلسطينية مسبقاً نيّته الدخول إلى هذه المدن.
حكومة نتنياهو إلى اليوم مصرّة على حرية الدخول بدون إبلاغ أحد، عباس يقول “جرّبوني”، الاحتلال “الإسرائيلي” يقوم منذ انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000م بدخول هذه المدن من دون إبلاغ وبدون إذن، وعباس يحاول إرجاع الأمور إلى تلك النقطة.
القناة العبرية الثانية نشرت منذ عدة أيام المعلومات التالية: في شهر سبتمبر الماضي وقعت 219 عملية، في شهر أكتوبر 209 عمليات، في شهر نوفمبر 322 عملية، في شهر ديسمبر 239 عملية، في شهر فبراير 135 عملية، وفي شهر مارس 119 عملية.
وتلفت القناة الثانية إلى أنه في شهر أكتوبر سقط 11 قتيلاً “إسرائيلياً”، لكن في شهر مارس سقط قتيل “إسرائيلي” واحد.
رودني دانييل، المحلل السياسي في القناة الثانية، قال: السلطة الفلسطينية تؤدي دوراً مهماً ومركزياً في تدمير الانتفاضة وخنقها، وهي الأعرف والأقدر على لعب ذلك.
صباح يوم الأحد، استفاق الفلسطينيون على خبر اعتقال أجهزة أمن سلطة عباس ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية، وتسليم الاحتلال اسم فلسطيني رابع في القدس، تمّ اعتقاله أيضاً، بتهمة الإعداد لتنفيذ عملية ضد الاحتلال.
هذا محصلة لمسار طويل من دور السلطة في إجهاض المقاومة، وبالتالي إجهاض حلم الفلسطينيين في الحرية.
اللواء ماجد فرج، مسؤول الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية، تحدث قبل شهرين عن إحباط أجهزة أمن السلطة 200 عملية.
ومحمود عباس قال أمام التلفزيون “الإسرائيلي”: إن عناصر أمن السلطة يفتشون حقائب طلاب المدارس، وصادروا 70 سكيناً.
هذا الصراع سيمتد بين قوى فلسطينية تسعى لإحياء الانتفاضة والمقاومة، وبين قوى تسعى لخدمة الكيان الصهيوني وحماية أمنه، في حين أنها تتراجع وتخسر سياسياً وشعبياً.