أكوام قمامة مكدسة في أكياس سوداء ترتفع باستمرار تحت منحوتة تعود للقرن الـ16 في أحد أهم شوارع العاصمة الفرنسية باريس.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لتسليط الضوء على المشكلات التي تعاني منها فرنسا حالياً بسبب إضراب العمال في الكثير من القطاعات، رداً على مشروع قانون العمل الجديد الذي يعتبرونه مجحفاً لحقوقهم، مما أصاب الكثير من نواحي الحياة في باريس بالشلل، وأثر على بهجة “يورو 2016”.
وقالت الصحيفة: المدينة تعاني من فترة عصيبة تشمل هجمات إرهابية، وفيضانات، ومظاهرات لا تنتهي، بجانب الإضراب عن العمل، حيث ارتفعت أكوام القمامة وتزايدت بشدة الأزمة مع تدفق المشجعين إلى فرنسا للمشاركة في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم، يبدو أنه لا نهاية في الأفق.
وقالت النقابات: إنها لن تتراجع عن قرار الإضراب عن العمل، وأعلن العديد من طيارين الخطوط الجوية الفرنسية انضمامهم للإضراب، بجانب سائقي القطارات السريعة، جميعهم صوتوا الجمعة على الاستمرار في الإضراب عن العمل.
في الغالب العمال يحتجون على المشروع الجديد لقانون العمل، الذي يعتبرونه مجحفاً في حقهم، حيث ينص على إمكانية طرد العامل، أو الاستغناء عنه ﻷسباب اقتصادية، ويعتزمون تنظيم مظاهرة ضخمة ضد هذا القانون الذي أظهرت الحكومة إمكانية لتعديله.
يبدو أن فرنسا تنهار مرة أخرى، بحسب الصحيفة.
وقال جوليان كرنب الذي يساعد والده في إدارة مطعم: لقد رأينا كل شيء، أولاً الهجمات.. ثم الفيضانات.. والآن القمامة.. أرغب في إزالة هذه القمامة المتاخمة لمطعمي.
أكوام القمامة أوقفت عمل المطعم، وقال كرنب: هذا مثير للاشمئزاز.. إن القمامة تجلب الفئران.. وتجعل الناس تبتعد عن المطعم.
السياحة في انهيار هذا العام في باريس، التي كانت من بين المدن الأكثر زيارة في العالم، إلا أن السياحة انخفضت بنسبة 15.5% في أول شهرين من هذا العام، التهديدات الإرهابية السبب الرئيس خاصة بعد الهجمات التي شهدتها البلاد عام 2015م.
منطقة برج إيفل، التي تعتبر نقطة تجمع مشجعي كرة القدم تخضع لحراسة مشددة، وقال مدير وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية باتريك كالفار في تصريحات صحفية مؤخراً: إن فرنسا ظلت الهدف (رقم 1) لـ”الدولة الإسلامية”.
وقال عمر أنراويل الذي كان يبحث في صناديق القمامة في أحد شوارع باريس: تلك التهديدات بجانب القمامة ليس جيداً بالنسبة للسياحة.. لدينا بلد جميل.. ولكن هل هذه هي طريقة ترحيبنا بالناس؟
وبعد ذلك، عندما يصبح السياح سكارى سوف يعبثون بتلك اﻷشياء، مشيراً إلى علب وزجاجات داخل القمامة.
شارع “ميشيل”، واحد من أكثر الشوارع شعبية لدى السياح في باريس، تأثر بشدة جراء إضراب عمال القمامة، ففي الشارع القريب من بولفار جيرمان، القمامة تملأ المكان.
أكوام القمامة لا تغطي كل باريس، نصف أحياء المدينة تقوم فيها شركات خاصة بإزالة القمامة، والعديد من الشوارع باريس لم تتأثر، وأعلنت بلدية باريس الجمعة نشر شاحنات إضافية لجمع القمامة، واعدة أن المدينة سيتم تنظيفها قريباً.
وقال بارمان صاحب مقهى في الدائرة الثامنة بباريس: بالنسبة للكثير يخفض الباريسيون رؤوسهم وهم يسيرون بجانب مكبات النفايات، يبذلون قصارى جهدهم لتجاهل هذا المشهد القبيح.
ثلث القطارات؛ اثنان منهم من خطوط الضواحي الرئيسة، بما في ذلك واحد يخدم ملعب كرة قدم تضررت من الإضراب، وكذلك نصف قطارات الضواحي الغنية، والقطارات السريعة.
وحذر وزير النقل في الحكومة أنه لن يسمح لبطولة اليورو – الذي يتوقع أن تستقطب نحو 2.5 مليون زائر – أن تتعطل، وهدد بإجبار سائقي القطارات على العودة للعمل.
وقال عدد من المشجعين: إنهم وجدوا صعوبة في الوصول إلى الإستاد يوم الجمعة، وفقاً لوسائل الإعلام الفرنسي.
وفي النهاية النزاع العمالي يهز الآن فرنسا.