سلّم الرئيس السوري بشار الأسد ملفاً يضم أسماء 25 من المقاتلين البريطانيين مع “تنظيم الدولة” ومعلومات عنهم لاثنين من نواب البرلمان البريطاني زارا دمشق بدعوة من الحكومة السورية الربيع الماضي.
هذا ما كشفته صحيفة “صنداي تلغراف” اليوم، موضحة أن الأسد وضع “قائمة للقتل” تشمل أسماء مئات المقاتلين الأجانب مع “تنظيم الدولة”، بينهم الـ25 بريطانياً.
وقالت الصحيفة: إن 14 من الـ25 قُتِلوا، بينهم اثنان من ثلاثة أشقاء من برايتون، سافروا إلى سورية قبل عامين، في حين يعتقد بأن 11 لا يزالون أحياء، بينهم خمس نساء، منهن خديجة داري المتهمة من قبل نظام الأسد بأنها أول امرأة غربية تنضم لـ”تنظيم الدولة”، وكذلك سالي جونز التي اعتنقت الإسلام وأخذت أحد أطفالها معها إلى سورية، واثنتين من بناتها الفتيات التوائم اللائي يدرسن بإحدى مدارس مانشستر، وتفاصيل أخرى.
وأضافت أن القائمة التي سلّمت للنائبين ديفيد ديفز، وآدم هولواي، مكتوبة باللغة العربية، ومرفق بها فيديو دعائي يتحدث عن المجرمين الدوليين الذين نفذوا أفظع الجرائم ضد الشعب السوري.
وقالت “صنداي تلغراف”: إن بريطانيا لديها قائمة خاصة بمن تستهدفهم، وإن قائمة الأسد ستثير الشكوك حول وجود تبادل للمعلومات، على الأقل عبر قنوات سرية، بين بريطانيا وسورية.
وأشارت إلى أن بريطانيا وأمريكا نفذتا عدداً من الغارات بالطائرات المسيرة على عدد من مقاتلي “تنظيم الدولة”، بمن فيهم محمد إموازي الشهير بالجهادي جون.
وعلقت الصحيفة بأن تسليم القائمة للوفد البريطاني تبدو دعاية تقول: إن الحكومة السورية ملتزمة بمحاربة “إرهابيي تنظيم الدولة” الذين يهددون الغرب.
وأضافت أن عناصر القائمة تبدو عليها الفوضى، وليست حديثة تماماً، وعلى سبيل المثال هوية إموازي ليست واضحة بالقائمة، ودمشق لا تعرف اسمه الحقيقي، بالإضافة إلى إدراج اسم الطبيب البريطاني عيسى عبدالرحمن الذي كان متطوعاً مع منظمة إنسانية بريطانية بسورية وقتل في قصف على المستشفى الذي يعمل به في محافظة إدلب مايو 2013م.
ونقلت عن النائب ديفز قوله: إن ما حصلا عليه من الحكومة السورية خلال زيارتهما التي تمت في أبريل الماضي هو خليط من الدعاية والأوهام الذاتية والحقائق المرة، مشيراً إلى أن مضيفيهم يسارعون للقول: إنه لا وجود لحرب أهلية كلما أثارا موضوع الحرب بسورية، ويقولون: إن سورية تتعرض لهجوم من آلاف المقاتلين الأجانب ودول معادية.
ونقلت عن مدير مركز دراسات الأمن والاستخبارات بجامعة بكنغهام أنطوني جليس قوله: إن الأهمية الحقيقية لقائمة الأسد أنها تبرز مدى الجهد الذي يبذله من أجل الإقرار الأجنبي بحكومته، وفي الوقت نفسه إضافة متاعب أمنية لرئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في الشرق الأوسط.
وأضاف جليس أن قيمة هذه القائمة – ورغم أن الأسماء التي تضمها معروفة تماماً لأجهزة الأمن – تكمن في الأسماء الحركية أو غيرها من التفاصيل التي يمكن أن يستخدمها أصحابها للعودة لبريطانيا والتخطيط لهجمات “إرهابية” فيها.
وقال جليس أيضاً: إن الأسد يسعى لاستمالة الحكومة البريطانية، ويأمل التعاون مع الغرب، وبوجود روسيا إلى جانبه ليس من السهل توقع مغادرته السلطة قريباً.
وقال في الوقت نفسه: إن مصادر أمنية بريطانية نفت بشدة وجود تبادل معلومات استخباراتية لها مع نظام الأسد، في الوقت الذي تلف فيه الفوضى الكاملة الوضع بسورية.